خليك عميق
محمد علي يوسف
عبر الآلاف من سطور روايته وخلال المئات من صفحاتها؛ يظل الكاتب يرسخ لباطل صارخ ينضح من ألسنة أبطاله، ويروج لمنكر من القول وزور تعرضه شخصيات قصته دون معارضة تذكر من الأبطال الآخرين
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
عبر الآلاف من سطور روايته وخلال المئات من صفحاتها؛ يظل الكاتب يرسخ لباطل صارخ ينضح من ألسنة أبطاله، ويروج لمنكر من القول وزور تعرضه شخصيات قصته دون معارضة تذكر من الأبطال الآخرين؛ اللهم إلا نذرًا يسيرًا يوجده ذرًا للرماد في الأعين وبما لا يخل بالسياق الدرامي لروايته العظيمة والذي تظل فيه الكلمة العليا للشخصية الرئيسية التي تبث تلك الأفكار.
طبعا النتيجة الوحيدة المتوقعة لكثير من القراء مفتقدي النظرة النقدية والثقافة الكافية لنقض العقائد الباطلة والأفكار الهدامة التي يتم بثها على لسان أبطال الرواية، قبول تلك الأفكار وترسخها في نفوسهم سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا!
وبالطبع الكاتب المعروف والروائي المخضرم بمنأى عن أي لوم أو عتاب أو نسب تلك القاذورات الفكرية إليه؛ فهو ليس بطل الرواية ولا يحمل ذات الاسم.
هو (حيللًا) مجرد كاتب ومؤلف ومخترع تلك الشخصية وهو من ساق كل الحجج التي ملأ البطل بها جمل الرواية دون أن يوازيها بما ينقضها أو يصححها.
هو مجرد مؤلف ليس له علاقة بكل الترهات التي يتقيؤها أبطال روايته وبنات وبنين أفكاره الذين هم على ما يبدو يمتلكون إرادة مستقلة عن إرادته!!
ثم إن هذا فن رفيع وأدب راق لا يحق لك أن تعترض عليه أو أن تحاول الربط بين أفكار الكاتب وأفكار شخصياته وإلا صرت رجعيًا سطحيًا متخلفًا لا تفقه شيئًا عن الأدب ولا ترتقي لفهم طبيعته الحداثية المستنيرة ولتأتينك دومًا تلك الإجابة الترهيبية الساحقة.
ده خيال وفن وإبداع لا تحمله أكثر مما يحتمل!
إنت سطحي ولا إيه؟!
خليك عميق!