أعظم معلم
أحمد قوشتي عبد الرحيم
قد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله بعثه معلمًا ميسرًا فجمع بين الوصفين معًا أي التعليم والتيسير، ونفي أن يكون معنتًا أو متنعتًا.
- التصنيفات: السيرة النبوية - أعمال القلوب -
وأعظم المعلمين قاطبة، وسيدهم وإمامهم على الإطلاق، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بعثه الله معلمًا، فكان -بأبي هو وأمي- أجلَّ معلم، وأعظم مربِ، يرفق بالمتعلمين وييسر عليهم، وينصح لهم، ولا يترك بابًا من الخير إلا ودلهم عليه وأرشدهم إليه، ولا بابًا من الشر إلا وحذرهم منه، ونهاهم عنه.
- وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله بعثه معلمًا ميسرًا فجمع بين الوصفين معًا أي التعليم والتيسير، ونفي أن يكون معنتًا أو متنعتًا، فقال صلى الله عليه وسلم: «صحيح مسلم: [1478]).
» (- وكان صلى الله عليه وسلم يجمع بين حرص المعلم ورحمة الوالد، فهو المعلم الوالد للأمة كله، كأتم ما يكون ذلك وأكمله، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «
» (سنن أبي داود: [8]).- وما كان صلى الله عليه وسلم يكهر المتعلمين، أو ينهرهم، أو يغلظ عليهم، حتى لو صدر من بعضهم الخطأ، أو الغلط، ولما أخطأ معاوية بن الحكم السلمى رضي الله عنه وتكلم في الصلاة جاهلًا بالحكم رماه القوم بأبصارهم فقال: "واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إلى؟" فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوننى لكنى سكت، فلما صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبى هو وأمى ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كهرنى ولا ضربنى ولا شتمنى، قال: «
» (صحيح مسلم: [537]).- وإذا علمت هذا كله فاعجب لأستاذ سيء الخلق مع تلامذته، شرس الطباع، صعب العشرة، متقلب المزاج، متعال عليهم، كثير الإساءة والتوبيخ لهم، شحيح في بذل النصح والعلم للمتعلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.