موقف أهل السنة والشيعة من الإرهاب

من هذه المعطيات، نسأل من هو الذي يستحق الانتصار في هذه الأيام؟ ولمن سيكون المستقبل؟ فالنصر يحتاج أسبابا ومسببات واستعدادا، والله لا يحابي.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

هل السنة وحكامها رضوا على أنفسهم وعلى شعوبهم بوصف الإرهاب، وقبلوا حكم الغرب في وصفهم بالإرهاب وتابعوهم عليه، فحاربوا أنفسهم بناء على أملاءات الغرب، فبدؤوا بملاحقة جمعياتهم الخيرية وإقفالها والتضييق على العمل الخيري وحجبه، ثم انتقلوا إلى جمع التبرعات والصدقات من مواطنيهم ومنعوها بكل أشكالها، ثم التفتوا إلى معاهدهم العلمية ومدارسهم الإسلامية الخارجية وأقفلوها، ثم انكفؤا على أنفسهم يقتلون بعضهم ويحاربون أنفسهم فحاربوا جماعة الأخوان ووصفوهم بالإرهاب، وحاصروا أهل غزة وسكتوا على قصفها من اليهود، وشتموا حكومة الأتراك وتخلوا عنها وتمنوا سقوطها، ومنعوا الجهاد بكل أشكاله، وجرموا من يدعوا له ووصفوه بالإرهاب، وهذه مواصفات انتحارية تؤدي إلى الهزيمة وبالتالي الزوال والاضمحلال.

أما الشيعة: فقد رفضوا إطلاق الإرهاب على أي من رعاياهم ، ورفضوا نسبة الإرهاب إلى أي فعل من أفعالهم بل شجعوا على الإرهاب بكل أشكاله، وفتحوا باب التبرعات والصدقات لخارج بلادهم، ونثروا المليارات على الأقليات التابعة لهم، ونشروا الكتب والحسينيات وفتحوا المدارس والجامعات في بلاد أفريقيا وآسيا، واستغلوا الانكماش السني لنشر عقيدتهم، والرافضة لم يحارب بعضهم بعضا بل اتحدوا على اختلاف مللهم وجنسياتهم، فقد اتحد العلوي النصيري مع الجارودي الحوثي مع الصفوي الفارسي مع الشيعي العربي مع الرافضي الكردي حتى صاروا جماعة واحدة، وقوة واحدة، ودفاعاً واحدًا، وهجومًا واحدًا.

أما موقف الرافضة من الدعوة للجهاد فقد أعلنوا الجهاد كلمة واحدة عن طريق حكوماتهم وعلمائهم ودفعوا الرواتب للمجاهدين وأوجدوا الحشود الشعبية والتعبئة الجماهيرية، وأعلنوا النفير العام حتى زلزلوا الأرض، ولعبوا باستقرار الدول، وأرهبوا الحكومات والشعوب، ومع ذلك فهم عند الإعلام المخطوف وعند الغرب وعند الحكومات ليسوا إرهابيين، والويل لمن يصفهم بالإرهاب، لأن وصف الإرهاب محصور بمن رضوا أن يكونوا إرهابيين.

بعد هذه المقارنة بين السنة والشيعة ومن هذه المعطيات، نسأل من هو الذي يستحق الانتصار في هذه الأيام؟ ولمن سيكون المستقبل؟ فالنصر يحتاج أسبابا ومسببات واستعدادا، والله لا يحابي أحد فمن أستعد وفعل الأسباب منحه الله النصر، والحكم لكم.

إن لم يتغير الوضع فأهل السنة يسيرون على المثل (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، فالبداية إقفال الجمعيات، ثم منع التبرعات، ثم إلغاء المدارس والمعاهد الخارجية، ثم قطع أطرافهم مثل حرب جماعة الإخوان وغزة وتشويه تركيا، ثم منع الجهاد وتكبيل الأمة السنية وإرهابها، ليس بعد هذا إلا سقوط الدول السنية واحدة بعد الأخرى لا سمح الله، فنحن حفرنا الساس، وبلّدنا الإحساس، وخرقنا الأكياس، فلم يبق إلا السقوط على الرأس.

أنا لست متشائم، بل ربما أكثركم تفاؤلاً، وأقول وأنا متأكد أن النصر قادم، ولكن ليس بمؤهلات اليوم، وليس عن طريق خنوع اليوم، وليس عن طريق خوارج داعش وتطرفهم، وليس عن طريق انبطاح الجامية وجهلهم.
نعم أنا متفائل، وأقول أن الأمة الآن تصنع وتهذب وتمحص، والمجد قادم، والنصر يحتاج هذا المخاض ولكنكم تعجلون.

صالح علي الضحيان

المصدر: صفحة فيس بوك الكاتب