نجوى طالبة مسكينة

ملفات متنوعة

في حقيقة الأمر، القضية استفزت الرأي العام الإسباني، بل قد تقول إنها
كانت صادمة له بعنف وبدأ الرأي العام يستنكر قرار المدرسة، وسحبت نجوى
أوراقها من هذه المدرسة وتقدمت لمدرسة أخرى عربية موجودة في نفس
المدينة .

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -


نجوى طالبة إسبانية من أصول مغربية في السادسة عشر من العمر، في بدايات المرحلة الثانوية وقبل بداية العام الدراسي أبدت لأبويها رغبتها في لبس الحجاب وأن تبدأ به العام الدراسي، لم يمانع أبواها وبدأت نجوى بالفعل الذهاب إلى المدرسة بالحجاب يومياً حتى بدأت إدارة المدرسة تكره شكلها بالحجاب وسط زميلاتها فسلطت عليها المدرسين للتحرش بها ومضايقتها طوال فترات الدراسة، بل والاستهزاء بها بالغمز واللمز أثناء الحصص وبينها، كانت نجوى تصبر وتكتم في نفسها وتصر على الذهاب بالحجاب يومياً وتعود للبيت ولا تخبر أبويها بما حدث لها، فلما وجدت إدارة المدرسة أن هذا الأسلوب فشل معها، قررت منعها من دخول فصلها الدراسي، وزيادة في إذلالها صرحت لها بدخول المدرسة ولكن لم تصرح لها بدخول الفصل ولا بالدراسة مع زميلاتها ..


كانت نجوى تذهب إلى المدرسة كل صباح فيتم منعها من دخول الفصل فتتجه إلى غرفة استراحة الزوار وتجلس فيها طوال النهار وهي صامتة حزينة، حتى ينتهي اليوم الدراسي ثم تعود إلى بيتها ....
وتأتي في اليوم التالي وتُمنع من دخول الفصل فتذهب إلى غرفة الاستراحة جالسة (لتجلس فيها) حتى انتهاء اليوم الدراسي ثم تعود إلى بيتها، ظلت نجوى أسبوعين كاملين على هذا المنوال، وإدارة المدرسة رافضة لدخولها الفصل مادامت ترتدي الحجاب، وهي تأتي في اليوم التالي في تحد لكل الظلم السافر الذي تتعرض له، بدأت زميلاتها يتضامَنَّ معها فينتظرن انتهاء الدروس ويجتمعن معها في غرفة الاستراحة...

منهن من تحاول إضحاكها ومنهن من تأتي لها بطعام تأكله ومنهن من تتطوع وتشرح لها دروس اليوم، أصبح التجمع يومياً ويزداد يوماً بعد يوم، ولم يقتصر الحضور على زميلاتها في الفصل بل شمل الحضور الفصول الأخرى من نفس المرحلة ومن مراحل أخرى ...
 
الكل أصبح متعاطفاً معها بطريقة صدمت إدارة المدرسة، حدث أثناء هذه الأحداث موقف في منتهى العجب، فوجئت إدارة المدرسة بخمس طالبات إسبانيات كاثوليكيات قادمات إلى المدرسة بالحجاب، فتم حجزهن في إحدى غرف المدرسة وبسؤالهن قلن أنهن فعلن ذلك ليشعرن بنفس الشعور الذي تشعر به زميلتهن نجوى المسلمة، بعد هذا الموقف قررت إدارة المدرسة اتخاذ قرار حاسم وفوري، قررت على الفور طرد نجوى نهائياً من المدرسة وعدم السماح لها بالدخول، فكان القرار صادماً بشدة للرأي العام الذي تعاطف معها، فقرر وزير التعليم عودة نجوى إلى المدرسة فوراً ولكن إدارة المدرسة رفضت تنفيذ القرار، فمكثت نجوى في بيتها مصدومة بعد قرار المدرسة بفصلها نهائياً ...
 
في حقيقة الأمر، القضية استفزت الرأي العام الإسباني، بل قد تقول إنها كانت صادمة له بعنف وبدأ الرأي العام يستنكر قرار المدرسة، وسحبت نجوى أوراقها من هذه المدرسة وتقدمت لمدرسة أخرى عربية موجودة في نفس المدينة .

هذا الحال يا سادة هو حال المحجبات في الغرب، الشهر الماضي قامت محطة إيه بي سي (ABC) الإخبارية الأمريكية بعمل تحقيق في منتهى الروعة لتعرف به رد فعل المجتمع الأمريكي على المحجبة، قامت بالاتفاق مع سوبر ماركت (متجر) ووضعت فيه شخصاً يقوم بدور البائع واتفقت مع ممثلة أمريكية مغمورة لتمثل دور المسلمة المحجبة، ويكون السيناريو هو دخول الفتاة الممثلة الأمريكية لتشتري بعض الأشياء من زميلها الممثل الآخر البائع في السوبر ماركت، ثم ينتظر حضور شخص غريب يقوم بالشراء -وأثناء شرائه يدور الحوار بين الزميلين الممثلين أمام الشخص- ويقوم خلاله البائع بشتم المحجبة واتهامها بالإرهاب ويرفض أن يبيع لها لأنها محجبة ومسلمة، ثم ينتظر رد فعل الشخص الآخر والكاميرا في مكان لا يرى ترصد كل حركاته والمفاجأة أن أكثر من تسعين بالمئة من الناس كانوا متعاطفين بشدة معها ومنهم من دافع عنها ورفض الشراء وهناك من كان يتصدى له وينهره ويبلغه بوجوب التعامل معها باحترام، بل منهم من بكى تعاطفاً، قالت المحطة بأنها تفاجأت بردود أفعال الناس بهذه الطريقة .

بالأمس أصدرت بلجيكا قرارا يمنع النقاب في الشوارع وكذلك فرنسا وسويسرا والنمسا والسويد في طريقها بل وإسرائيل أيضاً في طريقها، ما تتعرض له البلاد الغربية من محاولات طمس الهوية الإسلامية ومحاربة كل الأشكال الإسلامية شيء لا يدعو إلى الاستغراب بقدر ما يبين لنا ما مدى الحال الذي بدأ يتعامل به الغرب النصراني مع الإسلام المتنامي، وهذا يفسر بوضوح بعض المصطلحات الحديثة مثل الإسلاموفوبيا أو أسلمة أوربا .
الغرب مرعوب من انتشار الإسلام بهذه الصورة خاصة بعد تلاشي دور الكنيسة الغارقة في الشذوذ.

الكنيسة التي هجرها النصارى بسبب فضائحها التي لا تنتهي. الإسلام قادم وبقوة في قلب الغرب، منعوا الحجاب أو منعوا النقاب لا يهم فالمجتمعات نفسها بدأت تتقبله وتدافع عنه وهذا له مقال منفرد آخر إن شاء الله .
 
المصدر: خالد المصري - المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير