سياسة الحكومة والمعارضة في مصر بين الشطرنج والحوكشة
عبد المنعم منيب
الشباب الذين يشجعون مفكري الحوكشة بعشرات الالاف من اللايكات والشيرات على الفيس وتويتر فأجدر بهم قراءة السيرة النبوية والتاريخ وقبلهما دراسة الفقه و أصول الفقه والعقيدة قبل ما يحددوا موقفهم واتجاههم.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
يتساءل كثير من الأخوة والأخوات عن تحليلي للأوضاع السياسية المصرية وفي واقع الأمر انا أحب الكلام عن السياسة والاستراتيجية المحترفة والاحتراف هذا يمارس بما يشبه لعبة الشطرنج، إلا أن السياسة والاستراتيجية في مصر تمارسان بأسوأ من لعبة الحوكشة، وفي ظل هذا الجو من سفاهة وبلاهة اللاعبين في مصر فعلى ماذا سأعلق؟
هل أعلق على الساسة والزعماء الذين يطالبون كل مصري بالخارج بتحويل مائة دولار لأهله لحل أزمة العملة الأجنبية بمصر؟ وهذا السياسي الأبله يجهل أن ما من مصري بالخارج إلا وهو يرسل لأسرته أغلب ما يكسبه وأن هذا لم ولن يحل أزمة مصر التي تستورد شهريا بأكثر من ٤ مليار دولار، فأزمة الدولار ليست أزمة مالية فقط ولن تحلها كل السياسات المالية التي تتخذ بل هي أزمة اقتصادية بسبب تدهور الانتاج الصناعي الذي كان يصدر للخارج بالدولار وماتت السياحة وتدهور دخل قناة السويس بسبب بطء النمو في الاقتصاد العالمي وتدهور أسعار النفط، لكن الهمبكة البلهاء والشعارات السفيهة تعمي ساسة النظام الحالي ورموزه عن الحقائق.
أم أعلق على الدعوى الساذجة التي تقول صبح على مصر بجنيه لأن هذا سيدخل لنا ٣٠ مليار جنيه في السنة؟ هل لا يعرف هذا المبدع جدا أن ميزانية مصر ٨٦٠ مليار جنيه؟ فايش هاتعمل ال ٣٠ بتاعته هذه؟ والا يعلم ان لدينا ٥٣٠ وكيل أول وزارة و١١٤٠ رئيس ادارة مركزية و٢٧٦٠ مديرا عاما كلهم يتقاضون من ميزانية الحكومة مئات المليارات من الجنيهات بالسنة وده غير القضاة والضباط ونحوهم، فايهم أولى بالتصبيح على مصر؟
انهم لا يفهمون ان الهمبكة والشعبوية لن تجدي ولن تحل اي مشكلة حقيقية، وأن مصيرهم هو مصير كل فاشل يصم أذنه وعينه عن حقائق الواقع ويعيش بواقع موهوم.
فرحوا جدا بتفجيرات بروكسل وقالوا هانروح ونقول لهم نتكاتف ونتحد ضد الارهاب، وكأنهم يلعبون في ملعب السياسة الدولية منفردين، لا يدركون أن أردوغان وتميم والاخوان أكيد سبقوهم وقالوا للاتحاد الاوربي ده بشار والسيسي وامثالهما هم سبب الارهاب الذي يضرب أوروبا لانتهاكهم لحقوق الانسان وقمعهم للاسلام السلمي المعتدل مما انعش الاسلام الارهابي ونشر دعوته.
وعلى الجانب الاخر هناك اللاعبون المصريون (بتوع حوكشة برضه) هناك في تركيا والدوحة ولندن بتوع المجلس الثوري وغيره وعشمهم أن الانسداد الاقتصادي الراهن وصراع الاجهزة وسوء السمعة الدولية بشأن الحريات سيوقع نظام السيسي ويأتي بهم أو بالدكتور مرسي، ايه يا ست الحاجة انت وهي وهو، اهدوا شوية واقراوا تاريخ مصر والعالم وفكروا سياسة شوية وبلاش حوكشة، مصر طحنت اقتصاديا كثيرا طوال تاريخها وهذا لم يغير نظاما، ومنذ ١٩٥٢ ومصر تعيش صراع الاجهزة شركاء الحكم وتعايش النظام معها، اذن فلنتعقل ونفعل كيسا.
اما الشباب الذين يشجعون مفكري الحوكشة بعشرات الالاف من اللايكات والشيرات على الفيس وتويتر فأجدر بهم قراءة السيرة النبوية والتاريخ وقبلهما دراسة الفقه و أصول الفقه والعقيدة قبل ما يحددوا موقفهم واتجاههم.