ملاحظات مهمة وسريعة على محاولة الانقلاب العسكري في تركيا
ما يمكن أن نتعلمه من انقلاب تركيا أن القوة لا يردعها إلا القوة
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
حتى الآن؛ ما يجري هو مجرد محاولة انقلابية فاشلة، عشوائية ورعناء، يبدو أنها قد أعدت على عجل! ولا يمكن التأكد من أي شيء قبل ساعات الصباح الأولى. ليست المحاولة الأولى للانقلاب على أردوغان وربما لن تكون الأخيرة!
ومع ذلك:
1- نجاح هذه المحاولة الانقلابية يكون بنجاح الانقلابيين في الوصول لرأس السلطة الشرعية (الرئيس أردوغان أو رئيس الوزراء بن علي يلدرم أو وزير الدفاع)، وهو ما لم يحدث حتى الآن.. فأردوغان بخير، حتى رئيس الأركان تم تحريره.
2- نجاح الانقلاب كذلك يكون بقبول قطاعات الجيش وأفرعه المختلفة بالانقلاب، أو على الأقل السكوت عنه، (وهو ما لم يحدث حتى الآن، فقائد القوات البحرية والقوات الخاصة والمخابرات والشرطة مع الرئيس أردوغان).. القوة لا يردعها إلا القوة، مهما كانت شرعية النظام.
3- المعركة بين الشرطة والجيش محسومة لصالح الجيش، ما لم تتدخل قوات من الجيش رفضًا للانقلاب، وإذا استمرت المعركة بين الجيش والشرطة فقط؛ ففي أفضل الأحوال ستحدث حرب أهلية بين الجيش والشرطة.
4- إسقاط مقاتلات F16 لمروحية تابعة للانقلاب أكبر مؤشر على فشل هذا الانقلاب، فمن يملك سلاح الجو سيحسم هذه المعركة، وهذا ما كان ينقص النظام الشرعي في تركيا في مواجهة المجموعة الانقلابية!
5- أي مواجهة بين الشعب والجيش محسومة لصالح الجيش؛ هذا بديهي. ومع ذلك؛ لا تستهينوا بدعوات القادة السياسيين للشعب التركي للنزول للتظاهر! صحيح أن الدبابة لا يردعها إلا دبابة، والقوة لا تواجه إلا بالقوة، لكن وجود متظاهرين بأعداد كبيرة سيشغل القوات الانقلابية بمواجهتهم، كما سيظهر الرفض الشعبي للمحاولة (قارن بين هذا وتسلم الايادي).
6- رفض الأحزاب العلمانية والكردية للانقلاب هو تصريحات للاستهلاك المحلي، فالأمور لم تستتب بعد، وهو فرحون في قرارة أنفسهم، ولو نجح الانقلاب سيتعاملون معه. (أذكى من البرادعي و6 إبريل!)..
7- نفس الأمر ينعكس على المواقف الإقليمية والدولية، يصدرون الآن تصريحات تدعم الحكومة الشرعية من باب الاحتياط، لكنهم يتبينون الطرف الفائز على الأرض للتعامل معه.. ناهيك أن بعضهم متورط بشكل مباشر في هذا الانقلاب (الانقلاب يحمل بصمة إماراتية واضحة، طبعًا بمعاونة آخرين)
8- سيستغل أكراد سوريا هذا الأمر بشدة إن نجح، وسيحاولون السيطرة على باقي الحدود السورية التركية، لفرض أمر واقع جديد على الأرض حتى بعد فشل المحاولة الانقلابية في تركيا.
9- واضح أن الاتفاق التركي الإسرائيلي، كان مقدمة لحرق أردوغان سياسيًا وشعبيًا، قبل المحاولة الانقلابية. وهذا ما طُلب من الرئيس مرسي ورفض، فأي استجابة من الرئيس مرسي لمحاولات التقارب مع إسرائيل كان يعني حدوث الانقلاب أيضًا ولكنه بعد حرقه سياسيًا وشعبيًا.
10- ما يمكن أن نتعلمه من انقلاب تركيا أن القوة لا يردعها إلا القوة! من يطالبوننا باستنساخ التجربة التركية عليهم أن يعلموا الآن أن الأمر لا يتعلق بقيام أردوغان فصل الدعوي عن السياسي وهذه التبريرات السطحية الساذجة لعوامل نجاح التجربة التركية، فحين تتكلم الدبابة لا يردعها إلا دبابة، وتتجه العيون لمن معك ومن عليك من قادة الجيش، سواء أفصلت بين الدعوي والسياسي أم كنت خليفة المسلمين، وهذا ما كان ينقص مؤيدي الشرعية في مصر!.
أحمد نصار