74 - في المينـاء !!
أم هانئ
- فقال مغضبا: ألم يكن بيننا عشرة عجبا !! فأخذت أتوسل إليه، وهو يأبى صاما عن رجائي أذنيه؛ فاضطررت إلى طويل الانتظار، أعاني وطأة البرد والغثيان و شديد الدوار!!
- التصنيفات: تربية النفس - قصص مؤثرة -
تقـول صاحبتنا:
وفي الأخير وصلت سفينتنا إلى الميناء قبيل الفجر بقليل، ولكنهم لم يأذنوا لنا بمغادرة السفينة إلا بعد ساعات قليلة، جمعنا أمتعتنا، وإلى مغادرة الميناء تطوق قلوبنا، وهطلت دموعي حين وطأت قدماي أرض الميناء، وتنسمت بقوة عبير الهواء، أمّلت أن يكون وصولنا إلى ميناء بلدنا نهاية لشقائنا وعذابنا، ولكنه - وبكل أسف - كان وهما؛ فلم يكن إلا شقاءً متواصلا استغرق يوما: مضى اليوم بين زحام شديد، وتباطؤ من العاملين فريد، وبرد قارص ومحيط !! ولم يكن بي من حول ولا قوة؛ لذا تنحيت جانبا ولم أشاركهم مرة !!
ولما كنت دائما عطشى، أمّلت أن ماء بلدي قد يكون مختلفا، ولكنه كان محض وهم؛ فما إن قربته إلا وغلبني القيء؛ فأسرعتْ إلي أمي؛ تحنو عليّ محاولة التخفيف عني، فقلت لها: فضلا دعيني أنام أرضا؛ فارقدتني في جانب من الميناء، ودثرتني كثيرا بالغطاء، حينها تمنيت أن أفقد وعيي، ولا أفيق إلا في فراش بيتي. وحينما ولّى النهار، وأشتد على نفسي طويل الانتظار، توجهت إلى الله بالدعاء أن يرحمني من ذلك البلاء !!
وجاء أبي ليعلمني أنه أتم الاجراءات؛ فتهللت آملة في النجاة، قلت له برجاء: هيا إذن نغادرالميناء !
- قال بجد: ولكن باقي الرفقة لم يتموا بعد، ألا نعاونهم أوننتظرهم بعض الوقت !
- قلت له: ولم ننتظرهم، هيّا نرحل يسر الله أمرهم !!
- فقال مغضبا: ألم يكن بيننا عشرة عجبا !! فأخذت أتوسل إليه، وهو يأبى صاما عن رجائي أذنيه؛ فاضطررت إلى طويل الانتظار، أعاني وطأة البرد والغثيان و شديد الدوار!!
ويتبـع .