إليكم يا أهل الحقّ..!

أبو فهر المسلم

متى ثبت عندك الحقُّ وظهر؛ فاجْهر به ولا تَخشَ في الله لَومةَ لائم.

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

انصروا الحقّ ولا تَخذِلوه، وإلا ضاع وهُزم، وظهر الفساد في البرّ والبحر.

قال القاضي عياض رحمه الله: "وذهَب مُعظم الصحابة والتابعين؛ إلى نَصر الحق فى فتن المسلمين، والقيام معه، كما أمر الله...! قالوا: ولو أبيح الكفُّ فى كل فتنة، ولزوم البيوت؛ لم يَقم لله حقٌّ، ولا أُبطل باطل، ولوَجد أهلُ البغي والاستطالة؛ السبيل". انظر: إكمال المُعلِم

ومتى ثبت عندك الحقُّ وظهر؛ فاجْهر به ولا تَخشَ في الله لَومةَ لائم.

قال العلَّامة أحمد شاكر رحمه الله: "فما عَبأتُ يومًا ما؛ بما يُقال عَنّي .. ولكنِّي قلتُ ما يجبُ أن أقول". انظر: كلمة الحق

واحْذر أُخيَّ أن تَكرَه الحقَّ وأهلَه، ويَحملُك على ذلك؛ إيثارُ هَوى، أو رغبةٌ في انتقام، فتكون ممَّن كره اللهَ، فتَهلِك وتكون من الخاسرين.

قال الإمام الأوزاعيُّ رحمه الله: "مَن كَرِه الحقَّ؛ فقد كَره الله .. إن الله هو الحقُّ المُبين". ذكره عنه الغزالي في الإحياء

واحْذر كذلك أن تردّ الحقّ، لمُخالفته هواك.. فتُعاقب بضدّه:

قال ابن القيّم رحمه الله: "حذارِ حذارِ .. ردّ الحقّ لمُخالفته هواك! فإنك تُعاقب بتقليب القلب، وردّ ما يَرد عليك من الحق رأسًا، ولا تَقبله إلا إذا بَرز في قالَب هواك! قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام:110]. فعاقبَهم على ردّ الحق أول مرة، بأن قلَّب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك". انظر: بدائع الفوائد

فقدِّم الحقَّ على هواك، تَغْنَم دنياكَ وأخراك، وإلَّا.. ضاقَت عليك الأرضُ بما رَحُبَت.

يُنسَب لأبي العتاهية:

ومَن لم يَثِق بالله لَم يَصْفَ عَيشُه *** ومَن ضاقَ عنه الحقُّ ضاقَتْ مَذاهبُه

فاللهمَّ اجعلنا من أهل الحقّ وحِزبه، وأكرمنا برفْع لوائِه وعلوّه، واهْدنا لمَا اختُلف فيه منه بإذنك .. إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم!