التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم
وأحرى بالمسلم أن تكون له تلاوة يومية مع كتاب الله تعالى، ويجتهد أن يقرأ جزءًا يوميًّا، فيختم القرآن في كل شهر مرة، وإذا كان المسلم مطلوبًا منه أن يكون هذا حالَه، فماذا يكون حال الداعية؟! لا شك أنه يجب عليه الاهتمام أضعاف اهتمام المسلم العادي، وما ينبغي للمسلم أن يكون إلا داعيةً بقدر علمه واستطاعته، وفي هذه القراءة المستمرة المنتظمة ما يُعينه على إتقان القراءة الصحيحة، وتدريب أعضاء النطق عنده على المرونة والتعود؛ مما له دور كبير في تحقيق التلاوة الصحيحة.
- التصنيفات: القرآن وعلومه - الحث على الطاعات -
مِن الأسس المهمة في التعامل مع القرآن: أن نتلوه تلاوة صحيحة، وليس وراء ذلك من البدهيات حبة خردل؛ فهي من الأساسيات الأولى التي لا يصح للمسلم، فضلًا عن الداعية، أن يتعامل مع القرآن الكريم بدونها، وقد قال الناظم:
والأخذُ بالتجويد حَتْمٌ لازمُ *** مَن لم يجوِّدِ القُرَانَ آثمُ
بل في القرآن الكريم ما يدل على هذا الوجوب: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [النمل من الآيتين:91-92].
وأحرى بالمسلم أن تكون له تلاوة يومية مع كتاب الله تعالى، ويجتهد أن يقرأ جزءًا يوميًّا، فيختم القرآن في كل شهر مرة، وإذا كان المسلم مطلوبًا منه أن يكون هذا حالَه، فماذا يكون حال الداعية؟! لا شك أنه يجب عليه الاهتمام أضعاف اهتمام المسلم العادي، وما ينبغي للمسلم أن يكون إلا داعيةً بقدر علمه واستطاعته، وفي هذه القراءة المستمرة المنتظمة ما يُعينه على إتقان القراءة الصحيحة، وتدريب أعضاء النطق عنده على المرونة والتعود؛ مما له دور كبير في تحقيق التلاوة الصحيحة.
ولقد تحدث القرآن عن بعض آداب التلاوة، فقال: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، وقال: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98]، وقال: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا . قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا . وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء:106-109]،وقال: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل:4].
كما تحدث القرآن عن ثواب القراءة والتلاوة فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30].
ولقراءة القرآن الكريم قراءةً متقنة بأحكام التجويد فوائدُ يعرفها من عايش القراءة بأحكام التلاوة، نذكر منها:
1. استشعار حلاوة القرآن، والاستمتاع بالتلاوة.
2. تمييز القرآن عن غيره عند القراءة، رغم تميز القرآن بأمور أخرى.
3. القراءة بالتجويد دافع لمزيد من القراءة.
4. القراءة بالتجويد تساعد على تفسير القرآن وفهم معانيه ومراداته.
5. الترتيل المتقن يشعر القارئ أن الله يكلمه؛ مما يعين على الخشوع والخضوع.
6. الغنن والمدود وغيرها من أحكام، وحتى الحركات من نصب وفتح وكسر وجر تتناسب وتتسق مع المعاني المرادة من كلام الله تعالى، لمن يتأمل بعمق ويلاحظ بدقة.
وهذا كله يؤكد أن تعلم أحكام التجويد وترتيل القرآن ترتيلًا كما أمر الله تعالى، من أهم أسس التعامل مع القرآن الكريم.
د. وصفي عاشور أبو زيد