(39) طريق رأس الرجاء الصالح

أم هانئ

ومن عجائب ما كنا نفعل، وكأننا كنا عن منطق الصواب نغفل: فقد كنا نبغي الذهاب عند باب معين، لنلتقي بعض أخواتنا من الموطن!!

  • التصنيفات: تربية النفس - قصص مؤثرة -

تقول صاحبتنا:

بعد أن خلا السكن لنا، وبكثير من الراحة شعرنا، اتفقنا على أن نذهب للحرم كل يوم بعد الإفطار، ثم نعود بعد وقت الإسفار، وكنت بعد أداء العمرة، أنتظر بشيء من الأريحية الحيضة؛ إلا أنني كنت دائمة الشعور بالدوار والغثيان، مع تزايد ما ألمّ بي من ضعف عام!!

فكنت أذهب مع رفيقاتي كل ليلة إلى الحرم، إلا أنني حُرمت الصلاة بسبب سقوطي الفوري في النوم!! فكن يصلين التهجد مع الإمام، بينما لا أملك أنا إلا أن أنام، فإذا أنهين الصلاة أيقظنني بالكاد؛ لأتسحر معهن لقيمات، وأوتر قبيل الفجر بدقائق أو بلحظات، وفي كل ليلة أُمَنّي نفسي بتغير الحال، إلا أنني وبكل أسف أعاود نفس المآل!!

وأذكر أن إحداهن لامتني بشدة يومًا، فسقطت أثناء ركوعها ثم سجودها نومًا، فجاءت تطلب مني السماح، وكنا نتضاحك على ما يحدث لنا عند الصباح!!

ومن عجائب ما كنا نفعل، وكأننا كنا عن منطق الصواب نغفل: فقد كنا نبغي الذهاب عند باب معين، لنلتقي بعض أخواتنا من الموطن!! فقد ضربنا معهن في بلدنا موعدًا، وقد نصحتنا من تتردد على الحرم ترددا أن نلتزم الذهاب إلى الطابق الثاني عند ذلك الباب؛ لأن غالب رواده نساء كذا يمكننا التخفف من الحجاب!!

فكنا نصل إلى ساحة الحرم المكي أمام باب رقمه بعدي: أعني أننا كنا نبغي مثلا الدخول من باب رقم: (76)
فكنا نصل من السكن أمام باب رقم: (90) فكان المنطق يملي علينا أن نسير من الباب رقم: (90) قاصدين
اتجاه الباب رقم: (89) ثم (88) حتى نصل بأقصر الطرق و بأقل وقت وجهد إلى الباب الذي إليه القصد: (76)! إلا أننا ولسبب لا أعلمه - حتى الآن - قد غُمّ على عقولنا، ويبدو أننا جميعا كنا فاقدات لصفاء أذهاننا؛ فكنا نترك الأيسرالأقصر والأقرب، فنسير في الاتجاه الأبعد: نقصد باب (91) ثم (92) ثم (93) إلى نهاية عدد الأبواب ثم نبدأ من الباب رقم : (1) ثم (2) ثم قاصدين الباب المنشود رقم: (76)!!

والعجب كل العجب أننا كنا نكرر ذلك الفعل ندور كل ليلة، وكأننا نسلك طريق رأس الرجاء الصالح ندور حول إفريقية، ولعل ذلك من أسباب ضعفي، وعدم استطاعتي الصلاة وسرعة نومي!!
إلا أنني كنت المتفردة بذلك، بينما كانت رفيقاتي ناشطات للصلاة اللهم بارك!!

ويتبــع...