هل نستغفر الله حقًا؟!
أحمد كمال قاسم
تأملت في معنى الاستغفار، الذي يرزق الله -جزاءًا له- العباد كل هذا الخير، وتخيلت لو أن قومًا يستغفرون الله باللسان وهم كسالى لا يعملون جهدًا لنيل الرزق، هل الله رازقهم وهم لا يعملون؟
- التصنيفات: أعمال القلوب -
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا . مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا . وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا . أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا . وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا . وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا . ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} [نوح:10-18].
تأملت في معنى الاستغفار، الذي يرزق الله -جزاءًا له- العباد كل هذا الخير، وتخيلت لو أن قومًا يستغفرون الله باللسان وهم كسالى لا يعملون جهدًا لنيل الرزق، هل الله رازقهم وهم لا يعملون؟
بالطبع لا، إذن لا يمكن أن يكون المراد في الآية هو الاستغفار باللسان فقط، فتذكرت حينها أن العمل الجاد من أجل كسب الرزق ذاته يغفر الله به سيئات العبد إن صحت نيته، لذا فالعمل في ذاته استغفار بالجوارح معه استغفار بالقلب ألا وهو النية المصاحبة للعمل إن كانت لله تعالى. والحق أنه لا يمكن أن ينفرد الاستغفار باللسان فقط بمعنى الاستغفار، فاستغفار القلب ضرورة، واستغفار القلب لا بد وأن يحرك الجوارح لتستغفر بالعمل في سبيل الله، العمل على إعمار الأرض، كافة أنواع الإعمار. هذا فضلاً أن استغفار القلب يحرك اللسان بذكر الله كتحريكه الجوارح بالعمل لله.
والمتأمل في الآيات التالية يجد الله وكأنه يعاتب من يفهم الاستغفار أنه استغفار باللسان دون العمل، فيقول ما لكم لستم جادين في دينكم وأنتم ترون أن الله قد علمكم بسننه العمل والإتقان! فقد أتقن الله في خلقكم وفي خلق السماوات والأرض وما فيه من فلك وحياة. فلماذا لا تسيرون على سنة الله فتعملون وتتقنون عملكم؟! هلّا فقهتم الاستغفار يا عباد الله من قبل أن يخرجكم من قبوركم يوم القيامة فيحاسبكم على ما فرطتم فيه في حق الله بسوء فهمكم؟!
استغفروا الله.