المؤسسات الشيعية التبشيرية في العراق
ملفات متنوعة
بعد سقوط دولة العراق في يد المحتل الأمريكي، صارت الساحة العراقية
مفتوحة للفرقة الشيعية كي تتحرك داخل المجتمع العراقي بحرية تامة،
وعلى كافة المستويات والميادين، وخاصة في ميدان التبشير بضلالات
فرقتهم..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بعد سقوط دولة العراق في يد المحتل الأمريكي، صارت الساحة العراقية مفتوحة للفرقة الشيعية كي تتحرك داخل المجتمع العراقي بحرية تامة، وعلى كافة المستويات والميادين، وخاصة في ميدان التبشير بضلالات فرقتهم، والسعي لتشييع أكبر عدد ممكن من أهل العراق، مع تشويه صورة أهل السنة والجماعة في صفوف العراقيين، مستخدمين في ذلك ذات أدوات التبشير الصليبي، من مؤسسات، معونات، وفعاليات هدفها الرئيسي هو التبشير الشيعي.
فانتشرت المؤسسات الشيعية التبشيرية في ربوع العراق، وصار لها حضور مؤثر في ظل التضييق على قوى التوازن السنية في مجال الدعوة والإغاثة والأعمال الخيرية.
بدورنا سنحاول إلقاء الضوء على إحدى مؤسسات التبشير الشيعي النشطة،
وذلك من حيث مؤسسيها ومموليها والقائمين عليها، مع محاولة الاقتراب من
آليات عملها داخل العراق، ومخاطرها على عقيدة أهل السنة والجماعة
هناك، لنقدم في الختام بعض مؤشرات دفع هذا البلاء عن شعب العراق الذي
تداعت عليه الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.
وذلك من خلال دراسة حالة "هيئة محمد الأمين الثقافية" التي تمارس التبشير الشيعي داخل العراق بكثافة شديدة، وبدعم من أعلى المراجع الشيعية في قم بإيران وكربلاء بالعراق.
1- التأسيس
تأسست "هيئة محمد الأمين الثقافية" فور سقوط نظام "صدام حسين" عام
2003 بمدينة كربلاء.
وقد تم تأسيس تلك الهيئة بتشجيع وتوجيه المرجع الديني الراحل آية الله
العظمى محمد الحسيني الشيرازي، وقد تم اختيار اسم الهيئة على اسم
نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كعادة الفرقة الشيعية في تلاعبها
بالأسماء كأحد المداخل العاطفية للقلوب.
2- الإدارة
تتخذ الهيئة من مسجد وحسينية الحسين رضي الله عنه في محافظة كربلاء
مقراً لها، بينما يقع فرعها الأهم في قم بإيران.
والأمين العام لهذه الهيئة ومحركها الرئيسي شخص يدعى "فاضل الفراتي"
وهو في ذات الوقت مدير فضائية الزهراء وفضائية المهدي التابعتين لنفس
الهيئة "هيئة محمد الأمين الثقافية".
3- التمويل
هناك ثلاث مستويات لتمويل هيئة الأمين محمد الثقافية:
المستوى الأول.... "تمويل إيراني" ويدعمه وجود المكتب الأهم لهذه
الهيئة في إيران وهو ما لا يبعد عنها تلقيها للتمويل الإيراني، خاصة
في ظل السفريات المتكررة لأمينها العام بين كربلاء وقم.
المستوى الثاني...." تمويل شيعة الخليج" ويدعمه ما كشفت عنه مسئولة
متابعة شئون الأيتام في هذه الهيئة " زهراء عبد محمد" بأن مصادر
التمويل هي عن طريق متبرعين من خارج العراق، وتحديداً من دولة
الكويت.
المستوى الثالث...." تمويل الشيعة المقيمين بأوروبا" ويدعمه ما كشفت
عنه المؤسسة العراقية الدنماركية للإغاثة- وهي مؤسسة أسسها شيعة
العراق في الدنمارك- بأنها تقوم بجمع التبرعات في الدنمارك والدول
الأوربية ومن ثم تقوم بإرسال التبرعات على الحساب الخاص لـ"فاضل
الفراتي" الأمين العام لهيئة محمد الأمين الثقافية الشيعية.
4- الأنشطة التبشيرية لهيئة الأمين محمد الثقافية الشيعية:
1) توزيع الكتب الشيعية على مختلف محافظات العراق ضمن سياقات وقنوات
محددة، وإيجاد شبكة توزيع من خلال نظام استقطابي وضعته إدارة الهيئة
بعناية، وقد قامت الهيئة بتوزيع هذه الكتب التبشيرية على الجامعات،
المساجد، المدارس، المراكز الثقافية، الدوائر الحكومية، وبعض الشخصيات
المتميزة في العراق.
2) عقد جلسات توجيهية وفكرية مع العديد من مدراء المراكز الثقافية
الأهلية في العراق، ومع بعض التربويين والمشايخ العراقيين سنة
وشيعة.
3) طباعة وتكثير المحاضرات الشيعية وتوزيعها على الناس.
4) إنشاء مكتبات عامة داخل المراكز، المدارس، المساجد، والجامعات وقد
وصل عددها إلى الآن قرابة 2000 مكتبة شيعية في العراق.
5) توزيع أعداد ضخمة من الأسطوانات التي تحوي مواد تبشيرية شيعية
على عوام أهل السنة في العراق.
6) إطلاق حملات شيعية تبشيرية على نطاق واسع في محافظات العراق، تتضمن
ندوات ولقاءات تبشيرية.
7) تقديم الكتب الشيعية كهدايا لبعض الباحثين والطلبة المتميزين، أو
الفائزين في نشاط علمي معين.
8) تقديم رواتب شهرية للأيتام والفقراء والمرضى في محافظات العراق،
مصحوبة بمطبوعات شيعية تبشيرية تناسب المستوى الثقافي لكل أسرة تتقاضى
هذه الرواتب.
9) تقديم قروض ميسرة لطلبة الجامعات، مصحوبة بفعاليات ولقاءات
تبشيرية.
10) افتتحت الهيئة مدرسة شيعية للنساء في مقرها العام بكربلاء،
الهدف منها تخريج مبشرات شيعيات يحملن هم التبشير الشيعي في أنحاء
العراق.
11) دعوة العراقيين لانتخاب القائمة الشيعية في الانتخابات العراقية،
وتسخير كافة إمكانيات الهيئة لدعم تلك القائمة.
12) بالهيئة ستوديو لإنتاج البرامج المرئية والإذاعية الشيعية.
13) اقتحمت الهيئة مجال الفضائيات وأنشأت قناتي الزهراء والمهدي
الفضائيتين، لتكتمل بذلك مسيرة التبشير الشيعي لهيئة محمد الأمين
الثقافية الشيعية.
مخاطر مؤسسات التبشير الشيعية على عقيدة أهل السنة في
العراق:
1- من الواضح أننا أمام خطة شيعية تبشيرية مدروسة بعناية فائقة،
ومنفذوها عراقيون يفهمون جيداً مكونات الشخصية العراقية، ومداخلها،
وكيفية التعامل معها، ومن ثم فإن تكثيف الجرعات على أناس خارجين من
نظام بعثي لم يعطي الصحوة الإسلامية السنية حظها في الدعوة والانتشار
داخل العراق، قد يصب في صالح المحاولات التبشيرية الشيعية التي تقوم
بها المؤسسات الشيعية بصفة عامة داخل العراق.
2- تركز هذه المؤسسات على الأيتام وهم براعم صغار لم يتشكل مكونهم
العقدي بعد، وبالبديهة فإن ولاء هؤلاء الأطفال سيكون لهذه المؤسسات
الشيعية، لأنها هي الوحيدة التي تقوم برعايتهم والأنفاق عليهم، وتلبية
احتياجاتهم ثم تنشئتهم وتعليمهم وفق الضلالات الشيعية.
3- إغراق المدارس والجامعات العراقية بآلاف الكتب التي كانت محظورة
إبان عهد صدام حسين، مع التركيز على إقامة المكتبات العامة، وأقسام
للمكتبات الشيعية في كافة المنتديات الثقافية العراقية، أمر من شأنه
جذب أعداد كبيرة من العراقيين إلى الفرقة الشيعية، خاصة في أوساط
العوام المغيبين وغير المحصنين بالأدلة الشرعية المبطلة للشبهات
والكاشفة للضلالات الشيعية.
4- لعب تلك الهيئات والمؤسسات على وتر الأموال واستغلال الحالة
الاقتصادية المتدنية للعراقيين -في ظل الاحتلال- في إقراضهم أموال
نقدية ومساعدات عينية أمر يجعل المقترضين أسرى الفعاليات التبشيرية
المصاحبة لعمليات الإقراض والمساعدة، والتي بدورها قد تؤثر على مكونهم
العقدي.
5- هذه الهيئات والمؤسسات تعتمد على القذف المكثف للضلالات الشيعية
بكافة الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، وفي ظل تغييب قوى التوازن
تارة، وغيابها السلبي تارة أخرى، ومع ضعف التحصين العقدي لأهل السنة
في العراق، فإن كل ذلك من شأنه إحداث الكثير من الالتباسات العقدية
بين أهل السنة في العراق، الأمر الذي يخدم في النهاية الفرقة
الشيعية.
مؤشرات لمواجهة التبشير الشيعي في العراق
1- ضرورة عقد مؤتمر لعلماء السنة الثقات يناقشون فيه قضية التبشير
الشيعي في العراق، ووضع آليات عمل من شأنها إحداث التوازن في العراق،
مع تشكيل لجنة متابعة تشرف على تنفيذ تلك الآليات.
2- تنشيط وتكثيف تواجد المؤسسات الإسلامية السنية الدولية الإغاثية
منها والثقافية على أرض العراق، وذلك من أجل إشباع الاحتياجات
الاقتصادية والثقافية لأيتام وفقراء وطلاب العراق.
3- دعم الحكومات السنية والمؤسسات السنية الكبرى لمؤسسات أهل السنة
والجماعة في العراق، وذلك حتى تتمكن من إحداث عملية التوازن قبالة
مؤسسات الفرقة الشيعية في العراق.
4- تكثيف جرعات البرامج التي تستهدف الشعب العراقي في القنوات الدينية
السنية بما يغطى معاناتهم ويلبي احتياجاتهم، ويكشف لهم الضلالات
الشيعية التي تمطرهم بها الفضائيات الشيعية التبشيرية.
5- تنشيط عمل الملحقيات الثقافية التابعة للسفارات السنية في العراق
بما يحافظ على عقيدة أهل السنة والجماعة هناك من مكر وتخطيط وتحركات
دهاقنة الفرقة الشيعية في قم وكربلاء.
وفي الختام فقد حاولنا بدورنا رصد الظاهرة وتحليلها، ونحن نضعها برمتها ومقترحات مواجهتها بين يدي علماء الأمة ومخلصيها سائلين المولى عز وجل أن يرد كيد الكائدين.
الهيثم زعفان - 6/2/1431 هـ