نتسلى ونضيع الوقت!

خولة عبدالقادر درويش

ولو سُئلت غالبية النساء عن الهدف من الزيارة، لكان أحسن ما يفصحن به: أنه التلاقي لقتل الوقت والتسلية ودفع السأم والملل عنهن.

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

لقد جرت العادة في أكثر بلادنا الشرقية أن تخصص المرأة فترة بعد العصر لاستقبال صديقاتها أو زيارتهن على اختلاف في طريقة الزيارة أهي دورية منظمة أم عفوية. وأيًا كانت الحال لا يخلو البيت يومها من إعلان حالة الطوارئ فيه، فاستعدادات فوق العادة تستنزف الجهد وتضيع الوقت وتبعثر المال وتحول يوم الاستقبال إلى مباراة بين الأسر فيما يقدم للضيوف وفي إبراز مظهر البيت ولباس أهله. ولو سُئلت غالبية النساء عن الهدف من الزيارة، لكان أحسن ما يفصحن به: أنه التلاقي لقتل الوقت والتسلية ودفع السأم والملل عنهن.

ولا أدري هل الوقت إلا عمر الإنسان الذي يُسأل عنه؟ ومتى السؤال؟ إنه يوم الفزع الأكبر {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ} [الانفطار:19].

قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ، وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟» (صحيح الترغيب:3592). ومن السائل؟ إنه رب العالمين الذي خلق الجن والإنس لعبادته لا للهو والتسلية {لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:17].

فماذا نقول لرب العالمين إذا سُئلنا عن الوقت المهدور الذي إن لم يخلو من المحرمات فلا يخلو من لغو الكلام والثرثرة التي ذمها الرسول الكريم بذم صاحبها بقوله: «إنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرةِ أسوؤكم أخلاقًا، الثَّرْثَارُونَ المُتَشَدِّقُونَ المُتَفَيْهِقونَ» (صحيح الجامع:1535).

وهل الوقت للمرأة وحدها؟ أين حق الزوج والأولاد؟ ومتى تؤدي حقوق مجتمعها وأمتها الإسلامية؟ لمن تترك مهمتها إذا كان همها الخروج من المنزل واللهو الفارغ؟

وقد تقول إحداهن: أنها أدت واجباتها ظنًا منها أن مهمتها محصورة في التنظيف وإرضاء الزوج والإنجاب وإن التفتت إلى تربية من أنجبتهم فقد لا يتعدى اهتمامها إطعامهم وكسوتهم المناسبة ودراستهم المتفوقة!

لا يا أختاه، فأنت مربية الأجيال وممولة للمجتمع المسلم ببناته من نساء ورجال. إن واجبي وواجبك: التربية الرشيدة لأبنائنا وإعدادهم إعدادًا إسلاميًا يجعلهم قادرين على حمل الأمانة والنهوض بالأمة وبناء المجتمع الفاضل المنشود.

فإن تركتُ وإياكِ أبناءنا والتفتنا للتسلية فقد خلفنا أبناءً هم الأيتام حقًا رغم وجود أبويهم، والسعي للآخرة لا يحرم المرء من لذات الدنيا الطيبة إنما يمد البصر إلى آفاقٍ أعلى فلا يكون المتاع في الأرض هو الهدف والغاية.

 

أنواع الزيارات:

أولًا: زيارات واجبة (زيارة الوالدين- إجابة الدعوة- الزيارة للتعلم والتعليم- صلة الرحم- عيادة المريض).

ثانيًا: زيارات مستحبة (التعزية- زيارة الأخوات في الله- زيارة الجارة).

ثالثًا: زيارات جائزة (في العيد زيارة أهل الكتاب).

رابعًا: زيارات محرمة (زيارة داعيات البدع -زيارة داعيات الانحلال والأفكار المعادية للإسلام- زيارة من عندهن منكرات لا نستطيع تغييرها).