(2) الخلاص في تحقيق الإخلاص [21-40]
أيمن الشعبان
لا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة.
- التصنيفات: أخبار السلف الصالح - أعمال القلوب -
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
آيات قرآنية وأحاديث صحيحة، أقوال ومواقف فريدة، لطائف ونفائس نافعة، عبر ومواعظ مهمة؛ جمعتها في قضية عظيمة وموضوع نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو" تحقيق الإخلاص" لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.
فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونًا لنا ودليلًا وواعظًا ومذكرًا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائمًا ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله عز وجل ونحظى بقبول الطاعات، فلا خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.
21- قال سفيان بن عيينة: "إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور" (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 15/224).
22- قال ابن حزم: "النية سر العبودية وهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، ومحال أن يكون في العبودية عمل لا روح فيه، فهو جسد خراب" (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب: 2/40).
23- قال زيد اليامي: "إني أحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب" (المورد العذب المعين من آثار أعلام التابعين ص37).
24- قَالَ مَيْمُونٌ بن مهران: "إِنَّ أَعْمَالَكُمْ قَلِيلَةٌ، فَأَخْلِصُوا هَذَا الْقَلِيلَ" (حلية الأولياء: 4/92).
25- قال بعض أهل العلم: "عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات" (شرح الأربعين النووية لابن عثيمين ص13).
26- قال تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الزمر: 13]، قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي بترك الإخلاص والميل إلى ما أنتم عليه من الشرك والرياء (تفسير البيضاوي: 5/39).
27- قال الشافعي عن حديث "الأعمال بالنيات": "هَذَا الْحَدِيثُ ثُلُثُ الْعِلْمِ، وَيَدْخُلُ فِي سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْفِقْهِ" (جامع العلوم والحكم:1/61).
28- قال يحيى بن أبي كثير: "تَعَلَّمُوا النِّيَّةَ فَإِنَّهَا أَبْلَغُ مِنَ الْعَمَلِ" (حلية الأولياء: 3/70).
29- قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: "تَخْلِيصُ النِّيَّةِ مِنْ فَسَادِهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الِاجْتِهَادِ" (المجالسة وجواهر العلم: 5/128).
30- قال أبو سليمان الداراني: "والله ما يريد منا أن تيبس جلودنا على عظامنا ولا يريد منا إلا صدق النية" (حلية الأولياء (9/263).
31- عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «» [صحيح مسلم: 1904]
32- قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: "فَوَاتِحَ التَّقْوَى حُسْنُ النِّيَّةِ، وَخَوَاتِيمُهَا التَّوْفِيقُ" (حلية الأولياء: 4/250).
33- قوله تعالى: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}، أي: كونوا منيبين إليه، موحدين، مقبلين على طاعته، مخلصين، ولا تكونوا من المشركين له غيره. (تفسير الماتريدي (8/273).
34- قال داود الطائي: "رأيت الخير كله يجمعه حسن النية فكفاك به خيرًا، وإن لم ينصب" (قوت القلوب في معاملة المحبوب(2/275).
35- قال تعالى: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح:18] ، يقول تعالى ذكره: فعلم ربك يا محمد ما في قلوب المؤمنين من أصحابك إذ يبايعونك تحت الشجرة، من صدق النية، والوفاء بما يبايعونك عليه، والصبر معك {فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} (تفسير الطبري:22/227).
36- « » [صحيح سنن أبي داود: 2272]
37- قوله تعالى: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 18] أَخْبَرَ أَنَّهُ عَلِمَ مِنْ قُلُوبِهِمْ صِحَّةَ الْبَصِيرَةِ وَصِدْقَ النِّيَّةِ وَأَنَّ مَا أَبْطَنُوهُ مِثْلُ مَا أظهروه (أحكام القرآن للجصاص: 5/273، ت: قمحاوي).
38- قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} يَعْنِي الصَّبْرَ بِصِدْقِ نِيَّاتِهِمْ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّوْفِيقَ يَصْحَبُ صِدْقَ النِّيَّةِ، وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما} [النساء: 35]. (أحكام القرآن للجصاص: 5/273، ت: قمحاوي).
39- قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ نِيَّتَكَ وَإِرَادَتَكَ" (جامع العلوم والحكم:1/71).
40- والإخلاص هو إخلاص العبادة، وإخلاص الإذعان، وإخلاص اليقين، وإخلاص النية.(مجمل أصول أهل السنة، ناصر العقل درس 8).