"وهلَك" ... حسنين هيكل!(1)

أبو فهر المسلم

منشوران فقط.. هذا الأوّل، ويَتلوه الآخر.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة -

وهلَك طاغوتُ الفِكر والقلَم.. "حسنين هيكل" ..!

نفَق طاغوتٌ أشِر، سَليل مُسيلِمة الكذَّاب، رَبيب عبدالله بن سبأ، هامان القَرن، عرَّاب الناصريَّة، ودجَّال الصَّحافة والإعلام، جنرال الهزائم والانقلابات..!

نفَق الهالِك عدوّ الإسلام، المُحارِب للهِ ورسولِه والمؤمنين، في كلّ زمانٍ ومكان، بقَلمه وفِكره ولسانه، فكان داهيةً على الإسلام، وبلاءً على أهله، أعظم وأطغَى من السيوف والمَدفعيَّة.

ويَرحم الله شيخ الإسلام إذ يقول: "المُحاربة نوعان: مُحاربة باليد، ومُحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدِّين؛ قد تكون أنكَى من المحاربة باليد... وكذلك الإفساد؛ قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يُفسده اللسان من الأديان؛ أضعاف ما تفسده اليد .. فهذا... أولَى باسم المُحارب المُفسد، من قاطع الطريق".

وهكذا كان "هيكل" الطاغوت الأثيم .. مُعاون الطواغيت وناصرهم، في مصر وسوريَّة  واليمن والمغرب والأردن وتونس وليبيا ..إلخ ... الجاسوس صاحب الولاء المُطلَق، لليهود والأمريكان والمُلحِدين، على الإسلام وأهلِه وبلاده شرقًا وغربًا.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51]. ولْنُلِق نظرة على التاريخ القَذر، لهذا الطاغوت المُنافق مُدَّعي الإسلام كابْن سبأ.. على المُستويين السياسي، والدينيّ:

** فعَلى المستوى السياسيّ المصريّ خاصة، والعربيّ والعالميّ عامَّة: كان "هيكل" جاسوسًا لأمريكا بامتياز، وقد صرَّح بذلك كثير من الكُتَّاب الغربيين، والعرَبيين.
يقول "مايلز كوبلاند" في كتابه: "لعبة الأمم": "ولكن القلق بقى ينتاب المسئولين عن وضع خُططنا في واشنطن، بخصوص أفكار عبد الناصر... وكانت مثل هذه الأفكار تَصلهم عن طريق "هيكل و ليكلاند" وليكلاند: هو ضابط المخابرات الأمريكي والمسؤول السياسي في السفارة الأمريكية في القاهرة".

وقد استهلَّ صارخًا الكاتب "جلال كشك" ناقمًا على "هيكل" الذي لم يُقاض مُؤلِّف ولا ناشر كتاب "حبال على الرمال"، والذي ذكر فيه المؤلف "أن هيكل قد جنَّدته المخابرات الأمريكية منذ بداية الخمسينيات".

ورغم أن قضايا التعويض في الغَرب يمكن أن تُخلف ثروة طائلة، وعلى الرغم من سعة اتصالات هيكل في الخارج؛ إلا أنه مع هذا كلّه، لم يفكر أبدًا في رفع قضية، أو اتخاذ أيّ إجراءات، للردّ على هذه الفضيحة المُدوِّية.

وكان "هيكل".. "وظيفته الأساسية أن يزوّر حقيقة عبد الناصر، ويجعل منه وثنًا معبودًا له خوار، ويُفلسِف كل أخطائه ويُبررها، ويُدافع عنها أمام الرأي العام العربي والعالمي، ويقوم بدور تشويه وسَحق مجموعة المثقفين الشرفاء من الحركة الإسلامية، ويتهمهم بالتطرف والطفولة الثورية والإرهاب والشغب".

وكانت حظوته لدى عبد الناصر، لا تعرف الحدود، ولا القيود، ولا التقاليد، ولا المسافات، وكان أقرب إلى عبد الناصر من أفراد أسرته، وكان المؤتمن الوحيد على كل أسراره وعلى كل "قراراته " نعم "كل قراراته ... ومن بين هذه القرارات: قرار دخول حرب يونيو"1967" ضدّ إسرائيل، مع ضياع القُدس والضفة، وسيناء، والجولان.
وكذلك انفصال السودان عن مصر، وغيرها من القرارات الخائنة الغادرة.

وكان "هيكل".. مُخرِج المسرحيّة الهزليّة للطاغوت عبدالناصر، بعد هزيمة ونَكسة "67" "فقد قررّ عبد الناصر أن يتنحَّى ظهرًا ويعود ليلاً، وأعدَّ له خطاب التنحّي الممثل البارع هيكل، ورُسِمت الأدوار بواسطة الدّجالين. ومع هذا يُعلن هيكل: أننا انتصرنا لبقاء عبد الناصر في الحكم، وإن ضاعت سيناء برَملها".

وهكذا دلَّس هيكل على الملايين وأسكتَهم بحُجَّة "أننا انتصرنا في الحقيقة -رغم خسارة الرجال وضياع الأرض- ونصرنا هو: إن نظام عبد الناصر لم يسقط. وبالفعل صرنا نحتفل بعيد النصر رغم الهزيمة !".

وهكذا استطاع هذا الحاوي والساحر أن يُحيل الحواديت والخزعبلات والأوهام، إلى حقائق مُطلقة، لا جدال حولها ولا نقاش، ويَستعمل سِحره الماكر، في تبرئة المُذنب، واتهام البريء.

وكان "هيكل" مُخدِّرًا لطاقات الأمَّة، ومؤصِّلًا لهزيمة أبنائها نفسيًا، ومُدلِّسًا كبيرًا على وعي المسلمين عامَّة، والمصريين خاصَّة، وكان ذلك خلال رئاسته، لأوسع الصُّحف المصرية انتشارًا، وهي جريدة الأهرام، وتحديدًا خلال مَقاله الأسبوعيّ كلّ جُمعة "بصراحة".

فكان خلال منبره هذا "يغالط في ضوء الشمس كلّ الحقائق الصارخة، ويقول: إننا لا نستطيع أن نحارب مثل فيتنام؛ لأن فيتنام دولة فقيرة وشعبها بدائي وليس لديه ما يخسره، أما شعب مصر فشعب عريق، لديه السد العالي والأهرامات، ولا يجب أن يعرضهم للدمار والنسف؛ بدخولها حربًا مثل حرب فيتنام".

هكذا تجلَّت قدرة هيكل على قلب الأوضاع، ومسخ التاريخ، وكذلك ظلَّ "يلفّ ويدور حول معاني منها: "سنحارب إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل"، "إن لم يعجب أمريكا أن تشرب من البحر الأبيض؛ فأمامها البحر الأحمر"، " لن نسمح لأحد أن يجرنا إلى المعركة وسنحدد نحن يوم المعركة".

وهكذا ظلَّ يُخدِّر الأمة وشبابها، بشعاراتٍ رنَّانة، ويَكسر عزيمتهم، ويهدّ من انتفاضتهم بالتركيز (على الحل السّلمي وفقًا لقرار 242 المعترف بإسرائيل، وأن الحرب الوحيدة الممكنة، هي حروب استنزاف لفرض الحل السلمي ... وأنه لا يمكن الحرب ضد إسرائيل؛ لأن الحرب معها تعني الحرب مع أمريكا، ونحن لا يمكن أن نناطح أمريكا).

وهكذا اخترع هيكل الخرافة الشيطانيّة "تحييد أمريكا"، وهكذا ظلّ خلال هذا المنبر الشيطانيّ "بصراحة"، يَلفظ كلّ مَكرٍ ووقاحة، ويُطلق الأكاذيب، ويُروِّج الهزائم النفسية. حتى أن مَن كان يَفوتُه (قراءة المقال في الأهرام، فما عليه إلا أن يُدير مفتاح المذياع، ليستمع إليه من إذاعة إسرائيل).

وهكذا استطاعت إسرائيل نفسها، أن تُسوِّق لبُوقها المُخلِص "هيكل"، وأن تطمئن على سلامة احتلالها، لعقول المصريين قبل أراضيهم، وكذلك عقل كلّ من هو إسلاميّ عربيّ على وجه الخصوص. لأنه استطاع بعد ذلك، أن يُروِّض أنظار المسلمين والعرب، تجاه إسرائيل، بطريقة ماكرة خبيثة، ويُشوّه طبيعة الصراع مع إسرائيل، بأنه ليس صراعًا مع الإسلام والعرب، وإنما هو لحمايتهم ومصالحهم.

ومن بعدها تتدرَّج الماكرُ الخبيث، وفرض نفسَه على ساحة الأحداث، ونفَث سُموم القوميَّة العربية، التي ضيَّعت دين الشعوب، ومزَّقتهم، وفرَّقتهم، عبر عهود طواغيت مصر جميعًا، حتى انتهى بهيكل المطاف، إلى هندسة انقلاب الطاغوت السيسي، ونَفث سُمومَه القاتلة، بين طواغيت العرب وجيوشهم وقنواتهم؛ مُساهمةً منه في القضاء على الثورَات العربية الأخيرة .. لتَحفُل حياةُ هذا الطاغوت الأثيم، بسَفك دماء الأبرياء، وتمزيق الأجساد والأشلاء، ومُحاربة كلّ ما هو إسلاميّ هنا أو هناك.

تنبيه .. استفدتُ بعض النصوص، من المصادر التالية:

*تذكير الحُكّام بأيام الله. د.جابر الحاج. 

 *ثورة يوليو الأمريكية. جلال كشك. 

 *الخديعة الناصرية. لصافيناز كاظم.

=> تابِعوا المنشور الثاني والأخير، والخاص بالكلام على هيكل دينيًّا.