عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
اليهود حرفوا شريعتهم و قتلوا الأنبياء و ابتعدوا تماما عن الحق
النصارى حرفوا كتابهم و تفرقوا و صاروا طوائف كل طائفة تكفر الأخرى إلا القليل من الرهبان هربوا بدينهم .
هكذا كان الحال قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم
العالم في أشد الحاجة لرسالة من الله سليمة لم ينلها أي تحريف
و في أشد الحاجة لرسول معلم قائد يقود العالم من ظلماته إلى نور الحق
وهنا تجلت عظمة الله و أتم نعمته على أهل الأرض بإرسال محمد صلى الله عليه و سلم بالرسالة الخاتمة .
و كان من الواجب على أهل الكتاب أن يكونوا أول المذعنين بعدما ذاقوا نيران التحريف و التفرق و العداء .
قال تعالى :
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة 19]
قال السعدي في تفسيره :
يدعو تبارك وتعالى أهل الكتاب -بسبب ما من عليهم من كتابه- أن يؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويشكروا الله تعالى الذي أرسله إليهم على حين { فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ } وشدة حاجة إليه.
وهذا مما يدعو إلى الإيمان به، وأنه يبين لهم جميع المطالب الإلهية والأحكام الشرعية.
وقد قطع الله بذلك حجتهم، لئلا يقولوا: { مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ } يبشر بالثواب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. وينذر بالعقاب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها.
{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } انقادت الأشياء طوعا وإذعانا لقدرته، فلا يستعصي عليه شيء منها، ومن قدرته أن أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأنه يثيب من أطاعهم ويعاقب من عصاهم.
أبو الهيثم