(24) قالت: لن أتوضأ فأنا أبرد
أم هانئ
- فتعجبنا من قولها وبدأنا بنقاشها: أخيتي الصلاة لا تصلح بغير طهارة! فإن تأذيتِ من الخروج إلى الساحة؛ فيمكننا أن نعلمك كيف تتوضئين هنا براحة!
- التصنيفات: تربية النفس - قصص مؤثرة -
تقول صاحبتنا:
صليت ما كُتب لي مع الإمام، ثم لم أستطع إلا أن أنام، ولما أفقت قبيل صلاة الفجر بوقت، بعض رفيقاتنا وجدت، وقد كان الاتفاق بيننا أن ندخل من أقرب باب للمسجد مواجه لسكننا!
لذا اجتمعنا بيسر، وتسحرنا هناك على ماء زمزم وتمر، ظللنا نشرب من الماء المبارك؛ كأننا بعبه كل نصبنا نعالج، وقبيل أذان الفجر، ذهبنا لدورات المياه لنجدد الطهر، وقد كانت الدورات قريبة في الساحة، مما يسر أمرنا وأشعرنا براحة، وعدنا فإذا بالأذان يصدح، وكانت بجوارنا امرأة نائمة تنفخ، فأيقظناها للصلاة، فأفاقت وجلست في أناة. انتظرنا أن تتوضأ، فإذا بها تستقبل القبلة لتتنفل.
- أوقفناها: أخيتي الطهارة تلزمك لأنك الآن من النوم قمتِ!
- قالت: ما نمتُ!
- قلنا: أخيتي، بل نمتِ وكان لك غطيط مسموع ونفختِ.
- قالت: الحق أنا أشعر بالبرد؛ لذا ليست الطهارة تلزمني ولابد.
- فتعجبنا من قولها وبدأنا بنقاشها: أخيتي الصلاة لا تصلح بغير طهارة!! فإن تأذيتِ من الخروج إلى الساحة؛ فيمكننا أن نعلمك كيف تتوضئين هنا براحة.
- قالت بعجب: كيف؟
فأحضرت إحدانا كوب من ماء زمزم، وطوت في حجرها ثوبًا، ثم توضأت أمام الأخت وهي ناظرة، ثم صبت لها وضوءها وهي منقادة ذاهلة، فلما تم الأمر، براحة ويسر، تنفلنا بركعتي الفجر، ثم صلينا مع الإمام الفرض!
- وبعد الصلاة قالت أختنا: أنا من بلاد الشام، متزوجة من سنوات ولم أرزق بأولاد! ادعين لي فضلاً فضلاً يا أخوات؛ فيبدو أنكن صالحات.
ثم ودعتنا بدمعات، كأننا من زمن صديقات قريبات، وقالت قدر الله أن نرحل إلى مكة بعد ساعات. لا تنسوني أخواتي من صالح الدعاء، كانت تلك آخر كلماتها بشديد رجاء. فدعونا لها أمامها، ولم ننس بظهرالغيب الدعاء لها، ولعل الله أقر عينها، بذرية صالحة ترزق برّها!
ويتبع بإذن الله.