سورة المزمل وتنظيم الجدول اليومي للوقت في حياة المسلم
عبد الرحمن بن معاضة الشهري
في سورة المزمل رتب الله تعالى المهمات اليومية التي لا ينبغي أن يخلو منها الجدول اليومي للمسلم.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - التقوى وحب الله - تربية النفس - دعوة المسلمين -
سورة المزمل من أول السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وفيها تقسيم بديع لما ينبغي أن يسير عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قضاء وقته اليومي حتى يتمكن من القيام بأعباء هذه الرسالة الثقيلة {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل:5].
وقد رتب الله تعالى المهمات اليومية التي لا ينبغي أن يخلو منها الجدول اليومي للمسلم:
• قيام الليل: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل:2]، {نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} [المزمل:3]، {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [المزمل من الآية:4].
• ترتيل القرآن وليس مجرد القراءةك {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل من الآية:4]، مع ارتباط ذلك بالليل {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6].
• العمل الجاد بالنهار لأنه وقته {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل:7].
• الإكثار من ذكر الله كل وقت: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل:8].
• التخلق بالصبر في الأمور كلها: {وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل:10].
• ثم يختم هذا التقسيم بقوله: {إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [المزمل:19].
وفي الآية الأخيرة من السورة، نلاحظ التدقيق في العناية بالدقائق والثواني بشكل ظاهر، {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المزمل:20].
هذه مجرد خاطرة قفزت إلى ذهني وأنا أصلي الفجر فأشرت إليها في تويتر في هذه التغريدات:
- ما أروع سورة المزمل لمن يريد إدارة وقته بكفاءة {قُمِ اللَّيْلَ}، {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ}، {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}، {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} جدول تنظيم في بداية النبوة.
- نظم الله الجدول اليومي للنبي في سورة المزمل في فجر الدعوة، فنظم وقتك إذن دائمًا مع خيوط الفجر أو قبله. وفقك الله وأعانك.
- {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} أي تقلبًا وتصرفًا في مهماتك، واشتغالًا بما خلقك الله من أجله، النهار للعمل الجاد، والليل للنوم والعبادة بقلب صاف.
وأحببت بسطها هنا وتدوينها، والتأمل فيما تثيره من معانٍ وأبعاد، ولعل رجع صداها في نفوسكم يزيدها بيانًا وثراء.
دمتم متدبرين لكلام رب العالمين.