الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 61-80 ) (4)
أيمن الشعبان
فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونا لنا ودليلا وواعظا ومذكرا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى.
- التصنيفات: أعمال القلوب -
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
آيات قرآنية وأحاديث صحيحة.. أقوال ومواقف فريدة.. لطائف ونفائس نافعة.. عبر ومواعظ مهمة؛ جمعتها في قضية عظيمة وموضوع نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو " تحقيق الإخلاص " لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.
فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونا لنا ودليلا وواعظا ومذكرا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائما ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله عز وجل ونحظى بقبول الطاعات، فلا خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.
61- الله عز وجل إذا عرف من عبده صدق النية وسلامة الطويّة وفقه للخير وأعانه وسدده. (حلية الأولياء [9/298])
63- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أفضل الأعمال صدق النية فيما عند الله". (صحيح الجامع برقم [6766])
65- ينبغي أن يكون للعبد في كل شيء نية حتى في مطعمه ومشربه وملبسه ونومه ونكاحه؛ فإن ذلك كله من أعماله التي يسأل عنها؛ فإن كانت لله تعالى وفيه كانت في ميزان حسناته، وإن كانت في سبيل الهوى ولغير المولى كانت في ميزان سيّئاته. (حلية الأولياء [8/95])
67- قال ابن المبارك: "رُبَّ عَمَلٍ صَغِيرٍ تُعَظِّمُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عَمَلٍ كَبِيرٍ تُصَغِّرُهُ النِّيَّةُ". (قوت القلوب [2/267])
69- عن الحسن في قوله عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} ، قال: كان إذا قال: قال لله، وإذا عمل عمل لله، وإذا نوى نوى لله.(قوت القلوب [2/268])
71- معاملتنا لله عزّ وجلّ إذا شابها رياء بخلق أو هوى من شهوة نفس، ولم تكن خالصة لم يتم بها الصدق والأدب في المعاملة ولم يقبلها الله تعالى منّا فاعتبروا. (تفسير الماوردي [5/11صحيح الجامع برقم 6766])
73- قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:2]، قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: "هَذِهِ الْآيَةُ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ فِي كُلِّ عَمَلٍ، وَأَعْظَمُهُ الْوُضُوءُ الَّذِي هُوَ شَطْرُ الْإِيمَانِ".(هكذا علمتني الحياة ص:[171])
75- قال شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه فَقَالَ: رَجُلٌ يُصَلِّي يَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ، فَمَنْ كَانَ لَهُ مَعِي شَرِيكٌ فَهُوَ لَهُ كُلُّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. (السنن الكبرى للبيهقي، ت: عطا [10/253])
77- كتب سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزير: اعلم يا عمر أن ّ الله تعالى عون للعبد بقدر النية، فمن تمّت نيته تم عون الله تعالى إياه، ومن قصرت عنه نيته قصر عنه من عون الله تعالى بقدر ذلك. (حلية الأولياء [5/228])
79- قال بعض السلف: رأيت الخير إنما يجمعه حسن النية وكفاك به خيراً وإن لم ينصب.(مفتاح دار السعادة [1/72])