الدِّين والتدَيُّن

أبو محمد بن عبد الله

هناك أَشكال للتَّديُّن الخاطئ، يُظهِرها المتدَيِّنون على أساس أنها هي الدين، وهي مظاهر خاطئة، تُحرِّف الدين وتشوِّهُه، وهو منها بَراءٌ

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله - قضايا إسلامية -

لا بد أن نُفَرِّق بين الدين الذي أنزله الله تعالى، وأمر الناس أن يلتزموا به وأن يتمثَّلوه في عقائدهم وسلوكهم ومناهج حياتهم، وبين تَدَيُّن الناس به، فيأخذُ منه أناس بقدر ما يطيقون، ويتركون ما عنه يعجزون، ويأخذ منه أناس ما يَهْوَوْن، ويتركون ما يخالف أهواءهم وأعرافهم وعوائدهم ومللَ آبائهم، ويأخذ به أناس حسب أفهامهم القاصرة، فيُؤَخِّرون ما يستحق التقديم، ويُضَيِّقون ما يحتمل التوسعة، ويَشُقُّون فيما لا حرج فيه، ويأخذ أناس آخرون في الاتجاه المعاكس لهم؛ بأفهامهم القاصرة ونفسياتهم وعزائمهم الخائرة.

 نعم هناك أَشكال للتَّديُّن الخاطئ، يُظهِرها المتدَيِّنون على أساس أنها هي الدين، وهي مظاهر خاطئة، تُحرِّف الدين وتشوِّهُه، وهو منها بَراءٌ، ومنها:

أن يكون أهل الدِّين يَتَزَيَّوْنَ بأزياءَ ويظهرون بأشكال لا يطلبها الشرع ولا يقبلها الوضع، وتُقدَّم للناس على أنها الدين العتيق، حينئذٍ يَجِد الرافضُ للدين ما يُعلِّق عليها رفضَه، ويكون المُتَدَيِّنون بصنيعهم هذا فتنة لمن أراد الله فتنته، يستوي في ذلك من تَدَيَّن بلباس شهرة أو هيئة عبادة أو موقف سياسة أو منهج دعوة أو راية جهاد.. فكل مَن لم يتمثل في سلوكه هذا شريعةً صحيحةً وسياسة حكيمة إلا وكان لبعض الناس فتنة!

12 رجب 1437 (19‏/4‏/2016)