إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: التفسير -

وقع إبليس فيما وقع فيه تكبراً و إعجاباً بنفسه و حسداً و احتقاراً لك 
فلما أصبح الآن في موضعه المعلوم من العداء انحنت له جباه الكثيرين ممن رفض هو ابتداء الانحناء لأبيهم و أطاعوه في معصية الله و الشرك به في وقت لم يطع هو ربه بسببهم .
تخيلوا مدى المفارقة بين تكبر الشيطان عن السجود  لآدم ثم سجود بني آدم للشيطان 
و المفارقة بين رفض إبليس لطاعة الله في السجود لآدم ثم طاعة ذرية آدم لإبليس في كل معصية و شرك يأمرهم به إلا من عصم الله .
تأمل :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } [الأعراف 11] .
قال السعدي في تفسيره : يقول تعالى مخاطبا لبني آدم: { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ } بخلق أصلكم ومادتكم التي منها خرجتم: أبيكم آدم عليه السلام { ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ } في أحسن صورة، وأحسن تقويم، وعلمه الله تعالى ما به تكمل صورته الباطنة، أسماء كل شيء.
ثم أمر الملائكة الكرام أن يسجدوا لآدم، إكراما واحتراما، وإظهارا لفضله، فامتثلوا أمر ربهم، { فَسَجَدُوا } كلهم أجمعون { إِلا إِبْلِيسَ } أبى أن يسجد له، تكبرا عليه وإعجابا بنفسه.
فاللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك 
أبو الهيثم
#مع_القرآن