قاعدة مَتينة في استشكال النصوص .. !

أبو فهر المسلم

  • التصنيفات: طلب العلم -

قال الشيخ المُعلّمي اليَمانيّ رحمه الله، في [الأنوار الكاشفة] :
( استشكال النَّص؛ لا يَعني بُطلانه ).

قلتُ :
وهذه قاعدة مَتينة، يَنتفع بها كلّ طالب علم .. !
إذ إنه ليس كلّ نصٍّ - آية أو حديث أو خبر - في فقه أو عقيدة أو تفسير أو حديث ... إلخ ؛
يشكل عليك فَهمه، أو يعجم عليك لفظه، أو يَلتبس عليك حقيقة معناه وكُنهه؛ يُسوِّغ لك ذلك دَفعَه وردَّه .. والمُسارعة إلى تحريفه ونَقضه، أو تأويله وإبطاله !
فالأوْلَى بك ساعتها، اتهام عقلِك، والعَود باللائمة على نفسك، لا على النصوص بالإبطال، فإن ذلك من الهَوى والجهل، لا من الحقّ والعلم .. !
يقول ابن تيمية رحمه الله، في [الفتاوى] : 
( وليس في الكتاب والسُّنة والإجماع؛ باطل .. ولكن فيه ألفاظ قد لا يَفهمها بعض الناس، أو يفهمون منها معنًى باطلًا، فالآفة منهم، لا من الكتاب والسُّنة ).

واسْتشكال النصوص له حِكم، وأسباب .. !
 أمّا الحِكم : 
فقد نصّ عليها الشيخ المُعلّمي رحمه الله، في كتابه الأنوار الكاشفة، فقال :
( ووجود النصوص التي يُستشكل ظاهرها، لم يَقع في الكتاب والسنة عفوًا، وإنما هو أمر مقصود شرعًا؛ ليبلو الله تعالى ما في النفوس، ويمتحن ما في الصدور، ويُيسِّر للعلماء أبوابًا من الجهاد، يَرفعهم الله به درجات ).
 وأمّا أسباب استشكال النصوص فكثيرة، ونُجملها فيما يَلي :
أولًا: غرابة الألفاظ
ثانيًا: اشتباه المعنى بغيره
ثالثًا: وجود شُبهة في نفس الإنسان، تَمنعه من معرفة الحقّ
رابعًا: عدم التدبُّر التّامّ، وإعمال الفهم
خامسًا: قلة العلم وعدم توفّر مخزون علمي كافٍ
سادسًا: عدم الآلة، وفَقد القُدرة على الاستنباط
سابعًا: عدم الجمع بين النصوص
ثامنًا: الجهل بأسباب النزول، وموارد الحديث والأخبار، وعلل الأحكام
وغيرها كثير من الأسباب، وليس شرطًا أن تجتمع كلّها في الرجل، ولكن الناس يَتفاوتون في مثل ذلك، وهُم بين مُقِلّ منها ومُستكثِر .. !

فيَا طالب العلم .. 
عليك بتدبّر الحكمة من استشكال بعض النصوص، والتعرّف على أسباب ذلك، حتى تتبيَّن من أين أوتِيتَ، وساعتها يَسهل عليك دفع استشكالك، وتتحقّق لك المعرفة، واليقين التّامّ.
ومتى قصرتَ عن إدراك حقيقة النّصّ، أو عجَزتَ عن دَفع استشكالِك؛ فلا تَحرِم نفسَك سؤال عالِمٍ راسخ، فإنما شفاء العِيّ السؤال .. !

أبوفهرالمسلم