حب الشهوات

محمد علي يوسف

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

حب الشهوات وتزينها في أعين الناس مسألة تكاد تكون عامة لا يخلو منها إنسان طبيعي
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}
والشرع لم يأت مُصادمًا لها من جذورها أو مانعًا لوجودها بشكل مطلق ولكن جاء ضابطًا لها ومُعينًا للإنسان على التحكم فيها وأداء حقها
والأهم أن يضبط توصيفها وأن ينظر لها نظرة صحيحة ويعطيها قيمتها الحقيقية
إن كل ذلك مجرد زينة
ومتاع
{ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
{المال والبنون زينة الحياة الدنيا}
والمتاع هو ما يستعمله المرء لفترة مؤقتة ثم يزول الاستمتاع به بعد انقضاء هذه الفترة طالت أو قصرت
هكذا ينبغي أن تكون النظرة لكل ذلك النعيم الدنيوي الزائل حتى لا ينجرف الإنسان إلى أن تكون تلك الشهوات غاية رجائه ومنتهى أمله وهدف حياته
إنه مجرد متاع مؤقت
{وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}
أما الخير الحقيقي والمتعة الخالصة التي ينبغي أن يعلق قلبه بها
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
بذلك الميزان تنضبط النظرة ويصح التصور وتستقيم مسيرة الإنسان في ظلال تلك الزينة المبهرة من الشهوات ..
والمتاع