سنواتُ العُمر!

وسام الشاذلي

أعد النظر في حياتك وقلل من المعارك "الصغيرة" والنكد الدائم، فالهموم "الكبيرة" آتية لامحالة وفقد "الأحبة" وارد ولاشك.

  • التصنيفات: دعوة المسلمين - الواقع المعاصر -

أكثر مايؤلمني هم هؤلاء الذين يصنعون من الخلافات "الصغيرة" مشاكل كبيرة، الذين يحرصون علي "النكد" ويتعاطونه بشكل يومي! رثاء دائم للنفس واجترار مستمر للأحزان وبحث و "نبش" مستمر في الماضي! صراعات ومعارك "لسنوات" لأسباب واهية!

يا آلله، للعمر قيمته ياسادة، مامضى قد "مضى" ولن يعود ولن يفيدك البكاء عليه!!

ممارسة الشكوى والرثاء لنفسك بشكل يومي قد تجمع حولك بعض "المتعاطفين" لكنها أبداً لن تغير الواقع ولن تحسِّن المستقبل، الصراعات اليومية مع من حولك و"الكيد" لهم وتحويل حياتهم لنكد دائم لن يفيدك لأنك في النهاية تتشارك معهم نفس الحياة الضنك وتقضي أيامك بقلب "معتَّل"!

سينقضي العمر بأسرع مما تتصور، وهؤلاء الذي شاركوك الحياة "الضنك" سيرحلون، وربما تندم ساعتها وتتمني عودتهم لتنظر في وجوههم وتطلب مغفرتهم!

أعد النظر في حياتك وقلل من المعارك "الصغيرة" والنكد الدائم، فالهموم "الكبيرة" آتية لامحالة وفقد "الأحبة" وارد ولاشك، تسامح قليلاً وتجاوز عن بعض الإساءات وضع الأمور في حجمها الصحيح، غير من طريقة تعاملك مع من حولك وادفع بالتي هي أحسن وحاول أن تستمتع "بالموجود" ولايشغلك عنه "المفقود"!

عش كل لحظة، نعم كل لحظة، اصنع الخير وانشر الفرحة واستمتع بالمباح، اقترب من خالقك وضع همومك ورغباتك وأحزانك وأحلامك بين يديه، حتى ذنوبك وعثراتك، اعترف بها واطلب العفو ثم سر متوكلاً عليه موقناً في قدرته ورحمته، ساعياً خلف أحلامك "المشروعة" راضياً بقدره وحكمته!

فاللهم امنحنا بصيرة من عندك نعرف بها من يحبنا بصدق ومن يدعي ذلك ونورا منك ندرك به سر السعادة وحكمة الحياة وقيمة العُمر، اللهم آمين ... اللهم آمين!
||
عن سنوات "العُمر" التي "تمُّر"!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام