لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: القرآن وعلومه - التفسير -
قل يا محمد لأهل الكتاب، معلنا بكل وضوح و بلا خفاء أو مواربة: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ}؛ من الأمور الدينية، فإنكم لا بالقرآن ومحمد آمنتم، ولا بنبيكم وكتابكم صدقتم، ولا بحق تمسكتم، ولا على أصل اعتمدتم {حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ} {و} تقيموا {ما أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِن رَبِّكُمْ} فلا طبقتم كتبكم و لا آمنتم بالكتاب الأخير الخاتم!!
قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة:68].
قال السعدي في تفسيره:
أي: قل لأهل الكتاب، مناديا على ضلالهم، ومعلنا بباطلهم: {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ} من الأمور الدينية، فإنكم لا بالقرآن ومحمد آمنتم، ولا بنبيكم وكتابكم صدقتم، ولا بحق تمسكتم، ولا على أصل اعتمدتم.
{حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ} أي: تجعلوهما قائمين بالإيمان بهما واتباعهما، والتمسك بكل ما يدعوان إليه.
{وَ} تقيموا {ما أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِن رَبِّكُمْ} الذي رباكم، وأنعم عليكم، وجعل أجلَّ إنعامه إنزالَ الكتب إليكم. فالواجب عليكم، أن تقوموا بشكر الله، وتلتزموا أحكام الله، وتقوموا بما حملتم من أمانة الله وعهده.