أريد أن أحفظ القرآن ولكن!

سوزان بنت مصطفى بخيت

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

أريد أن أحفظ القرآن لكن وقتي ليس بملكي؛
أريد أن أحفظ القرآن لكني لا أجد الوقت لذلك؛
أريد أن أحفظ القرآن بالحصون الخمسة لكن واجباتها تحتاج لكثير من الوقت والجهد؛
أريد وأريد وأريد ... لكن الوقت ...

هذه الشكوى هي من أكثر الشكاوى؛ وذلك لأنه تولد عند الناس فكرة أن الحفظ يحتاج لانعزال وتفرغ ووقت؛
في حين أن القرآن هو حياة للقلوب قبل أن يكون حياة للأبدان؛
وبالتالي لابد أن يكون متوغلا في حياتنا وليس جزءا منفصلا عنها؛
وللحفظ حلاوة لن تشعري بها ولن تشتاقي إليها إلا لو شهد لها كل ركن في حياتك؛
فتجدي مطبخك يشهد لها؛
وأركان بيتك تشهد لها؛
والمواصلات تشهد لها؛
وأماكن الانتظار؛
ووقت نوم أولادك يشهد لها؛
وسريرك يشهد لها؛
فتجدي لحفظك ذكريات جميلة بكل لحظة وكل مكان؛

نعم الحفظ يحتاج لتركيز وهذا التركيز يمكنك تحقيقه بأي مكان حتى لو كنتِ بوسط الزحام لأن التركيز ينبع من القلب قبل ان ينبع من الجو المحيط بك؛

فحفظ القرآن لا يقتصر على ترديد الآيات فقط؛

بل هو مرتبط أيضا بوجود وِرد للتلاوة وَوِرد للاستماع وكذلك المراجعة وكل ذلك يساعدك على العيش مع القرآن.

ورد التلاوة يحتاج لمصحف صغير يرافقك في كل مكان فيمكنك قراءته:
قبل صلاة الفجر وبعدها،
بعد الصلوات بالنهار،
في صلاة النافلة،
في المواصلات،
أثناء جلوسك مع أبناءك وهم يلعبون،
وأنت واقفة أمام الطعام منتظرة أن ينضج،
وأنت واقفة في الشارع منتظرة الأتوبيس،
وأنت واقفة بالسيارة في الإشارة إن كنت تسوقين،
وأنت على فراشك قبل النوم،
و ...

ورد الاستماع يحتاج لسماعات للأذن سلكية أو لاسلكية أو بلوتوث مما يسهل عليك الانصات بتمعن ويمكن ذلك
أثناء ترتيبك البيت،
أثناء طبخك الطعام،
أثناء جلوسك مع الأبناء،
أثناء انتظارك لخروج أبناءك من المدرسة،
و ...

أما المراجعة فهي أيسرهم على الإطلاق لأنها لا تحتاج للاستماع ولا القراءة بل هي التسميع غيبا لنفسك لما تحفظينه؛
وأهم الأوقات للتسميع في الصلاة،
ويمكنك التسميع في أي مكان وزمان؛
حتى لو كنتِ بالمدرسة بين زميلاتك ومعلماتك؛
أو بالعمل بين الموظفات والمديرات لأنه غالبا يكون في صمت ولن يشعر بك أحد؛

نعم قد تتعرضي لكثير من المقاطعة من الأبناء أو الأهل أو غيرهم؛
ولكن تذكري أن الأجر على قدر المشقة؛
تذكري أن الأصل هو حضور قلبك مع القرآن؛
تذكري أنك قدوة لأبناؤك ورؤيتهم لجهادك في العيش مع القرآن هو أكبر دافع وحافز ليقتدوا بك؛
تذكري أن الشيطان لن يتركك تهنئي فلا تعطيه الفرصة لينتصر؛
تذكري أن الجنة حُفت بالمكاره والشهوات؛

وأخيرا أقول لك؛ استمتعي بلحظاتك مع القرآن ولا تكدري صفوك بالمعوقات فلعل لحظاتك تلك مع القرآن تكون آخر لحظات بحياتك؛ أسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته.