وأعوذ بك من السلب بعد العطاء

أحمد قوشتي عبد الرحيم

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

والسلب بعد العطاء مؤلم غاية الألم، شديد الوطأة على النفس، فمن ذاق النعمة وعرف قيمتها وحلاوتها ليس كمن حرمها ابتداء فلم يشعر بلذتها من الأصل، والأب أو الأم اللذان يفقدان الولد أصعب بمراحل ممن حرم الذرية فلم يشعر بعاطفة الأبوة.

وأعظم سلب يصاب به العبد بعد العطاء: هو سلب الطاعة؛ وخشوع القلب، وزكاة النفس، والقرب من الرب سبحانه، وإقبال القلب عليه، وذوق حلاوة مناجاته، وكثرة ذكره وشكره، وحسن عبادته، وشغل الأوقات بمرضاته.

وأشد من هذا السلب: سلب من لم يشعر بقيمة ما سلب، ولا بعظمة ما فقد، ولا بخسارة ما وجد.

ومن يهن يسهل الهوان عليه *** ما لجرح بميت إيلام