(16) فقه الرقائق والسلوك

أبو فهر المسلم

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -


قال لي :
تَعصِيــه .. ثم تدَّعي محبَّـتَـــه .. ؟! 
قلتُ له :
أما مَحبَّتي إيَّـاه .. فَـلِذاتِه، ولا غِنى لي عنها طرفةَ عين !
وأما مَعصيتي .. فَـلِضعْفي، وهوَى الأمَّارةِ بالسُّوء .. !
لا قطعًا للوِصال .. ولانَقضًا للمَحبَّة !

فقال لي :
تلك دَعْوى عَريضة .. لا تَستقيــم !
فقلتُ له :
بل حقًّا قلتُ، والحقَّ أقول .. !
قال :
فالبَيِّنــة .. وإلَّا كَذبْتَ !
قلتُ :
بَيِّنتـي .. أنه ما قَطعَني ، وما تَركَني ، وما طَردَني !
وما أغلق باب توبته ورجائِه دُوني !

بل آثار رحمَاته، ودلائل مرضاتِه .. أجدها ناجزةً حاضرة !
ألا تَرانِـي بَعد الذَّنبِ .. أبْكَــى ؟!
وبَعــد التَّــوْب .. أزْكَــى ؟!
وبَعــد العَــوْد .. أتقَــى ؟!
وبعــد الأَوْب .. أنقَـى ؟!

فقال :
الآن صَدَقـتَ .. !
{ إلّا مَن تابَ وآمنَ وعمِل عملًا صالحًا فأولئك يُبدِّلُ اللهُ سيئاتِهم حسَناتٍ وكان اللهُ غفورًا رحيمًا }.

أبوفهر المسلم