وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
في العمل بالشريعة وتصديقها أو تكذيبها الأمر واضح بجلاء والناس فيها أصناف:
أما هدايتهم فهي بيد الله وحده، وأما أنت فواجب عليك الدعوة والبلاغ.
وأما هم: إذا استجابوا نالوا الجنة وإن أبوا وصموا آذانهم وأغلقوا قلوبهم فهم في جهنم وبئس المصير.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام:39].
قال السعدي: "هذا بيان لحال المكذبين بآيات الله، المكذبين لرسله، أنهم قد سدوا على أنفسهم باب الهدى، وفتحوا باب الردى، وأنهم {صُمٌّ} عن سماع الحق {وَبُكْمٌ} عن النطق به، فلا ينطقون إلا بباطل.
{فِي الظُّلُمَاتِ} أي: منغمسون في ظلمات الجهل، والكفر، والظلم، والعناد،والمعاصي. وهذا من إضلال الله إياهم، فـ {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} لأنه المنفرد بالهداية والإضلال، بحسب ما اقتضاه فضله وحكمته.