بأيّ قبط أوصانا نبينا خيراً ؟!

ملفات متنوعة

لقد كان القبط قبيل الفتح الإسلامي يعانون الأهوال على أيدي الرومان
شركائهم في النصرانية ومخالفيهم في المذهب، لكن القبط عرفوا في ظل
الإسلام الأمن والطمأنينة في أمور دينهم ودنياهم.

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -


أخرج الإمام مسلم في صحيحه، في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم: باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر،حديث زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد، قالا: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، سمعت حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما» ، أو قال: «ذمة وصهرا، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة، فاخرج منها» ، قال: فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة، وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها.

وإذا كان العدل والرحمة سجية للفاتحين المسلمين لعامة، التزاماً بمبادئ دينهم وتطبيق أحكامه، بشهادة المنصفين من المؤرخين غير المسلمين؛ فإنهم عُنوا بأهل مصر من القبط عندما فتحوها عناية خاصة، امتثالاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم.



لقد كان القبط قبيل الفتح الإسلامي يعانون الأهوال على أيدي الرومان شركائهم في النصرانية ومخالفيهم في المذهب حتى إن بطريركهم بنيامين كان متخفياً طيلة عشر سنوات فراراً من بطش الروم، لكن القبط عرفوا في ظل الإسلام الأمن والطمأنينة في أمور دينهم ودنياهم.

تلك حقائق التاريخ الناصعة، التي بات غلاة القبط اليوم يتنكرون لها، ويعملون على تشويهها وتزييف صورة مفتراة تناقض المقطوع به تاريخياً، حتى بأقلام كُتّابهم الأقدمين. بل إن بعضهم لا يجد اليوم غضاضة في التعاون مع اليهود الحاقدين، بالرغم من أن اليهود بحسب معتقد القبط الفاسد،قد صلبوا نبي الله عيسى بن مريم -الذي يؤلهه هؤلاء الضالون!!-، فكنيستهم لم تكرر فعلة فاتيكان الكاثوليك الذي برّأ اليهود من جريمة الصلب المزعومة.



وها هي مقابح الغرب الصليبي تتبدى في سويسرا في أحدث صورها بمنع المآذن، فيعترض على استفتائها المشين كل منظمات حقوق الإنسان الغربية، ويحتج على القرار الجائر قسس ورهبان، بل إن الفاتيكان المشتهر بعدائه للإسلام، والذي ازداد شراسة في عهد البابا الحالي،احتج على الموقف السويسري.

وبدلاً من أن يكون أقباط مصر في مقدمة القوى المنكرة للتصرف السويسري السيء، تجاهلت كنيستهم الأمر وكأنها لا تدري بما حصل، مع أنه خبر الموسم كما يقال في الإعلام.



وشرٌّ من صمت الكنيسة الدال على الرضى، أن ينبري أقباط من أصحاب الأقلام للدفاع عن الجريمة السويسرية، التي كانت حكومة بيرن نفسها أول من انتقدها وتنصل منها وإن كانت كما تدعي لا تستطيع التصدي لها بحكم ما يسمى الديموقراطية المباشرة عندهم!!!؛ فوسائل الإعلام التي يمتلكها القبطي نجيب ساويرس، تقول في تبرير القرار الظالم ما لم يقله أقرب الناس إلى أهله. وأما التذرع بان الحرب على المآذن نتيجة استفتاء شعبي حر فما أيسر الرد عليه بأن تعمد الحكومة المصرية إلى تنظيم استفتاء شعبي في مصر على بناء الكنائس!!، وعندئذ يدرك هؤلاء المتطاولون حجم جريمتهم ومدى وقاحتهم!!



إن شهود الزور أولئك يكذبون على مصر وعلى العالم عندما يرفعون عقيرتهم بالشكوى من تنظيم بناء الكنائس في مصر، ثم يبررون قرار سويسرا العجيب الذي ضاق بأربع مآذن في كل أرجاء الدولة وفيها زهاء400 ألف مسلم!!

فماذا لو طبقنا على الجاحدين القبط المبدأ السويسري: كنيسة لكل 400 ألف قبطي!!.. ألا يكون ذلك جزاء وِفاقاً؟!



إن هؤلاء أَمِنوا العقوبة فأساؤوا الأدب، وأصبح واجباً وضع حد لغرورهم وبذاءتهم، إن لم يكن غضباً لدين الله أن يمسها الكفرة الفجرة بأباطيلهم، فحرصاً على وأد فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر؛ فهم ينفخون في كيرها ولا يتخيلون أنها قد تحرقهم جميعاً، وكم هؤلاء واهمون إذا كان تماديهم في غيّهم يعتمد على الدعم الغربي الصليبي/اليهودي؛ فالتجارب الكثيرة أثبتت مسارعة الغرب إلى ترك عملائه لمصيرهم إذا انتهى من استعمالهم أو بات ثمن حمايتهم فادحاً.


وعلى عقلائهم أن يتنبهوا قبل فوات الأوان إلى أن القبط الجاحدين ليسوا هم أهل مصر الذين أوصانا بهم خيراً، المصطفى عليه الصلاة والسلام.


7/1/1431 هـ

المصدر: موقع المسلم