افتح لي
محمد علي يوسف
وكذلك فتح الله يأتي متى يشاء، وإن طال الزمان واستيأس الناس فإنه يفتح في النهاية، المهم أن يوقن عبده ويثبت على الحق ولا يحملنه استبطاء الفتح على التفريط أو الشك، ربما يكون هذا الفتح في آخر لحظة حين تمام الاستيئاس.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - أعمال القلوب -
قيل أن ابتلاء أيوب عليه السلام دام ثمانية عشر عامًا حتى جاء الفتح وكشف الله ما به من ضر.
وقيل أن افتراق يوسف عليه السلام عن أبيه جاوز الأربعين عامًا حتى بلغ أشده، ثم جاء الفتح و كان اللقاء وجمع الله شملهما.
وقيل أن أعوامًا طويلة كانت قد مرت حتى استجاب الله دعاء موسى عليه السلام على فرعون وقومه، وطمس على أموالهم وشدد عليهم وأذاقهم العذاب الأليم، وفتح بين موسى وبينهم بالحق وهو خير الفاتحين.
ولقد مكث المسجد الأقصى في الأسر عشرات السنين، حتى جاء الفتح و حرره صلاح الدين.
ومكث نوح عليه السلام يدعو قومه مئات الأعوام دون كلل أو ملل، حتى فتحت أبواب السماء بماء منهمر، وفجرت الأرض عيونًا والتقى الماء على أمر قد قدر.
وفتح الله للمغلوب وانتصر.
وكذلك فتح الله يأتي متى يشاء، وإن طال الزمان واستيأس الناس فإنه يفتح في النهاية، المهم أن يوقن عبده ويثبت على الحق ولا يحملنه استبطاء الفتح على التفريط أو الشك، ربما يكون هذا الفتح في آخر لحظة حين تمام الاستيئاس.
{حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110].
لقد ظلَّ النبي صلى الله عليه و سلم يَمُر على الوفود التي جاءت إلى مكة للحج، يعرض عقيدته ويدعوهم إلى الله ويطلب منهم نصرته، ظلَّ كذلك طيلة أيام الحج حتى كان اليوم الأخير..
اليوم الأخير من أيام الحج ويظل فيه النبي على مثابرته وإصراره واستفتاحه، وفي آخر لحظة جاء الفتح وشرح الله صدر وفد يثرب وكانوا أنصار الله. ما استعجل الثمرة وما يأس من المحاولة حتى فتح الله له متى شاء.
وإن كل شىء في حياتك يحتاج إلى فتح من الله.
لذلك كان النبي يكثر من الدعاء بالفتح ويطلبه
• فكان يستفتح يومه بقول: « » (سنن أبي داود [5084]).
• وكان يردد حين يدخل المسجد: « » (صحيح مسلم [713]).
• وحين يخرج من بيت الله إلى الدنيا من جديد يقول: « » (صحيح مسلم [713]).
علاقة وثيقة وارتباط بمعنى الفتح وباسم الله الفتاح، تلك العلاقة كانت تظهر حتى في بسطاء الناس وعوامهم حين كانوا يستفتحون يومهم بتلك الكلمة الشهيرة: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريمز
كانوا يدركون أنهم بحاجة إلى الفتح.. بحاجة إلى الفتاح في كل شىء.