الهالات المصطنعة

محمد المصري

الهالات المصطنعة أو لنقل المزيفة هي ظاهرة قديمة، فكثيراً ما كانت تبرز نماذج في تاريخنا عن شخصيات صُنعت لهم هالات أو اصطنعوا هم لنفسهم هالات ولكن قديماً كان سرعان ما ينكشف زيف هذه الهالات

  • التصنيفات: قضايا إسلامية -

الهالة هي دائرةٌ من الضوء تحيط بجِرْم سماوي فهي عبارة عن أشعة من الضوء منبعثة من جسم مضيء، والهالة في موضوعنا لا يختلف عن المعنى السابق فعندما نقول عن شخص ما أنه صاحب هالة فيكون المقصود هو كمية الضوء المنبعثة من شخص ما فتجعله مضيء ومن ثم مشاهدة الجميع له فيقترب من هذا الشخص من أراد أن يقتبس من هالته نوراً أو يبتعد من أراد العيش في منأى من النور .

هذا عن الهالة التي تكون منبعثة من شخص متوهج يشع ضوءاً وحرارة، ضوءاً ينير للسالكين طريقهم، وحرارة تعمل على انصهار أي شوائب جاهلية أو أخلاق رديئة، وهذه الهالات تنبعث من قدوات وافق قولهم فعلهم وقد حفل بهم تاريخنا الإسلامي على مرّ التاريخ فمن الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه الطهر الميامين ومن على سار على دربهم إلى يوم الدين .

أما عن الهالات المصطنعة أو لنقل المزيفة فهي ظاهرة قديمة، فكثيراً ما كانت تبرز نماذج في تاريخنا عن شخصيات صُنعت لهم هالات أو اصطنعوا هم لنفسهم هالات ولكن قديماً كان سرعان ما ينكشف زيف هذه الهالات ،لأن النفوس آنذاك كان يتوّفر لديها (فرقان الحق) الذي يفرق بين الحق والباطل فكان الزيف سرعان ما يكتشف.

أما في وقتنا الحالي فالهالات الزائفة انتشرت انتشار النار في الهشيم، ومن الأسباب التي ساعدت على هذا الانتشار ضعف أو انعدام (فرقان الحق) في النفوس، والسبب الأكثر قوة في انتشارها هو اختلاف الوسط الذي تنتشر فيه هذه الهالات قديماً وحديثاً.

فقديماً كان يلزم لانتشار الهالة وجود وسط مادي لانتقالها من رؤية وسماع ومصاحبة يتأكد من خلالها استحاق صاحب الهالة من كونه قدوة متبع لنهج النبي صلى الله عليه وسلم ،أم أنه مزيف مدّعي .

أما حالياً فالوسط تغير فأصبح الوسط افتراضي تلمع فيه أسماء وتبرز لها هالات ويلتف حولها مخدوعين انبهروا بزخرف الضوء الخادع .