إرهاب أوروبي

أحمد بن يوسف الدعيج

ما يسميه الغرب وحلفاؤه بالإرهاب والإرهابيين يسميه غيرهم بالجهاد
والمجاهدين، وعلى ذلك فإنه يوجد في معظم الدول العربية والإسلامية
الكثير من المجاهدين والثوار والمناضلين ممن تطاردهم الأجهزة الأمنية
في البلاد العربية والإسلامية..

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

 


ما يسميه الغرب وحلفاؤه بالإرهاب والإرهابيين يسميه غيرهم بالجهاد والمجاهدين، وعلى ذلك فإنه يوجد في معظم الدول العربية والإسلامية الكثير من المجاهدين والثوار والمناضلين ممن تطاردهم الأجهزة الأمنية في البلاد العربية والإسلامية، وهي بالمناسبة أجهزة عالية الكفاءة، فالحكومات العربية والإسلامية في أيامنا هذه طالحة في كل الأمور إلا فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، خاصة تلك الموجهة ضد مواطنيها، فإنها فالحة فيها أيما فلاح، وبالإضافة إلى مطاردة أجهزة الأمن العربية والإسلامية لهؤلاء فإنهم مطاردون من قبل أجهزة الأمن في الدول الغربية باعتبارهم من الإرهابيين، وبسبب ذلك فإن هؤلاء الذين يصنفهم الغرب وحلفاؤه بالإرهابيين يعتمدون مبدأ التخفي والحذر والسرية في تنقلاتهم ويرتابون من أي شخص ويتوجسون خيفة من كل ما يثير ريبتهم خشية من القبض عليهم أو تصفيتهم مثلما حدث للكثيرين منهم في الكثير من الدول العربية والإسلامية وآخرها عملية اغتيال المبحوح في دبي والتي ساهمت فيها أجهزة الأمن في بعض الدول الأوروبية عندما سمحت لعملاء الموساد باستخدام جوازات سفر مواطني تلك الدول.


صحيفة ديلي ميل البريطانية المرموقة قالت: إن الاستخبارات البريطانية على علم مسبق باغتيال المبحوح، وما يؤكد مثل هذا الأمر هو ما نشره موقع الـ CNN من أن المواطن البريطاني بيتر ديربيشاير قال: إن جهاز الموساد الإسرائيلي استخدم جواز سفره لتنفيذ عملية في لبنان قبل نحو ثلاثين عاما، وهي عملية اغتيال الفلسطيني علي حسن سلامة في 1979، والمذهل في الأمر ما ذكره المواطن البريطاني السيد ديربيشاير من أن الحكومة البريطانية في ذلك الوقت أبلغته بأنه من الخطر استخدام جواز سفره وقاموا بإعطائه مبلغا من المال لاستخراج جواز سفر جديد، ثم أردف قائلا: إن أحدا (من الحكومة البريطانية) لم يقدم له تفسيرات.


من المعروف أن المجاهد أو الثائر أو المناضل أو " الإرهابي " طبقا للمصطلح الغربي عندما يستشعر خطرا ما فإنه يكون مثل النمر المحاصر وعلى استعداد للفتك والبطش بمن يحاول أن يلحق به الأذى، ولذلك فإنهم خاصة بعد عملية اغتيال المبحوح التي سهلت فيها أجهزة الاستخبارات الغربية الأمر لعملاء الموساد، سوف يتوجسون خيفة من كل من له ملامح غربية، وما أكثرهم في بلادنا، وسوف يؤدي ذلك الى زيادة في احتمالات تعرض الكثير من المواطنين الغربيين الأبرياء في البلاد العربية والإسلامية إلى الخطر الجسيم على يد هؤلاء الملاحقين، فمن الملام إذا حدث ذلك؟ لا شك أنها حماقة وغباء ودناءة وحقارة الحكومات الغربية التي تعرض حياة مواطنيها الأبرياء للخطر الجسيم من أجل عيون الصهاينة المجرمين.


2010/03/01 م

 

المصدر: جريدة الوطن الكويتية