فضائح الفاتيكان في الفاحشة واغتصاب الولدان
ملفات متنوعة
شاع في هذه الأيَّام عبرَ قنوات فضائية فضيحةُ كشفِ وكالة (أسوشيتد
برس للأخبار) وثيقةً تبيِّن تهاون البابا الحالي في اتِّخاذ إجراءاتٍ
عقابيةً ضدَّ القساوسة الذين اغتصبوا أطفالاً..
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
شاع في هذه الأيَّام عبرَ قنوات فضائية فضيحةُ كشفِ وكالة (أسوشيتد برس للأخبار) وثيقةً تبيِّن تهاون البابا الحالي في اتِّخاذ إجراءاتٍ عقابيةً ضدَّ القساوسة الذين اغتصبوا أطفالاً، وراح بعضُ النصارى يدافع ويردُّ أنَّ هذه مؤامَرة، وبالطَّبْع - كالعادة - لم تُقيَّد ضدَّ مجهول، ففزَّاعة اليد الخفية موجودة، فراحوا يَكيلون للصِّهْيونيَّة التهمة بالتشهير، ودليلهم: لماذا الآن بالذات؟! وزعموا أنَّه لا يَحِقُّ اتهام (أعظم مؤسسة دينية في تاريخ البشرية) بخطايا قلَّة منها.
لكن السؤال الذي يرد عليهم: ولِمَ لم تصحِّحوا خطاياكم حتى الآن؟!
غير أني أريد في عجالة كشْف فضائحهم فإنَّ تلك الفضائح غَيْض من فَيْض، وفضائح الكنيسة مع الفُحْش والزنا والشذوذ قديمة وكثيرة، بل أيديولجيا الدِّيانة نفسها لا تُنكر على من قارف الزِّنا واللواط، بل تسكت، فكيف ينكرون وكتابهم (المقدَّس) مدنَّس بزنا الأنبياء -كما افتروا- حتى مع المحارِم، والفاحشة الكبرى، والاغتصاب؟!
وإن تعجب، فعجبٌ قولهم: إنَّ تعدد الزوجات ظلمٌ للمرأة، وتعدُّد الخَدينات حرية جنسية!!
تاريخ الفاتيكان مع الفاحشة[1]:
"إنَّ الربَّ والكنيسة لا يَحميان الأفراد أبدًا - بما في ذلك كِبار موظفي الكنيسة - مِن ممارسة أبشع أنواع السُّلوك المنحرِف"؛ هيرمان هيسي (روائي وشاعر ألماني).
"إنَّ شهادة التعميد تُعتبر بطاقة الهُويَّة في هذه الدولة، والزواج لا يتمُّ إلا في الكنيسة، والطلاق أمرٌ مكروه، بينما الزواج الوحشي - الاغتصاب - مألوف"؛ ليوبولد ليدل (وسيط للفاتيكان).
"... أعتقد أنَّه دفع لكي يوفِّروا على الفاتيكان عناءَ الاعتراف بشكل علني أو سري، إنه باع بوعي أوراقًا مزوَّرة، وأنه شريكٌ للمافيا الأمريكية في جرائمها.."؛ بروش (من كبار مسؤولي CIA).
يقول لويس عوض في كتابه "ثورة الفكر": "كانتِ الفضائح في روما مركز البابوية تُزكِم الأنوف، فالأصل في العقيدة الكاثوليكية: أنَّ رجال الدين لا يتزوَّجون، وأنَّ الرهبان، ومنهم الكرادلة والباباوات، ينذرون لله ثلاثةَ نذور يوم يدخلون باب الدير: نذر العفَّة، ونذر الفقر، ونذر الطاعة.
وها نحن نرى البابا إسكندر السادس (1431 - 1503م) جهارًا نهارًا، له ثلاثة أولاد غير شرعيِّين هم: سيزار بورجيا دوق أوربينو (1475-1507)، ولوكريس بورجيا (1480-1519)، ودون كانديا.
وكانت خلافة البابا أينوتشنتو الثامن (من 1484 إلى 1492) فاقعةَ الفساد، كولاية خلفه زِير النِّساء البابا إسكندر السادس، فقد اشتهر أينوتشنتو الثامن بأنَّه رجل المحسوبية، وخراب الذِّمة، كما أنَّه كان أولَ بابا يعترف علنًا بأبنائه غير الشرعيِّين، وكان دأبه توسيعَ أملاك أسرته، كما كان يتغاضى عن الشُّذوذ الجنسي، دون أدْنى مبالاة"[2].
وكتب القدِّيس أوغسطين دفاعًا عن مواخير الدعارة يقول: "إذا مُنِعت العاهرات والمواخير، اضطربتِ الدنيا مِن شدَّة الشبق"، ووافقه على ذلك القدِّيس تومس أكويناس، وكان في لندن في القرن الثاني عشر صفٌّ من "المواخير" بالقرب من جسر لندن، وقد أجاز أسقف ونشستر في بادئ الأمر قيامَها، ثم صدَّق البرلمان على قيامها فيما بعد.
وكان في روما - كما يقول الأسقف دوران الثاني المندى Bishop Durand II of Mende1311 - مواخير بالقُرْب من الفاتيكان، وقد أجاز رجال البابا إقامتَها نظيرَ ما يتقاضون من الأجور، وكانت الكنيسة تُظهِر العطف على العاهرات[3].
وتمشَّى العهر مع مطالب ذلك الوقت، فقد كان بعضُ النِّساء الذاهبات إلى الحج يكسبن نفقة الطريق - كما يقول الأسقف بنيفاس - ببَيْع أجسادهن في المدن القائمة في طريقهم.
وكان كلُّ جيش يتعقبه آخَر مِن العاهرات، لا يقلُّ خطرًا عن جيش أعدائه، ويُحدِّثنا ألبرت من أهل إيكس Aix فيقول: إنَّ "الصليبيين كان بين صفوفهم جمعٌ حاشِد من النساء في ثياب الرِّجال، يسافرنَ معهم دون أن يُميَّزْن عنهم، ويغتنمنَ الفرصة التي تُتاح لهم مع الرِّجال".
ويقول المؤرِّخ العربي عماد الدين: إنَّه في أثناء حِصار عكَّا حضرتْ ثلاثمائة من الفَرنسيات الحسان؛ ليروحْنَ عن الجنود الفرنسيين؛ لأنَّ هؤلاء أبوا أن يخرجوا للقِتال إذا حُرِموا لذَّة النساء.
ويقول جرانفيل: إنَّ الأشراف الذين كانوا مع القدِّيس لويس في حرْبه الصليبية "أقاموا مواخيرَهم حولَ خيمة الملِك".
وكان طلبة الجامعات، وبخاصَّة في باريس، ممن استبدتْ بهم الحاجة إلى هذا الترفيه، أو رَغِبوا في محاكاة غيرهم فيه، ولهذا أنشأتِ الفتيات مراكزَ لسدِّ هذه الحاجة[4].
يقول الراهب جيروم في كشْفه عن منابع الفساد في مركز الدِّيانة النصرانية: إنَّ عيْش القساوس ونعيمَهم كان يُزري بترف الأغنياء والأمراء، ولقد انحطَّتْ أخلاق البابوية انحطاطًا عظيمًا، واستحوذ عليهم الجشع، وحُبُّ المال، وعَدَوْا أطوارهم، حتى كانوا يبيعون المناصبَ والوظائف في المزاد العلني، ويُؤجِّرون الجنة بالصكوك، ويأذنون بنقضِ القوانين، ويمنحون شهادات النجاة، وإجازة حِلِّ المحرَّمات والمحظورات، ولا يتورَّعون عن التعامل بالرِّبا والرِّشوة، ولقد بلغ مِن تبذيرهم للمال: أنَّ البابا أينوسنت الثامن اضطر إلى أن يرهن تاجَ البابوية، ويُذكَر عن البابا ليو العاشر أنَّه أنفق ما ترك سلفُه من ثروة، بالإضافة إلى دخْله وإيراد خليفته المنتظر.
وكانوا يَفرِضون الإتاواتِ على الناس، ويستخدمون أبشعَ الوسائل في استيفائها من الأغنياء والفقراء على السواء، ولا يأنفون مِن استيفاء هذه الإتاوات والضرائب حتى مِن البغايا، اللواتي يستخدمنَ أعراضهنَّ للحصول على المعيشة، بل كانوا يُشجِّعون على البِغاء العلني، بإعطاء التراخيص والإجازات لِمَن يريد مِن العاهرات ممارسةَ مهنة البغاء[5].
وقد أُحْصِي عدد مَن حصلن على التراخيص في عهْد أحد الباباوات، فوجد أنَّ عددهن يتجاوز 16000 امرأة في مدينة روما وحدَها.
والبابا يوحنا الثاني كان خليعًا ماجنًا، اتهم من قِبَل أربعين أسقفًا، وسبعة عشر كردينالاً بأنَّه فسق بعِدَّة نساء، وأنه قلَّد مطرانية (طودى) لغلام كان سِنُّه عشرين سنة، ثم قُتِلَ وهو متلبس بجريمة الزِّنا مع امرأة، وكان القاتل له زوجَها[6].
والبابا أينوسنت الرابع كان متهمًا بالرِّشوة والفساد، والبابا أكليمنضوس الخامس عشر كان يجول في فِيينا وليون لجمْع المال مع عشيقته، والبابا يوحنا الثالث والعشرون متَّهم بأنه سَمَّ سلفَه، وأنه باع الوظائف الكنسية، وأنه كان كافرًا ولوطيًّا.
أما شيوع الفساد والإباحية في الأديرة، فأعظمُ مِن أن تُحيط بسرده المجلَّدات، وهو قديم قدمَ تحريمهم للزواج على أنفسهم، أورد القاضي عبدالجبار الهمداني في كتاب (تثبيت دلائل النبوة) ما يلي: ومِن سيرتهم: أنَّ النساء الديرانيات العابدات يطفْنَ على الرهبان الذين انقطعوا في الأديرة، ويبحنَ أعراضهنَّ رحمةً بهم، ومَن فعل هذا منهنَّ كان عندهم مشكورًا محمودًا، ويُدْعى له بالخير، ويُقال للفاعلة: (لا يَنسى لكِ المسيح هذه الرأفةَ والرحمة).
وقد وجد المنقِّبون عن الآثار في بعض الأديرة في فرنسا (عظامَ أطفال) وُئِدوا بعدَ ولادتهم؛ إذِ الأمهات مشغولات بالعبادة، أما الآباء فإنَّهم كالبهائم لا يَعنيهم إلا فِعْل الرذيلة، وليكن بعد ذلك ما يكون.
الفاتيكان المعاصر بالفضائح محاصر:
حسب وكالة أسوشيتدت برس: 167 قسًّا كاثوليكيًّا نُقلوا من مواقعهم الكنسية بسبب تفجُّر فضيحة الاعتداءات الجِنسية على الأطفال، التي ضربت الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا.
260 سُلِّمت أوراقهم إلى الشرطة.
550 شخصًا أثاروا مزاعمَ ضدَّ رجال دِين مسيحيين في ولايتين فقط.
30 مليون دولار تمَّ دفعها مِن قبل إبراشية رئيس الأساقفة الكاثوليك في بوسطن للعشرات مِن الأشخاص الذين تعرَّضوا للتحرُّش على يد كاهن.
35 طفلاً حصيلة الاعتداءات الجِنسية من قِسٍّ كاثوليكي (جيلبرت جوت) في لويزيانا[7].
وقال أحدُ الصحفيين الفرنسيين: إنَّ البابوات يمارسون علاقاتٍ جنسيةً شاذَّة، وقد أيَّدت مجلة (تيمبو) الإيطالية هذا النبأ، واعتبرتْه أحد الأسباب التي دفعتِ البابا إلى تحريف تعاليم الكنيسة لصالح اليهود؛ خوفًا من التشهير والفضائح[8].
وفى مقالة نشَرَها موقع (إسلام أون لاين.نت) 21-3-2001، بعنوان "الفاتيكان": القساوسة يعتدون على الراهبات، كشَف تقرير صادر من الفاتيكان عن قيام الكثير مِن القساوسة والأساقفة في الكنائس الكاثوليكيَّة بالاعتداء الجِنسي على الراهبات، واغتصابهنَّ وإجبارهنَّ على الإجهاض أو تناول حبوب منْع الحمل.
وفى تقرير آخر نشرتْه صحيفة "لاريبابليكا" الإيطالية الصادرة عن الفاتيكان الأربعاء 21-3-2001: أنَّ هؤلاء القساوسة والأساقفة يستغلُّون سلطاتهم الدينية التي يتمتَّعون بها في العديد من الدول، خاصَّة دول العالَم النامي؛ لممارسة الجِنس مع الراهبات رغمًا عنهنَّ، مشيرًا إلى أنَّه تمَّ الكشف عن العديد من حالات الاعتداء في 23 دولة، منها: الولايات المتحدة، البرازيل، الفليبين، الهند وأيرلندا، وإيطاليا، بل وداخل الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) نفسها، بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية!!
وتم الكشْف عن عدد لا حصرَ له من حالات الاعتداء الجِنسي من جانب القساوسة، الذين يقومون بإجبار هؤلاء الراهبات، إما على تناوُل حبوب منْع الحمل، أو الإجهاض لمنْع الفضيحة، وإحدى الراهبات الأم بكنيسة - لم يتمَّ ذِكْر اسمها - أقرَّتْ بأن القساوسة في الكنيسة التي تعمل بها قاموا بالاعتداء على 29 مِن الراهبات الموجودات في الأسقفية، وعندما أثارتِ الراهبة هذا الأمرَ مع كبير أساقفة الكنسية، تمَّ فصْلُها من وظيفتها، وبعد اكتشاف مثل تلك الحالات، يتمُّ إرسال القساوسة المسؤولين عن تلك الاعتداءات: إما للدِّراسة خارجَ الدولة، أو لكنيسة أخرى لفترة قصيرة، أما الراهبات - اللاتي يخشين العودةَ إلى منازلهنَّ - فيتم إجبارهنَّ على ترْك الكنسية، ويتحولْنَ في أغلب الأحيان إلى عاهرات.
والفاتيكان يُراقِب الموقف، إلا أنَّه لم يتخذ حتى الآن أيَّ ردِّ فعْل مباشر، وفي كنيسة أخرى - طبقًا للتقرير - طالب القساوسة الموجودون بها بتوفير راهباتٍ للخِدْمات الجنسية!!
أما في النمسا فتتعرَّض الكنيسة الكاثوليكية حاليًّا لهزة جديدة، بعدَ موجة الفضائح غير الأخلاقية التي اجتاحتها في السنوات الأربع الماضية؛ إذ تجدَّد الحديث عن الفضائح الداخلية؛ إثْر كشف أجهزة الأمن النمساوية قيامَ مسؤول (قسيس) في سكن كاثوليكي داخلي في بلدة "برامبا خكيرخن" بتخزين وتبادُل موادَّ إباحية مصوَّرة، تستغلُّ الأطفال جنسيًّا عبر شبكة المعلومات الدولية "إنترنت"، وذلك بالتعاون مع أربعة أشخاص آخرين، وتُحقِّق الشرطة مع القسيس؛ للنظر في اتِّهامات موجَّهة إليه باستغلال دوره كمربٍّ للأطفال في السكن للاعتداء على عددٍ منهم جنسيًّا، وشكَّلت تلك الأنباءُ صدمةً لأهالي منطقة "برامبا خكيرخن" الواقعة في مقاطعة النمسا العليا، وقامتِ الشرطة بجمع إفادات 100 طفل من الملتحقين بالسَّكن الداخلي المذكور؛ للوقوف على حجم الاعتداءات الجنسية المرتكبة بحقهم.
وما زالت الكنيسة تُعاني مِن تبعات الكشف في عام 1995م عن قيام أسقف فيينا الأسبق (هيرمان جرور) بالاعتداء جنسيًّا على أطفال في دير "هولابرونش"، ولم تبتَّ الكنيسة في القضية، واكتفت بإعفاء (جرور) من منصبه كأسقف للعاصمة النمساوية.
وفى روما كشف أحدُ كتَّاب السيرة البابوية عن أنَّ معظم قساوسة الكنيسة الكاثوليكية في إيطاليا "الفاتيكان" يُمارِسون العاداتِ الجنسيةَ الشاذة[9].
وذكر "ماركو بوليتي" كاتب السيرة البابوية في أحْدث كتبه "الاعتراف": أنَّه توجد شبكة كبيرة مِن القساوسة، ورجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية في روما في مناصب مختلفة، يُمارِسون العاداتِ الجِنسيةَ الشاذَّة، ويعيشون في حالة من الرُّعب؛ خوفًا من كشف أمرهم.
وأشار "بوليتي" الذي يُغطِّي شؤون الفاتيكان في جريدة "لا ريبابليكا": أنَّه وجد صعوبة في العثور على ناشِر لنشر هذا الكتاب الذي باع منه (5) آلاف نُسخة في 3 أسابيع، مشيرًا إلى أنَّه بالرغم من ذلك، فإنَّ الكتاب لقي هجومًا شديدًا من جانب الفاتيكان، وقال "أنتوني مازي" أحد قساوسة الفاتيكان المعروفين، والذي يُدير جماعةً لمكافحة المخدرات: إنَّه يعرف العديدَ من القساوسة الذين يُمارِسون مثلَ هذه العادات الشاذَّة، ومعظمهم مِن الشباب، مشدِّدًا على خطورة هذه الظاهرة الآخِذة في الانتشار.
وقد جاء نشْر هذا الكتاب بعدَ الجِدال الحاد الذي أُثير بشأن مسألة الشذوذ الجنسي في إيطاليا، التي روَّجتْها مهرجانات واحتفالات الشواذِّ في روما، وأدانها البابا.
وقد نشَرتْ "مفكرة الإسلام" فضيحةً جديدة عن قِسٍ بروتستانتي: ينتظر القس البروتستانتي "جارت ستيفن هاوكينس" - 58 عامًا - الحُكم عليه، بعد وضْعه تحت الحراسة لثبوت ارتكابه لـ 26 جريمة غير أخلاقية، وطبقًا لصحيفة "ذي أستراليان"، فإنَّ هاوكينس الأسترالي الجِنسية، متَّهم بارْتكاب 13 جريمة اغتصاب، و11 اعتداءً مخلاًّ بالآداب، وتُهمَتين بالتحريض على الفاحشة، ويقول الادعاء: إنَّ القس المتهم قد ارتكب هذه الجرائمَ في الفترة ما بيْن عامي: 1974 و1984[10].
الكنيسة واغتصاب الأطفال:
نشرت مجلة (التايم الأمريكية) ملفًّا شاملاً عن هذا الموضوع أعدَّتْه الكاتبة جوانا ماكجيري، تقول فيه:
"بعدما كثرتْ وتزايدتِ الاتهامات بالاعتداءات الجِنسيَّة التي يرتكبها الرُّهبانُ الكاثوليك، وبعد التستُّر الرسمي عليها، طالَب الرومان الكاثوليك الغاضبون قادتَهم ورؤساءهم بإصلاح الدِّين النصراني.
فالصَّدمة هي أنَّ حالات كثيرة من هذا القبيل انتشرت كفيروس قاتِل في نظر الرأي العام، فالأمر لم يَعُدْ يقتصر على بوسطن، بل تعدَّاه إلى لوس أنجلس، وسانت لويس، ومينوستا، وفيلادلفيا، وبالما بيتش، وفلوريدا، وواشنطن، وبورتلاند، وماين، وبرايدج بورت، وكونكنتيكت.
والمريع في كلِّ هذه الحالات ليس تفرُّدها بهذه القضية، بل في الشبه المرعِب بينها، فقد تنوَّعت وتعدَّدت الاتِّهامات الموجَّهة للرهبان الكاثوليك بالاعتداء الجِنسي على الأطفال، واتِّهامات للكنيسة بالتستُّر عليها، سواء القضايا التي تورَّط فيها الأبُ دان، أو أوليفر، أو روكو، أو بريت".
وتمَّ اتهام 2000 من القساوسة بالاعتداءات الجِنسية على الأطفال في كلِّ البلاد، وارْتفاع خطير لعدد المكالمات الساخِنة لضحايا هذه الاعتداءات[11]، الأمر ليس كما صوَّره الكاردينال بيرنارد لو في بوسطن بالخطأ الكارثي، ولكنَّه ضربةٌ قاصمة للجهاز المالي والرُّوحي للمؤسَّسة الكنسية أيضًا، وإحباط كبير لكلِّ رجل يلبس (الياقة) الرومانية، وحقيقة دمَّرتْ حياةَ العديد من الناس، وتزعزعتِ الثقة ومصداقية الكنيسة في معالجة المشاكِل الاجتماعية.
ووافقتِ الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا على دفْع مبلغ 110 مليون دولار لأطفال استُغلُّوا جنسيًّا من قِبل رجال دِين على مرِّ عقود؛ إذ أُدِين أكثرُ من 20 رجلَ دين وراهبة بإرْغام أطفال على ممارسة الجِنس.
ووافقتْ أبرشية بوسطن الأمريكية على دفْع ما بين 15 مليون إلى 30 مليون دولار إلى عشرات مِن الأشخاص؛ لتسوية دعاوى بأنَّ قِسًّا استغلهم جنسيًّا حين كانوا أطفالاً[12].
وعُوقِب القِسُّ المفصول حاليًّا جون جيجان بالسجن 10 سنوات؛ بسبب إرغامه طفلاً صغيرًا على ممارسة الجِنس، وقد اتَّهمه 200 ضحية، كما اتَّهموا قساوسةً آخرين في بوسطن باستغلالهم جنسيًّا، ولطَّخت القضية سُمعةَ كاردينال بوسطن برنارد لو، الذي يُقال: إنَّ البابا يُقدِّره.
وقد قالت صحيفة بوسطن جلوب، التي قادتْ تحقيقًا موسعًا في القضية: إن الكاردينال" لُو" علم بأمْر جون جيجان، لكنَّه نقَلَه من أبرشية إلى أخرى، دون أن يُبعِده عن الأطفال.
وسيواجه الأسقفُ بيير بيكان عقوبةَ السجن ثلاث سنوات، إذا ثبتتْ إدانته أمام المحكمة.
وكان قسيس يُدْعى (رينيه بيزى) يعمل تحت بيكان، حُكم عليه بثماني عشرة سَنةً سجنًا في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي؛ لارتكابه 11 عملية اغتصاب وتحرُّش جنسي بأطفال قُصَّر أثناء فترة عمله في أبرشية نورماندي بيْن عامي 1987 و1996.
ويَتمسَّك آباء الضحايا بمحاكمة بيكان؛ لعدم تبليغه عن ممارسات بيزى الشاذَّة، وبدلاً من ذلك قام بإرساله لتلقِّي العلاج النفسي لستة أشهر، ممَّا اعتُبر إساءةً إلى أقارب الضحايا، والرأي العام، بينما يرى محامي بيكان: أنَّ القضية تمس حقَّ الأسقف في التكتُّم على أسرار معاونيه.
ويقول أحدُ آباء الضحايا: إنَّهم لا يرومون من محاكمة بيكان سجنَه، وإنَّما لإجراء تغييرات جذريَّة في نِظام الكنائس في فرنسا، وكان الأساقفة الفرنسيُّون قد وعدوا بعدَ الكشْف عن ممارسات رينيه بيزى بالتبليغ عن أي قسيس يرتكب مثلَ هذا النَّوْع من الجرائم.
وشهدتِ الآونة الأخيرة تورُّطَ العديد من القساوسة الكاثوليك في جرائمَ خطيرة، وقد رفضتْ محكمة الاستئناف في باريس استئنافًا تقدَّم به الأب جيان ماري فينسان، الذي حُكِم عليه العام الماضي بالسجن خمسَ سنوات؛ لتحرُّشه بأحد عشر طفلاً من مرتدي القداس بين عامي 1992 و1997.
كما اتَّهمتْ فتاتان توءمان الأسبوع الماضي قِسيسًا يبلغ من العمر الآن 76 عامًا بالاعتداء عليهما قبل 14 عامًا، وكان سنهما آنذاك 13 عامًا، كما تُوجِّهان اتهامهما لأسقف الأبرشية أيضًا بالتستُّر على الجريمة[13].
الفاتيكان يعترف باغتصاب راهبات من قبل قساوسة:
أكَّد موقع (الجزيرة نت) على هذا الكلام، وأضاف تحت عنوان "الفاتيكان يعترف باغتصاب راهبات من قبل قساوسة":
وكانت الاتِّهامات قد ظهرتْ للمرة الأولى في التقرير الكاثوليكي القومي الأسبوعي في مدينة كانساس في 16 مارس/ آذار، ونقلتْه وكالة أنباء أديستا - وهي وكالة إيطالية دِينية صغيرة - ممَّا أدَّى إلى وصوله لأجهزة الإعلام العامَّة.
وقد أعدَّتْ راهبة وطبيبة تُدْعى (ماورا أودونوهو) التقرير، الذي تحدَّث عن حالات محدَّدة بالأسماء، وحالات تورط أصحابها، وقَدَّمتِ الراهبة تقريرَها إلى رئيس مجمع الفاتيكان للأوامر الدِّينية الكاردينال (مارتينز سومالو) في فبراير/ شباط عام 1995، وقد أمر الكاردينال آنذاك بإنشاء فريقِ عمل من المجمع لدراسة المشكلة مع أودونوهو، والتي كانتْ تعمل منسِّقةَ الإيدز في منظَّمة (كافود)، وهي منظَّمة دِينية تابعة لطائفة الرُّوم الكاثوليك، تتَّخذ من لندن مقرًّا لها.
وأشارتْ أودونوهو إلى أدلَّة واضحة على اتهاماتها، وقالت: إنَّه في إحدى الحالات أجبر قسيس راهبة على الإجهاض؛ ممَّا أدَّى إلى موتها، ثم قام بنفسه بعمل قُدَّاس لها.
وبشأن أفريقيا قال تقريرها: إنَّ الراهبات لا يستطعْنَ هناك رفضَ أوامر القساوسة بهذا الشأن، وأكَّدتْ أنَّ عددًا من القساوسة هناك مارسوا الجِنس مع الراهبات؛ خوفًا من إصابتهم بالإيدز إذا "مارسوه مع العاهِرات"، وتُرغم الراهباتُ على تناول حبوب لمنع الحمل، لكنَّها قالت: إنَّ مؤسسة دينية اكتشفت وجود 20 حالة حمل دفعةً واحدةً بيْن راهباتها العاملات هناك! والأسقف المحلي لإحدى المناطق طَرَد رئيسة دير، عندما اشتكتْ له من أنَّ 29 راهبةً من راهبات الدير حبَالَى، بعد أن أرغمنَ على ممارسة الجِنس مع القساوسة.
ونقل عن الأب (روبرت جي فيتيلو)، الذي يترأس حاليًّا حملة الأساقفة الأمريكيِّين من أجل التنمية البشرية، الذي ألْقى محاضرة حولَ المشكلة نفسها في عام 1994م القول: إنَّه سمع شخصيًّا قصصًا مأساوية عن نِساء متدينات أُجبِرْنَ على ممارسة الجِنس مع قساوسة، أو رِجال دِين أقنعوهم بأنَّ ممارسة الجِنس أمرٌ مفيد للطرفين[14].
والنِّساء اللواتي تعرضْنَ لهذه المأساة لم يجدنَ كثيرًا من التعاطُف عندما اشتكين، وهذا نفس ما حدَث في مصر مِن لجوء سيِّدة مصرية لأرفع المناصِب في الكنيسة، شاكيةً الراهب برسوم، ولم تجد التعاطف أو ردَّ فعْل يمنع عنها هذه المصيبة.
وقال مسؤولون قانونيُّون في فرنسا: إنَّ أوامرَ صدرت إلى أسقف فرنسي للمثول أمامَ القضاء؛ لمحاكمته جرَّاءَ عدم قيامه بالإبلاغ عن قسيس تابع له أُدين في تُهم تتعلَّق باغتصاب وممارسة الجنس مع أطفال دون سِنِّ الخامسة عشرة.
ناهيك عن فضائح الراهب المصري برسوم المتَّهم بممارسة الزِّنا مع 5000 امرأة، واستغلال البنات الراغبات في الزواج جنسيًّا، ووضع يدَه على عوراتهنَّ تحت زعم أنَّه يرقيهنَّ لتعجيل زواجهنَّ، وممارسة الدجل والشعوذة، وسرقة عِدَّة كيلوات من الذهب، وممارسته الرذيلة عاريًا داخل قلايته في الدير.
ولا تصدق أنَّه كان معزولاً، فكيف كان يزني داخل قلايته؟! وكيف أدخل المرأةَ التي اتفق معها على ممارسة الرذيلة إلى قلايته مرتديةً ملابس الرهبان؟! وكيف قضى وطرَه من المرأة المتزوِّجة التي كان يبتزُّها بشريط صوَّرها عارية وهى تمارس الرذيلة معه؟! وكيف اختلف مع رئيس الدير على هذه المرأة: كلٌّ منهم يَدَّعي أنه أحق بها؟![15]
وقدَّم البابا (يوحنا بولص الثاني) اعتذارًا لضحايا التحرُّشات الجنسية للكهنة، وغيرهم من رِجال الدين المسيحي في أوَّل رسالة مباشرة يوجِّهها للعالم عبر الإنترنت.
وكانت تقاريرُ صحفيَّة ذكرتْ أنَّ تحرشات جنسية للكهنة والأساقفة بالراهبات وغيرهنَّ من النساء، تجري في أنحاء مختلفة من العالَم، وهو أمرٌ أقرَّ به الفاتيكان.
وقال البابا في جزء من الوثيقة المؤلَّفة من 120 صفحة: "التحرشات الجنسية من بعض رِجال الدِّين سبَّبتْ معاناةً هائلةً، وضررًا رُوحيًّا للضحايا"، وشدَّد البابا على القول: "آباء المجمع الكنسي يَودُّون الاعتذار، دون تحفُّظ للضحايا عن الألَم وخَيْبة الأمل التي أصابتْهم"، وأشار إلى أنَّ الكنيسة في الأوقيانوس تسعَى لِمَا وصفه بأنه "إجراءات صريحة وعادلة" للردِّ على الشكاوى في هذا الشأن.
وجاء الاعتذار الموجَّه لراهبات في العالَم النامي في وثيقة مسهِبة، أصدرها البابا مستعرضًا الموضوعاتِ التي تناولها مجمع كنسي عُقِد في الفاتيكان عام 1998 للأساقفة مِن منطقة الأوقيانوس، التي تتألَّف من أغلب الجُزر الصُّغْرى في المحيط الهادي، ويضم لها أحيانًا أستراليا ونيوزيلندا.
ونشرت مجلَّة ناشيونال كاثوليك ريبورتر الأسبوعية - مقرّها الولايات المتحدة - سلسلةً من الموضوعات عن تقاريرَ داخلية في الفاتيكان بشأن التحرُّش الجنسي للكهنة والأساقفة بالراهبات، وغيرهنَّ من النساء في مختلف أنحاء العالَم، واعترف الفاتيكانُ بوجود المشكلة.
وقالت التقاريرُ الداخلية: إنَّ بعض الكهنة والمبعوثين أجبروا الراهباتِ على ممارسة الجِنس معهم، وفي بعض الحالات اغتصبوهنَّ، وأجبروهنَّ على إجراء عمليات إجهاض، وأشارتِ التقارير إلى حالات في 23 دولة، بينها: الولايات المتحدة والفلبين، وأيرلندا وبابوا، وغينيا الجديدة.
وورد في صحيفة الكنيسة الأسبوعية "ناشيونال كاثوليك ريبورتر" تقريرًا تحت عنوان: "الفاتيكان يهوِّن من اغتصاب الراهبات".
وبيَّنت أنَّها رصدتْ بعض الحالات التي حملت فيها الراهباتُ من القساوسة، ثم أجبرْنَ على الإجهاض، وأشارتِ الصحيفة في موضوعها إلى خمسة تقارير أعدَّها رجالُ دِين كاثوليك في الفترة من 1994م حتى 2002م، وتعقيب للأب جواكين نافار وفولز المتحدِّث باسم الفاتيكان، يؤكِّد فيه عِلمَ قيادة الكنيسة الكاثوليكية بالمشكلة، ولكن أشار إلى أنَّها تنتشرُ في منطقة جغرافية محدودة، يقصد بها الولاياتِ المتحدةَ الأمريكية وإيطاليا، والهند وأيرلندا والبرازيل، من بين ثلاثة وعشرين دولةً أخرى حدَثَتْ فيهم نفسُ المشكلة، لكن في إطار محدود للغاية.
ونقلتِ الصحيفة عن الأب روبرت جي فيتيلو - الذي يرأس حاليًّا حملةَ الأساقفة الأمريكيِّين من أجل التنمية البشرية - في محاضرة ألْقاها عام 1994م حولَ هذه المشكلة، قال فيها: إنَّه سمع بنفسه قصصًا مأساوية عن أخوات راهبات أُجبرْنَ على ممارسة الفاحشة مع قساوسة أو رهبان، أو رجال دين، أقنعوهنَّ بأنَّ ممارستها مفيدة للطرفين، وتضمن واحدٌ من التقارير الخمسة قولاً للراهبة الطبيبة ماورا أودوني: إنَّ أخواتها المتضرِّرات قدَّمْنَ مناشدتهنَّ الحارَّة إلى الكنيسة الأم في روما، يطلبنَ فيها المساعدة، فلم يجدنَ آذانًا صاغية، واكتفتِ الإدارة المسؤولة عن شؤون الراهبات في الفاتيكان في ردٍّ رسمي أنَّهم يعملون على حلِّ هذه المشكلة، منبهًا إلى أهمية ألاَّ تغطيَ هذه القضية على أعمال جيِّدة أخرى يُقدِّمها الرهبان ورجال الدين[16].
إباحيات الكتاب المقدس: [17]
السُّؤال الوارد هنا: هل في الكتاب المقدَّس ما يحدُّ من هذه الأعمال ويُحرِّمها، ثم فكِّر هداك الله: هل الأنبياء في الكتاب المقدس غير معصومين؟
أليس في الكتاب المقدَّس نصوصٌ تورد فواحشَ الأنبياء من زِنًا ولواط واغتصاب، والفاحشة مع المحارم، أيؤمِن معشر النصارى أنَّ من الأنبياء الزاني، ومنهم القاتل، ومنهم الديوث، ومنهم الكافر، ثم يَطلُعون علينا بعِصمة الباباوات أو القساوسة أو الأساقفة؟!
ما لكم كيف تحكمون؟!
بالله عليكم، واحدة واحدة، خذوا معنا هذه الصورة، يتنصر أحدُ الفتيان ثم يترهَّب، فيروح يقرأ الكتاب المقدَّس في خلواته، ثم يجد التالي:
إباحية الأنبياء:
1- وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ، تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ، وَكَانُوا يُغَطُّونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ.
2- فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ، وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً، وَلْتَضْطَجِعْ فِي حِضْنِكَ، فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ.
ملوك الأول 1: 1-2.
فهل تؤمِن حقًّا أنَّ الرب أوْحى أن تنامَ فتاةٌ عذراء في حِضن النبي داود؟ هل يَحِلُّ له دون غيره؟!
أليس هذا ممَّا يُثير شهوةَ الفتية في الصلوات؛ فكيف به في خلواته؟! وخلف الحجرات راهبات، وله مطلق الصلاحيات، أليس القِسُّ ذو الشيبة أحقَّ بمثل هذا الحِضن؟!
والنص ليس بِدعًا من الكلام، ولا سقطات فاسق، أو زلَّة لسان، ولا تتحذلق أنَّ هذا من كلام العبيد، فهل يجرؤ عبدٌ أن يتكلَّم بهذه الخلاعة أمامَ نبي، وملِك محترم؟!
بل هم أهلُ المشورة والرأي، وذوو الحلِّ والعقد في المملكة، فلا يمكن أن يقترحَ شخصٌ ما مثل هذه البذاءات، إلا إذا كان طالبُ المشورة صاحب خلاعة، وعنده الاستعداد لقَبول هذا، وبالطبع وافَق النبي العظيم الموحَى إليه على هذا!!
ولرجل الدِّين في ديره أن يتساءل:
♦ أين محافظةُ الرب على العفَّة والفضيلة بين عباده؟!
♦ هل يدعو الربُّ أن تكون هذه القِصَّة قدوةً لمن هرموا، واشتعلت رؤوسهم شيبًا، فيناموا في أحضان العذارى؟! فإن لم يرضَ، فأين إدانة الربِّ لمثل هذا العمل في الكتاب المقدَّس؟!
♦ ولماذا حكى الربُّ فضائحَ أنبيائه ومصطفيه؟!
♦ وهل حكى هذه الفضائحَ ليقتدي بها أتباعُ الكتاب المقدَّس ولإفساد عبيده؟!
♦ كيف يختار الربُّ بعلمه الأزلي أسافلَ الناس، ويجعلهم أنبياءَ قدوةً للبشر؟!
♦ وإذا كان هؤلاء هم الأنبياء القدوة، فماذا سيكون آباؤكم وأجدادكم، وقساوستكم وأساقفتكم، ورجال الدِّين المقتدون بهم؟! وهل هؤلاء أشرفُ وأكثر إيمانًا وطاعةً لله من أنبيائكم؟!
والإجابة بلا، فسوف يتساوى رجالُ الدين مع الأنبياء في الرذيلة وعدم التقوى، بل من المفترض أن يكونوا أكثرَ رذيلةً وفسقًا من الأنبياء!
أنبياء ولكن عُراة!!
مجرَّد مقتطفات من الكتاب المقدَّس، الذي يزخر بالمزيد من الفُحْش والعُري، والذي يتعلَّق ويُلصق للأسف بالأنبياء الشُّرفاء الأطهار المعصومين.
تعري سيدنا نوح - عليه السلام - واحتساؤه الخمرَ:
ورَدَ بسفر التكوين (9: 20-23) ما يلي:
"وكان نوحٌ أولَ فلاح غرس كرمًا، وشَرِب نوح من الخمر، فسَكِر وتعرَّى في خيمته، فرأى حام أبو كنعان عورةَ أبيه، فأخبر أخويه وهما خارجان، فأخذ سام ويافث ثوبًا، وألْقياه على أكتافهما، ومشيَا إلى الوراء ليسترَا عورةَ أبيهما، وكان وجهاهما إلى الخَلْف "فما أبصرا عورة أبيهما".
تعرِّي النبي شاول:
ورد بسفر صموئيل الأول (19: 24): "فخَلَع هو أيضًا ثيابه، وتنبأ هو أيضًا أمام صموئيل، وانطرح عريانًا ذلك النهارَ كلَّه، وكلَّ الليل؛ ولذلك يقولون: أشاول أيضًا بين الأنبياء".
تعري النبي داود، ورقصه متعريًا أمامَ جميع إمائه وعبيده، واحتقار ميكال ابنة شاول له:
فقد ورد بسفر صموئيل الثاني (6: 16) - (6: 20-23): "ولَمَّا دخل التابوت أورشليم نظرتْ ميكال ابنة داود من الطاقة، ورأتِ الملِك داود يقفز ويرقص أمامَ الرب، فاحتقرتْه في قلْبها حين رأتْه يرقص بهذه الطريقة"، "ورجع داود إلى بيته، فخرجتْ ميكال ابنة شاول للقائِه، وقالت في سخرية: كم كان ملِك إسرائيل وقورًا اليوم، حين تعرَّى أمام جواري رجاله كما يتعرَّى السُّفهاء، فقال لها داود: كان ذلك كله لأجْل الرب الذي فضَّلني على أبيك، وعلى جميع بيته؛ ليقيمني رئيسًا على شعبه بني إسرائيل، وسأرقص أكثرَ من ذلك لأجْل الرب، وأحطُّ قيمتي أكثرَ من ذلك، ربما أبدو وضيعًا في عينيك، أمَّا أمام تلك الجواري فأنا أزداد شرفًا، ولم تلد ميكال ابنة شاول ولدًا إلى يوم وفاتها".
تعري النبي إشعيا بن آموص:
ورد بسِفر إشعياء (20: 2-4): "تكلَّم الرب على لسان إشعيا بن آموص فقال: اذهب انزعِ المسح عن وسطك، واخلع حذاءَك عن قدميك، ففعل ومشى عاريًا حافيًا مدةَ ثلاث سنين، كآية وأعجوبة لمصر وكوش، كذلك يسوق ملِك أشور سبايا مصر، وأسرى كوش صِغارًا وكبارًا، عُراةً حُفاةً، مكشوفةً مؤخِّراتُهم؛ فضيحةً لمصر".
زنا الأنبياء:
بعض الحالات المختصرة، وهي في حقِّ أنبياء الله ورسله من الكتاب المقدس، حتى تكون مرجعًا لكلِّ مَن شاء أن يُراجعها، وهي كما يلي:
1 - النبي لوط - عليه السلام - زَنَى ببناته، والقصَّة واردة كاملة في سفر التكوين 19 عدد30-38.
2 - النبي داود زنَى بزوجة أوريا الحثي، وقتلَه غدرًا وحِيلة، كما في سفر صموائيل الثاني 11 عدد1-27: "وعند المساء قاد داودُ عن سريره، وتمشَّى على سطح القصر، فرأى على السطح امرأةً تستحم، وكانت جميلة جدًّا، فسأل عنها فقيل له: هذه بتشابع بنت أليعام، زوجة أوريا الحثي، فأرسل إليها رسلاً عادوا بها، وكانت اغتسلتْ وتطهَّرت، فدخل عليها ونام معها، ثم رجعتْ إلى بيتها، وحين أحسَّتْ أنها حُبْلى أخبرته بذلك".
3 - أنَّ داود وسليمان وعيسى - عليهم السلام - كلُّهم مِن أولاد ولد الزِّنا،وهو فارص بن يهوذا، كما ورد في قصة يهوذا بن يعقوب - عليه السلام - وكنَّته ثامار، واردة في سفر التكوين 38 عدد 12 - 30.
4 - رأوبين بن يعقوب زَنَى بزوجة أبيه بلهة وسريته، كما ورد في سفر التكوين 35 عدد 22، 49 عدد3 - 4.
5 - يهوذا بن يعقوب زنَى بزوجة ابنه - كما ذكرْنا سابقًا - وسمع يعقوب ما صَدَر عن ابنيه، ولم يُقم عليهما الحدَّ، غير أنَّه دعا على الأكبر وقتَ موته؛ لأجْل هذا الموقف الشنيع، ولم يَلْعن الآخَرَ، بل لم يغضب منه، بل إنَّه دعا له بالبركة التامَّة عند الموت، القصة في سفر التكوين 38 عدد 12 - 30.
6 - أنَّ أمنون بن داود زنَى بأخته ثامار، ورد في صموائيل الثاني 13 عدد 1 - 39.
جاء بسفر صموئيل الثاني (11: 2-5) بعنوان "داود وبتشابع" ما يلي:
زنا المحارم:
الحالة الأولى لزِنا المحارم: ما بيْن لوط النبي وابنتيه، فقد جاءتْ بسفر التكوين (19: 30 - 38): "وخاف لوط أن يسكنَ في صوغر، فصعد الجبل، وأقام بالمغارة هو وابنتاه، فقالتِ الكبرى للصغرى: شاخ أبونا وما في الأرْض رجلٌ يتزوَّجنا على عادة أهل الأرض كلهم، تعالي نَسْقي أبانا خمرًا ونضاجعه، ونقيم من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا تلك الليلة، وجاءتِ الكبرى وضاجعتْ أباها وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها، وفي الغد قالتِ الكبرى للصغرى: ضاجعتُ البارحة أبي، فلنسقه خمرًا الليلة أيضًا، وضاجعيه أنت لكي نقيمَ من أبينا نسلاً، فسقتَا أباهما خمرًا تلك الليلة أيضًا، وقامت الصغرى وضاجعتْه وهو لا يعلم بنيامها ولا قيامها، فحملت ابنتَا لوط مِن أبيهما، فحملت الكبرى ابنًا وسمته مؤاب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغرى أيضًا ولدت ابنًا وسمتْه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم".
الحالة الثانية من زنا المحارم: ما بين رأوبين الابن الأكبر البِكر لنبي الله يعقوب، ومحظية أبيه بلهة والمحرَّمة عليه كتحريم أمه، بسفر التكوين (35: 21-22): "ثم رحل يعقوب مِن هناك ونَصَب خيمته على الجانب الآخر من مجدل عدر، وبينما هو ساكن في تلك الأرض ذَهَب رأوبين فضاجَعَ بلهة، محظية أبيه، فسمع بذلك يعقوب".
الحالة الثالثة من زنا المحارم: نجده هنا يذكر قصةَ زنا المحارم ما بين يهوذا الابن الرابع ليعقوب مع زوجة ابنه تامار، بسفر التكوين (38: 13-18): "وقيل لتامار: ها حموك صاعِدٌ إلى تمنة لجزِّ غنمه، فخلعتْ ثياب ترملها، وتغطَّت بالبرقع، واستترت وجلست مدخل عينايم، على طريق تمنة، فعلت ذلك؛ لأنَّها رأت أنَّ شيلة ابن يهوذا كبر ولم تتزوَّج به، فرآها يهوذا فحسبها زانية؛ لأنَّها كانت تغطي وجهها، فمال إليها في الطريق، وقال لها: تعالي أدخل عليك، وكان لا يعلم أنَّها كنَّتُه، فقالت: ماذا تعطيني حتى تدخل عليَّ؟ قال: أرسل لك جديًا من الماشية، قالت: أعطني رهنًا إلى أن ترسله، قال: ما الرهن الذي أعطيك؟ قالت: خاتمك وعمامتك، وعصاك التي بيدك، فأعطاها ودخل عليها فحبلتْ منه".
الحالة الرابعة من زنا المحارم: اغتصاب أمنون بن داود لأخته تامار بنت داود، كما ورد بسفر صموئيل الثاني (13: 10 - 14): "فقال أمنون لتامار: أدْخلي الطعام إلى غُرفتي فآكل مِن يديك، فأخذت تامار الكعكَ وجاءتْ به إلى أمنون أخيها في غُرفته، وقدَّمتْ له ليأكل فأمسكها، وقال: تعالي نامي معي يا أختي، فقالت له: لا تُغضبني يا أخي، هذه فاحشةٌ لا يفعلها أبناءُ إسرائيل، فلا تفعلها أنت، فأنا أين أذهب بعاري؟ وأنت، ألا تكون كواحدٍ من السفهاء في إسرائيل، فكلِّم الملك فهو لا يمنعني عنك، فرفض أن يسمعَ كلامها، فهجم عليها واغتصبها".
الحالة الخامسة من زنا المحارم: أبشالوم بن داود هو أيضًا يمارس الزِّنا الجماعيَّ المحرَّم مع سراري أبيه، كما جاء بسفر صموئيل الثاني (16: 21-22): "فقال له أخيتوفل: ادخل على جواري أبيك اللواتي تركهنَّ للعناية بالقصر، فيسمع بنو إسرائيل جميعهم أنَّك صرتَ مكروهًا من أبيك، فتقوى عزيمةُ جميع الذين معك، فنصبت لأبشالوم خيمة على السطح، ودخل على جواري أبيه، على مشهد من بني إسرائيل، وكانت نصيحة أخيتوفل في تلك الأيَّام كما لو كانتْ من عند الله، هكذا كانت لأبشالوم كما كانت لداود".
الكلام البذيء في الكتاب المقدس:
♦ ورد في سفر حزقيال (16: 6-9) بنسخة New International Versionكلام الرب يُخاطب فيه بلدةَ أورشليم، حيث يُشبِّهها الربُّ بامرأة انتشلها مِن الضياع، وتزوجها، نعم تزوجها الربُّ!! ولكنها خانت الربَّ، وخانت الجميل، وفجَرَتْ، وأصبحت عاهرةً وزانية، ورد ما يلي: "فمررت بك ورأيتك ملطخةً بدمك، فقلت لك وأنت في دمك: عيشي، لا تموتي، وانمي كنبت الحَقْل، فنموتِ وكبرت، وبلغت سن الزواج، فنهد ثدياك، ونبت شعرُك وأنتِ عريانة متعرية،ومررت بك ثانية ورأيتُك ناضجةً للحب، فبسطت طرف ثوبي عليك، وسترت عورتك، وحلفت لك، ودخلت معك في عهد، فصرت لي، فغسلتُك بالماء، ونقيتُك من دمك ثم مسحتُك بالزيت".
♦ ورد في سفر حزقيال (16: 15-17) كلام الرب أيضًا يُعاتب فيه أورشليم زوجتَه، التي خانتْه، ومارستِ الزنا مع تماثيل للذكور، كما يلي: "فاتكلتِ على جمالِك، وعلى اسمك فزنيتِ، وأغدقتِ فواحشَك على كل عابر سبيل، ومنحت جمالك، وأخذتِ مِن ثيابك فزينت لك معابد، وزنيت فيها، وهذا ما لا يجب أن يكون، وأخذت أدوات جمالك مِن ذهبي ومِن فِضَّتي التي أعطيتُها لك، فصنعت لك تماثيل ذكور، وزنيت بها..." جملة فاحشة لو قالها سفيه لعُزِّر، فكيف بالرب؟!
♦ ورد في سفر حزقيال (16: 30-34): كلام الرب مخاطبًا به مدينة أورشليم، ويصفها بالمرأة العاهِرة، التي اندمجت في زِناها وشهوتها: "كم كنتِ ضعيفةَ الإرادة، حتى فعلت هذا كلَّه كامرأة زانية وقحة، بنيت قُبَّتك في رأس كلِّ شارع، وصنعت لك مرتفعًا في كل ساحة، وما كنت تزنين بأجْرة، بل كالمرأة الفاسقة التي تستقبل الغرباءَ عوضَ زوجها، كل الزواني ينلنَ هدايا، أما أنت فأعطيتِ هداياك لجميع عشَّاقك، ورشوتهم للمجيء إليك من كلِّ صوب لمضاجعتك، فكنت في زِناك على خلاف النِّساء، لا يسعى أحدٌ وراءك للزِّنا، وتعطين أُجْرة، ولا أُجْرة تُعطَى لك، فكنت إذًا على خِلاف النساء في الزِّنا".
♦ ورد بسفر حزقيال بالإصحاح رقم 23: كلام الرب يتحدَّث فيه إلى فتاتين داعرتين، اسمهما أهولة وأهوليبية، كرمز لبلدتي السامِرة وأورشليم، ويتحدَّث الربُّ في هذا الإصحاح لتلك الفتاتين بكلامٍ في منتهى الفُحش والبذاءة، لا يمكن أن يصدر حتى مِن عربيد، وليس من إله!!
♦ حيث ورد بسفر حزقيال (23: 1-4) بالإنجليزية لطبعة New International Version ما يلي:
" The word of the Lord came to me: Son of man: there were two women، daughters of the same mother. they became prostitutes in Egypt، engaging in prostitution from their youth. In that land their breasts were fondled and their virgin bosoms caressed، الترجمة كما يلي: "وقال لي الرب: يا ابنَ البشر، كانتِ امرأتان، ابنتَا أمٍّ واحدة، وزنتَا في صباهما في مصر، هناك دغدغوا ثدييهما، وداعبوا نهودَ بكارتهما".
♦ ورد بسفر حزقيال (23: 8) بطبعة New International Version ما يلي:
" She did not give up the prostitution she began in Egypt، when during her youth men slept with her، caressed her virgin bosom and poured out their lust upon her ".
والترجمة العربية لها كما يلي: "وما أقلعت عن فواحش اتَّخذتْها في مصر، حيث ضاجعوها في صِباها، وداعبوا نهودَ بكارتها، وأفرغوا شهوتهم عليها".
♦ ورد بسفر حزقيال (23: 19-20) بطبعة New International Version ما يلي:
" Yet she became more and more promiscuous as she recalled the days of her youth، when she was a prostitute in Egypt. There she lusted after her lovers، whose genitals was like that of donkeys and whose emission like that of horses ".
والترجمة العربية لها كما يلي: "وأصبحت أكثرَ وأكثرَ فُحشًا وهيجانًا، لتتذكر أيَّام صِباها عندما كانتْ عاهرةً في مصر، ودفع بها الشبق إلى عشَّاقها الذين أعضاء ذكورتهم شبيهةٌ بأعضاء الذُّكورة لدى الحمير، والتي تقذف منيًّا كمنيِّ الخيل"، يا للبذاءة!![18]
دياثة الأنبياء:
♦ بسفر صموئيل الثاني (13: 10 - 14): "فقال أمنون لتامار: أدْخلي الطعام إلى غُرفتي فآكل من يديك، فأخذت تامار الكعكَ وجاءتْ به إلى أمنون أخيها في غرفته، وقدَّمت له ليأكلَ، فأمسكها، وقال: تعالي نامي معي يا أختي، فقالت له: لا تُغضبني يا أخي، هذه فاحشةٌ لا يفعلها أبناءُ إسرائيل، فلا تفعلها أنت، فأنا أين أذهب بعاري؟ وأنت، ألاَ تكون كواحدٍ من السفهاء في إسرائيل، فكلِّم الملك فهو لا يمنعني عنك، فرفَض أن يسمع كلامها، فهجم عليها واغتصبها".
رد فِعْل داود النبي أبو تامار، وأبشالوم بن داود شقيق تامار، فقد جاء بسفر صموئيل الثاني (13: 21-22) ما يلي: "وسمع داود الملِك بكل ما جرى، فغضب جدًّا، ولكنه لم يشأ أذيةَ أمنون؛ لأنَّه كان يحبه، أما أبشالوم فلم يكلِّم أمنون بشرٍّ ولا بخير؛ لأنَّه أبغضه لاغتصابه أخته".
♦ بسفر التكوين الإصحاح التاسع عشر: "5 فنادوا لوطًا، وقالوا له: أين الرجلان اللذان دخلاَ إليك الليلة؟ أخرجهما إلينا لنعرفهما.
6- فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءَه.
7- وقال: لا تفعلوا شرًّا يا إخوتي.
8- هوذا لي ابنتان لم تعرفَا رجلاً، أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم.
فمنذ متى أصبحتْ معالجة الفاحشة بفاحشة أخرى؟! ألم يجد لوط غيرَ هذا الحل؟!
ختام الكلام:
معذرة مني لكلِّ مسلم أبيٍّ حزَّتْ في نفسه قذارةُ ما أوردت مِن بذيء الكلام من الكتاب المقدَّس - زعموا - وما هو إلا سِفر مدنس، وما بال أقوام يُنزِّهون رهبانهم، ويقذفون أنبياءهم، وحال مَن يترهب فيجد ذاك قدوته، فلِمَ لا يحذو حذوه؟! أليس أُسوتَه؟!
ففجورهم قائمٌ في كتابهم المقدس، بل على جُدران كنائسهم، وهي شاهدٌ عليهم، مئات الصور الخليعة لرِجال ونساء وغلمان، مما حدَا بالفيلسوف نيتشه لَمَّا ولج الكنيسة وهالتْه صور الخلاعة والعري أنْ كتب مؤلف "مات الرب"، وهو يغمز فيه الكهنةَ والرهبان، أنَّ ما في صدوركم طلع على جدران كنائسكم.
ولتتأمل معي أخي في الله في حالة راهبٍ وفوق رأسه، ومِن أمامه، وعن شِماله ويمينه صُور العرايا، أحجرٌ هو؟! لو كان لتشقَّق؛ حشمةً على الأقل، وما حال راهبة تُمنَع الزواج، ثم تحاط بصُوَر الرِّجال العُراة، وتقرأ عن بنات ونساء وأخوات الأنبياء والأتقياء الواقعين في الفاحِشة، بل تقرأ عن ربِّها وهو يلقي ببذيء الكلام؛ ممَّا يثير شهوةَ الفتيان، أليس مدعاةً للإباحية؟!
ذاك قولهم بأفواههم، وما كتبتْه أيديهم عن عِباد الله الذين اصطفى.
سبحانك ربِّ العِزَّة عمَّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، وألاَ لعنة الله على الكاذبين، آمين.
ــــــــــــــــــــ
[1] للاطلاع على فضائح الفاتيكان في التلاعب بالقوانين التي يصدرها هو، والتجارة المحرمة والربا والأسلحة والمافيا، راجع: أسرار الفاتيكان: ليودولد ليدل، ترجمة: تحسين حجازي.
[2] نقلاً عن: معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير، ص 69-71.
[3] قصة الحضارة: ول ديورانت (2/ 109).
[4] قصة الحضارة: ول ديورانت (2/ 110).
[5] خمسة آلاف سؤال في النصرانية بلا إجابة (1/ 27).
[6] معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير (ص: 70-71).
[7] مجلة الإصلاح: عدد 94.
[8] مجلة البلاغ الكويتية: عدد 353.
[9] - الاعتراف: ماركو بوليتي. ص10، ص12، ص20، نقلاً عن: إسلام أون لاين.
[10] موقع مفكرة الإسلام.
[11] هذه الأرقام فقط لمن تجرأ على الشكوى، أما من خاف العار أو الصدمة النفسية فكثير؛ كما ستظهر عدة تقارير.
[12] خمسة آلاف سؤال في النصرانية بلا إجابة (1/ 33).
[13] موقع الجزيرة.
[14] وهذه ظاهرة بين الرهبان من القرون الوسطى حولوها لمعتقد، ذكرَها بعضُ العلماء المسلمين.
[15] موقع إسلام أون لاين.
[16] نقلاً عن نشرة حامل الرسالة ص: 3، 2003م.
[17] للمزيد راجع:- قاموس الكتاب المقدس: بطرس عبدالملك وآخرون.
- بين عصمة الأنبياء والازدراء في الكتاب المقدَّس والقرآن الكريم.
- خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدَّس وحوار البابا مع المسلمين: أحمد ديدات.
- المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام: زكي علي السيد أبو غضة.
- الله - جل جلاله - والأنبياء - عليهم السلام - في التوراة والعهد القديم: محمد علي البار.
- رحلة بين أرجاء الكتاب المقدس: مديحة خميس.
- دراسات في الكتاب المقدس: محمود علي حماية.
[18] إباحيات الكتاب المقدس: وليد مسلم (1/ 5 - 10)، بتصرف.
المصدر: بليل عبد الكريم - موقع الألوكة