سلطة رام الله والخيانة المركّبة
ملفات متنوعة
لقد سقطت الأقنعة مرات ومرات عن حفنة العملاء، ولو كان عندهم ذرة من
كرامة شخصية لغادروا مواقعهم البائسة، وغابوا عن الأضواء لعل الناس
تنسى مع الزمن رزاياهم وبلاياهم .
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
قال شاعرنا العربي قديماً:
إذا قالتْ حَذامِ فصدّقوها *** فإنّ
القولَ ما قالت حَذامِ
ونحن نستأذنه في الاقتباس من بيته المعبر بتعديل الاسم فحسب، ليصبح البيت كالآتي:
إذا قالت حماسُ فصدّقوها *** فإن
القول ما قالت حماسُ
فيوم اضطرت حركة المقاومة إلى بتر أذرع العمالة للصهاينة في قطاع غزة، أكد قادتها الذين لم يجرب شعبهم عليهم كذبة واحدة، أن لديهم أشرطة تفضح مخازي الخونة من أزلام السلطة، ظن البعض أنه كلام الخصم في خصمه، وتوقع فريق أقل عداء للمقاومة أن الحرب بين الطرفين تضطر كلاً منهما إلى شيء من المبالغة في إطلاق الاتهامات وترويج نعوت القدح وتضخيم المثالب.لكن المنصفين يعلمون أن الفجور في الخصومة من سمات المنافقين وليس من صفات المؤمنين، واطمأنوا إلى ترفع حماس عن الرد على افتراءات الأعداء المحليين والإقليميين والدوليين، بعرض أشرطة ووثائق تؤكد سقوط العملاء في مستنقع الخيانة للعدو اليهودي، فضلاً عن نهب المال العام والانغماس في المجون والتهتك، حرصاً على عدم الإساءة إلى القضية الفلسطينية!!
وفي فترة تالية، ثارت ثائرة القوم على فاروق القدومي-أحد قيادات حركة فتح المؤسسين-عندما اتهم محمود عباس شخصياً بمشاركة الصهاينة في اغتيال سلفه الراحل ياسر عرفات!!
وشاء الله عز وجل أن يقيم الشاهد على صدق حماس وكذلك الحجة على المرجفين من خلال شاهد من أهل السلطة، هو ضابط في أجهزة الاستخبارات التابعة لسلطة محمود عباس . فالضابط فهمي شبانة التميمي واحد من رجالات سلطة أوسلو، وليس له أدنى صلة بالمقاومة من أي نوع، حتى يمكن التشكيك في الاتهامات التي أطلقها في حق مدير مكتب عباس وهي اتهامات موثقة بالصوت والصورة لفضائح المشار إليه أخلاقياً، بالإضافة إلى وثائق بالرقم والتاريخ عن عمليات سلب ونهب منظمة لأموال المساعدات المقدمة إلى الشعب الفلسطيني.
وسارعت جوقة الفاسدين المفسدين إلى شتم الرجل وكيل الاتهامات له-والمضحك فيها اتهامه بالعمالة للصهاينة سادة عباس وسلطته وأزلامه!!-، لكن إصرار شبانة على مواقفه والأدلة التي قدمها، وتلويحه بأدلة أخرى تمس شخصيات أكبر وأشد سمنة في سلطة أوسلو، اضطرت عباس إلى الانحناء وإقالة مدير مكتبه الذي عرضته القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني يراود امرأة عن نفسها لكي يوظفها في دوائر السلطة.
ولا ينسى الناس أن فضائح فساد السلطة ليست جديدة، من فضيحة روحي فتوح وما صادره المحتلون من مهرباته، ومن صفقات شركات الجوال لأنجال عباس، وأمثال هذه المخزيات الكثيرة التي جعلت الاتحاد الأوربي يدرج السلطة في رام الله على رأس الجهات الفاسدة التي تنهب مساعدات الاتحاد المالية والعينية.لكن أوربا تواصل مساعدة عباس راغمة لأنها ليست مستقلة عندما يتصل الأمر بمدللة واشنطن :دولة الغصب والعدوان والتوسع اليهودية.فمصالح تل أبيب فوق تقارير المنظمات غير الحكومية بل هي أعلى شأناً من البرلمان الأوربي وأجهزة الرقابة التابعة لمؤسسات الاتحاد والمشتهرة بصرامتها الشديدة وأنيابها ومخالبها الحادة!!
ولا ينبغي لأولي الألباب الانشغال عن جوهر المسألة بالقشور، كالتيه وراء دوافع شبانة ولجوئه إلى فضح رؤسائه عبر الإعلام الصهيوني عن سر التوقيت....فتلك كلها تفاصيل تقنية لا تحجب أساس القضية، وهو خيانة أولئك الرهط لشعبهم خيانة شاملة مطلقة ومركبة، فمن يعمل لخدمة مصالح عدوه ضد بين جلدته هل يُسْتغْرَبُ منه الانخراط في النهب والسلب وانتهاك الأعراض؟أليست موالاة العدو الكافر الغاصب دونما إكراه بل عن اختيار حر، تُخْرج صاحبها من ملة الإسلام؟
أجل، فهي حتى في قوانين البشر الوضعية القاصرة الجائرة تعد خيانة عظمى لا يجوز العفو عن مقترفها مهما كانت الأسباب والدواعي والظروف المحيطة.بل إن قوانين البشر لا تعترف بالتقية الاضطرارية التي يجيزها ديننا الحنيف لمن يتم إكراهه على الكفر عنوة ما دام قلبه مطمئناً بالإيمان.
لقد سقطت الأقنعة مرات ومرات عن حفنة العملاء، ولو كان عندهم ذرة من كرامة شخصية لغادروا مواقعهم البائسة، وغابوا عن الأضواء لعل الناس تنسى مع الزمن رزاياهم وبلاياهم .
4/3/1431 هـ
المصدر: موقع المسلم