ما أوسعَ رحمتَك
أبو فهر المسلم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
إلهي وخالقي، ما أوسعَ رحمتَك .. !
سياقٌ بديع ولا أروع ، في سورة المائدة .. فتأمَّل !
الآيات: الثانية والسبعون، والثالثة والسبعون، والرابعة والسبعون .. وكأنك تقرأها للمرة الأولى في حياتك !
الآية [72] يقول الله تعالى:
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ }.
ثم يُتبعها ربنا بالآية [73] فيقول:
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ }.
ثم تأتي الآية [74] في سياقٍ بديع؛ تعجز الأقلام عن وصفه، والمِداد عن رسْمه:
{ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
فانظر وتأمّل .. !
كيف آثروا الكفرَ على الإيمان، ونسبُوا له الصاحبةَ والولدان .. ؟!
ثم هو يَدعوهم ويُقرِّبهم :
{ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
فلا تيأسنَّ لعصيانك، ولا تقنطنَّ لخِذلانك ..
فرحمتُه سبقَت غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذَته ..
كتبَ على عرشه: « إنَّ رحمتي سبقَت غضبي ».
ولله دَرُّ القائل :
لمَ لا يُرجَى العفوُ من ربِّنا .:. وكيف لا يُطمعُ في حِلمِهِ
وفي الصحيحينِ أتى إنَّه .:. بعبدِه أرحمُ من أمِّهِ
فأقبِلْ عليه يُقبل عليك، وادْنُ واقترب ولا تخَف، إنك من الآمنين .. !
أبوفهر المسلم