على قدر أهل العزم تأتي العزائم
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
كنا في لقاء اجتماعي قبل خمسة عشر عاماً، ودار الحديث حول مواضيع
مختلفة، ثم إننا تناولنا موضوع اقتناء ما يرد إلينا من ديار الكفار من
لباس أو أطعمة أو غير ذلك... فكان أغلب التصويت بعد تبادل الآراء بأنه
ليس هناك دليلاً شرعياً يمنع من شراء منتوجات الكفار..
فأدلى أحدنا برأيه قائلا بأن المؤمن كَيِّس فطن وعزيز النفس قد يكون الاقتناء لبعض الأشياء لا يحمل ذلك الكثير من اللوم ولكن الحرص على ذلك والاعجاب بذلك وعدم التثبت من أمور كثيرة متعلقة بتلك الواردات، وإن دل فإنما يدل على زعزعة الثقة بالنفس وعدم التفكر وقد يدخل العدو إلينا من ذلك الباب..
لم نعط لذلك القول أهمية بالغة، لأن المشكلة التي نعاني منها أننا لا نسمع بعقلنا ولا نحب أن نستمع إلى آراء الآخرين، في أحيان كثيرة يحمل كلام الآخرين معاني كبيرة تغير في مجاري حياتنا أموراً عديدة ولكننا تعوَّدنا على التمسك بآرائنا ولا نكلف أنفسنا معاناة الاستماع..
ثم أن الأيام مرت وتحولت إلى سنين وبعد أن كان السوق فيه محلاً أو اثنين أو ثلاثة للمنتوجات الغربية أو الشرقية أصبحت الآن عشرات المحلات تحمل شعارات الغر ب والشرق، وأصبح اقتناء المنتوجات الغربية مصدر عز وفخر لدى الأغلبية، فالعطر فرنسي والشرشف أمريكي واللبس بريطاني، والحذاء إيطالي، والأكل خليط الدول كلها و..,..،و..
وكادت أعيننا عندما ترى العوام لا تفرق هل هم من دول شرقية أم غربية هل هم من أبناء جلدتنا أم هم جلدة غيرنا.. ولولا لون بشرتهم واسمهم ومراودتهم لأماكن الصلاة ولولا ما هو أشبه بالعباءة موضوع على كتف النساء ما كنا نفرق أبداً..
ثم أنه لما اشتد الضرب على رؤوسنا من قبل الأعداء بدأت ترفع شعارات المقاطعة فمنهم من استجاب لتلك الدعوات وقاطع بعضا من المنتوجات -لكن البيبسي والكولا حبيبتان لا يمكن الاستغناء عنهما، ففي الحقيقة أنهما ليستا الحبيبتان ولكن نسبة المادة المخدرة الموجودة فيه جعلتنا لا يمكننا الاستغناء عنهما- ..
إلا أنني أعتقد أنه لم يتشرب معنى المقاطعة في قلوبنا ولم تفهمه عقولـنا..
تعالوا معاً لـنـتـجـول في حديقة المقاطعة ونقطف ثمارها..
إن المقاطعة تعني مقاطعة العقل والقلب والظاهر والباطن، فإن العقل إذا كان مخموراً بالإعجاب والغفلة والقلب كان مغموراً بالحب والباطن أصابه الوهن أمام صوت القلب والعقل، ظهر ذلك على كل الحركات والسكنات..
فالتشبه في اللباس الذي عم بلاؤه في كل مكان كان يجب أن يحظى نصيباً كبيراً من المقاطعة والدعوة إلى المقاطعة..
والاعتماد الكلي على واردات الأطعمة كان يجب أن يحظى نصيباً كبيراً من المقاطعة والدعوة إلى المقاطعة..
اللباس والطعام ليسا من الضرورات التي تبيح المحظورات، واقتناء اللباس والطعام دليل قطعي على الانجراف في السيل الذي يوقع بنا في الهاوية، فالعدو دخل إلينا منها ليوردنا موارد الهلاك، فالحياء الذي هو الخير كله أو كله خير قد ودعناه مع اللباس الفاحش.. أما الطعام -الذي كان يجب أن يكون طيباً لكوننا أمة خير تدعو إلى الخير- قد تركنا زمامه في أيادي الأحبة حتى أنه ابتداء من غذاء المولود إلى الشيبة الذي هو على السرير الأبيض يأتي منهم..
أما نرى نسبة الأمراض المرتفعة ونسبة الأطفال المعذورين يرتفع يوماً بعد يوم وخاصة في بلادنا، إذا جاء إلينا أحد الإخوة وقال لنا لا تأكلوا منتوجاتهم لأنهم يدسون السم في العسل.. قلنا له هات دليلاً على ذلك، وقلنا له طيب والسيارات والطائرات والكمبيوترات.. وقلنا له: يا أخي أنت معقد...
و ننسى أن الله جل جلاله قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ } .. ولا يخفى على أحد منا أنهم يسعون في إهلاك حرث و نسل أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
أما نرى رجالنا ونساءنا وأولادنا وبناتنا وأطفالنا يقتنون كل وارد ويلبسون أبشع لبس ولا نرى في ذلك بأساً لأننا لا نريد أن نرى في ذلك بأساً، ولو أردنا أن نرى في ذلك بأساً لعلمنا حق علم أن كل ذلك لا يجلب إلينا إلا البؤس والشقاء.
إنني أعتقد أننا لو قاطعناهم في اللباس والطعام والألعاب والركض خلفهم يمكننا أن نستفيد من بعض الأشياء الواردة منهم التي تعتبر من الضرورات حقاً ولا يمكن الاستغناء عنها والتي تدخل ضمن قاعدة أنه يمكننا التعامل مع الكفار فيما يعود علينا بالفائدة كالطائرات والسيارات والكمبيوترات، وذلك الشيء لا يدفع بنا نحو الهاوية لأننا نكون قد صُنَّا أنفسنا وحفظناها بحفظ حدود الله ومن يحفظ الله يحفظه ومن يضيع الله يسلط عليه عدوه..
القضية كلها قضية تسليط العدو علينا بسبب إعجابنا به وانخراطنا في مسالكه.
قد يكون رسول الهدى تعامل مع اليهود وتعامل مع النصارى بالحسنى ولكنه وضع قاعدة أخرى قوية لإثبات الذات وعدم الذوبان في بوتقة الشعوب الأخرى وهي :"من تشبه بقوم فهو منهم".
وقال عليه الصلاة والسلام:"ليس منا من تشبه بغيرنا".
و قال صلوات ربي و تسليماته عليه:
« لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن) » . صحيح البخاري الجامع الصحيح 7320
فالذل الذي تمكن منا إنما هو نتاج ترك حبل الله والإعجاب بالكفار والتشبه بهم...
أما نحفظ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه(ومهما ابتغينا العز بغير الله أذلنا الله)..
ألا فلنحزم أمر المقاطعة ونبدأ بأنفسنا وأولا دنا وبناتنا وأزواجنا..
فأدلى أحدنا برأيه قائلا بأن المؤمن كَيِّس فطن وعزيز النفس قد يكون الاقتناء لبعض الأشياء لا يحمل ذلك الكثير من اللوم ولكن الحرص على ذلك والاعجاب بذلك وعدم التثبت من أمور كثيرة متعلقة بتلك الواردات، وإن دل فإنما يدل على زعزعة الثقة بالنفس وعدم التفكر وقد يدخل العدو إلينا من ذلك الباب..
لم نعط لذلك القول أهمية بالغة، لأن المشكلة التي نعاني منها أننا لا نسمع بعقلنا ولا نحب أن نستمع إلى آراء الآخرين، في أحيان كثيرة يحمل كلام الآخرين معاني كبيرة تغير في مجاري حياتنا أموراً عديدة ولكننا تعوَّدنا على التمسك بآرائنا ولا نكلف أنفسنا معاناة الاستماع..
ثم أن الأيام مرت وتحولت إلى سنين وبعد أن كان السوق فيه محلاً أو اثنين أو ثلاثة للمنتوجات الغربية أو الشرقية أصبحت الآن عشرات المحلات تحمل شعارات الغر ب والشرق، وأصبح اقتناء المنتوجات الغربية مصدر عز وفخر لدى الأغلبية، فالعطر فرنسي والشرشف أمريكي واللبس بريطاني، والحذاء إيطالي، والأكل خليط الدول كلها و..,..،و..
وكادت أعيننا عندما ترى العوام لا تفرق هل هم من دول شرقية أم غربية هل هم من أبناء جلدتنا أم هم جلدة غيرنا.. ولولا لون بشرتهم واسمهم ومراودتهم لأماكن الصلاة ولولا ما هو أشبه بالعباءة موضوع على كتف النساء ما كنا نفرق أبداً..
ثم أنه لما اشتد الضرب على رؤوسنا من قبل الأعداء بدأت ترفع شعارات المقاطعة فمنهم من استجاب لتلك الدعوات وقاطع بعضا من المنتوجات -لكن البيبسي والكولا حبيبتان لا يمكن الاستغناء عنهما، ففي الحقيقة أنهما ليستا الحبيبتان ولكن نسبة المادة المخدرة الموجودة فيه جعلتنا لا يمكننا الاستغناء عنهما- ..
إلا أنني أعتقد أنه لم يتشرب معنى المقاطعة في قلوبنا ولم تفهمه عقولـنا..
تعالوا معاً لـنـتـجـول في حديقة المقاطعة ونقطف ثمارها..
إن المقاطعة تعني مقاطعة العقل والقلب والظاهر والباطن، فإن العقل إذا كان مخموراً بالإعجاب والغفلة والقلب كان مغموراً بالحب والباطن أصابه الوهن أمام صوت القلب والعقل، ظهر ذلك على كل الحركات والسكنات..
فالتشبه في اللباس الذي عم بلاؤه في كل مكان كان يجب أن يحظى نصيباً كبيراً من المقاطعة والدعوة إلى المقاطعة..
والاعتماد الكلي على واردات الأطعمة كان يجب أن يحظى نصيباً كبيراً من المقاطعة والدعوة إلى المقاطعة..
اللباس والطعام ليسا من الضرورات التي تبيح المحظورات، واقتناء اللباس والطعام دليل قطعي على الانجراف في السيل الذي يوقع بنا في الهاوية، فالعدو دخل إلينا منها ليوردنا موارد الهلاك، فالحياء الذي هو الخير كله أو كله خير قد ودعناه مع اللباس الفاحش.. أما الطعام -الذي كان يجب أن يكون طيباً لكوننا أمة خير تدعو إلى الخير- قد تركنا زمامه في أيادي الأحبة حتى أنه ابتداء من غذاء المولود إلى الشيبة الذي هو على السرير الأبيض يأتي منهم..
أما نرى نسبة الأمراض المرتفعة ونسبة الأطفال المعذورين يرتفع يوماً بعد يوم وخاصة في بلادنا، إذا جاء إلينا أحد الإخوة وقال لنا لا تأكلوا منتوجاتهم لأنهم يدسون السم في العسل.. قلنا له هات دليلاً على ذلك، وقلنا له طيب والسيارات والطائرات والكمبيوترات.. وقلنا له: يا أخي أنت معقد...
و ننسى أن الله جل جلاله قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ } .. ولا يخفى على أحد منا أنهم يسعون في إهلاك حرث و نسل أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
أما نرى رجالنا ونساءنا وأولادنا وبناتنا وأطفالنا يقتنون كل وارد ويلبسون أبشع لبس ولا نرى في ذلك بأساً لأننا لا نريد أن نرى في ذلك بأساً، ولو أردنا أن نرى في ذلك بأساً لعلمنا حق علم أن كل ذلك لا يجلب إلينا إلا البؤس والشقاء.
إنني أعتقد أننا لو قاطعناهم في اللباس والطعام والألعاب والركض خلفهم يمكننا أن نستفيد من بعض الأشياء الواردة منهم التي تعتبر من الضرورات حقاً ولا يمكن الاستغناء عنها والتي تدخل ضمن قاعدة أنه يمكننا التعامل مع الكفار فيما يعود علينا بالفائدة كالطائرات والسيارات والكمبيوترات، وذلك الشيء لا يدفع بنا نحو الهاوية لأننا نكون قد صُنَّا أنفسنا وحفظناها بحفظ حدود الله ومن يحفظ الله يحفظه ومن يضيع الله يسلط عليه عدوه..
القضية كلها قضية تسليط العدو علينا بسبب إعجابنا به وانخراطنا في مسالكه.
قد يكون رسول الهدى تعامل مع اليهود وتعامل مع النصارى بالحسنى ولكنه وضع قاعدة أخرى قوية لإثبات الذات وعدم الذوبان في بوتقة الشعوب الأخرى وهي :"من تشبه بقوم فهو منهم".
وقال عليه الصلاة والسلام:"ليس منا من تشبه بغيرنا".
و قال صلوات ربي و تسليماته عليه:
« لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن) » . صحيح البخاري الجامع الصحيح 7320
فالذل الذي تمكن منا إنما هو نتاج ترك حبل الله والإعجاب بالكفار والتشبه بهم...
أما نحفظ قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه(ومهما ابتغينا العز بغير الله أذلنا الله)..
ألا فلنحزم أمر المقاطعة ونبدأ بأنفسنا وأولا دنا وبناتنا وأزواجنا..