إياك أن تعين ظالماً
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
بالرغم من أن خالد القسري والي الكوفة كان حاكما بالشريعة ناصراً للسنة
إلا أن عطاء بن رباح العالم الرباني و التابعي الجليل أفتى بعدم جواز معاونته على ظلم يقع فيه و حرمة المال الذي يقبضه من يعمل معه .
قبل أن أسرد القصة لك هذا الموقف لخالد :
في أول يوم من أيام عيد الأضحى من ذلك العام قال خالد وهو يخطب خطبة العيد: أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل فذبحه في أصل المنبر.
تخيل رجل يناصر السنة بهذه الصورة ..هل يجوز أن يعاونه العمال و الموظفون في كل كبيرة و صغيرة حتى لو كانت ظلماً ؟؟؟
تأمل القصة :
ذكرَ الإمام القرطبيّ رحمه الله :
( وقال عبيد الله بن الوليد الوصّافي: قلت لعطاء بن أبي رباح :
إن لي أخًا يأخذ بقلمِه - أي قلم الحاكِم -، وإنما يَحسب ما يدخل ويخرج، وله عيال، ولو ترك ذلك لاحتاج وادّان .. ؟!!
فقال: مَن الرأس ؟
قلت: خالد بن عبد الله القَسْري - أحد أمراء بني أميّة، وكان فيه ظلم - .
قال: أما تقرأ ما قال العبدُ الصالح :
{ربِّ بما أنعمتَ عليَّ فلَن أكُونَ ظهيرًا للمُجرمين} ... ؟!!
فلا يُعِنهم أخوك .. فإن الله يُعينه .
قال عطاء: فلا يَحِلّ لأحدٍ أن يُعين ظالمًا، ولا يَكتب له، ولا يَصحبه، وأنه إن فعل شيئًا من ذلك؛ فقد صار معينًا للظالمين ).
انظر: [تفسير القرطبيّ] .
اللهم لا تجعلنا للظالمين مناصرين و لا لأهل الحق خاذلين و توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين .
أبو الهيثم