وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْم
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
لم يطلبوا الحق ولم يسعوا لتحصيله ولم يعملوا لأجله، لذا لو جاءتهم كل الفرص وعرضت عليهم الآيات الباهرات تلو الآيات فلن يزيدهم شيئاً لأنهم اختاروا طريقهم وأعرضوا وتمسكوا بهذا الإعراض.
هم في صف أعداء الله وشرعه وأولياءه عبر التاريخ. فقط عليك البلاغ أما الهداية فبيد الله وتذكر أنهم لم يحاولوا ولم يتخذوا لها أسبابها ولم يتحركوا لتحصيلها ورضوا بالرفض والعداء.
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام:111].
جاء في تفسير السعدي:
فإنهم لو جاءتهم الآيات العظيمة، من تنزيل الملائكة إليهم، يشهدون للرسول بالرسالة، وتكليم الموتى وبعثهم بعد موتهم، وحشر كل شيء إليهم حتى يكلمهم {قُبُلا} ومشاهدة، ومباشرة، بصدق ما جاء به الرسول ما حصل منهم الإيمان، إذا لم يشأ الله إيمانهم، ولكن أكثرهم يجهلون. فلذلك رتبوا إيمانهم، على مجرد إتيان الآيات، وإنما العقل والعلم، أن يكون العبد مقصوده اتباع الحق، ويطلبه بالطرق التي بينها الله، ويعمل بذلك، ويستعين ربه في اتباعه، ولا يتكل على نفسه وحوله وقوته، ولا يطلب من الآيات الاقتراحية ما لا فائدة فيه.