مَنْ نَحن؟!
إيّاب الطيب
لا تسألوا التاريخ عنــا؛ دَعوهُ ينسانا.
- التصنيفات: دعوة المسلمين - الواقع المعاصر -
- نحن جيلٌ يعجز عن الاستيقاظ باكرا، نحب السَّهر لمجرّد السهر وليس لِتَنْقِيحِ العُلُومِ،كما كان يفعل أجدادنا.
نتثاقل من زيارة الضّيف، لأنه سيحرمنا من لذة الجلوس أمام آلة، سلبتنا وقتنا، وتعلقنا بها، دون أن نسأل أنفسنا: هل جلوسنا في الخير وللخير؟
نحن جيلٌ أدمن الأجهزة الإلكترونية واستعضنا عن البشر بها، نتجاهل مشاعر المقربين، وتسلب قلوبنا ونذوب ولهًا بــ (أسماء) قد تعترض طريقنا في شبكة وعالم افتراضي دون أن نعرف لها رسما ولا مذهبا.
نحن جيلٌ لايعرف عن تاريخه غير مايُفرض عليه في مادته المدرسية التي يتجرعها على مضض.
نحن جيل لانحب القراءة، ولانحب الكتاب، نحب المعلومة الجاهزة التي نلتقطها، بضغط زر.
نحن جيل، يمتلك القلب الرقيق الذي يحزن لمآسي إخوته، الذي يجعلنا نرفع الشعارات ونشجب ونستنكر عبر الأثير وفي نهاية اليوم نصغي لموسيقى هادئة نغفو على وقعها.
نحن جيل يحفظ أسماء اللاعبين والفنانين أكثر مما يحفظ أسماء الصحابة والعلماء.
نحن جيل السخرية من كل شيء، الوطن والأهل والأساتذة والعجزة، والتاريخ وحتى الدين لم يسلم منّا.
نحن جيل يشغله المظهر كثيرًا، وتَهمُنا (ماركة) مانلبسهُ، بصرف النظر هل يليق أو لايليق بنا.
نحن جيل يجيد الكتابة عن الحب لدرجة تبكيك، ويدخلك متاهة الشوق المزمجر لشخص لاتعرفه، هكذا تكتب للاشيء، المهم أن تكتب عن حبيب، وتتقمص شخصية العاشق المُتيم المغلوب عشقًا.
- نحن جيل الوجبات السريعة، التي نشأنا عليها، وإن سألنا أحدهم عن أكلة بلدنا الشعبية ،صمتنا أو تهنا أو أجبنا إجابـــة خاطئة.
نحن جيل يثور سريعا لنظرة عابرة، ولايأبه لكرامة وطن تُداس أو رفقة يُهانون من قبل العدو.
نحن جيلٌ لايعرف مايــريد، فلا تسألوا التاريخ عنــا؛ دَعوهُ ينسانا.