الاستماع و الإنصات

أبو الهيثم محمد درويش

  • التصنيفات: التفسير -

الاستماع : أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه ويتدبر
الإنصات : ترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه.
أمرنا سبحانه بكلا الأمرين عند حضور التلاوة ...لماذا؟؟
لأن من لازم الاستماع و الإنصات عندما  يتلى كتاب اللّه، ينال خيراً كثيراً وعلماً غزيراً، وإيماناً مستمراً متجدداً، وهدى متزايداً، وبصيرة في دينه.
 لذا بين سبحانه أن جزاء من فعلهما أن تناله رحمة الله تعالى ، فدل ذلك على أن من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت قد  يحرم  من الرحمة.
قال تعالى :
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف 204] .
قال السعدي في تفسيره :
هذا الأمر عام في كل من سمع كتاب اللّه يتلى، فإنه مأمور بالاستماع له والإنصات، والفرق بين الاستماع والإنصات، أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه.
وأما الاستماع له، فهو أن يلقي سمعه، ويحضر قلبه ويتدبر ما يستمع، فإن من لازم على هذين الأمرين حين يتلى كتاب اللّه، فإنه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا، وإيمانا مستمرا متجددا، وهدى متزايدا، وبصيرة في دينه، ولهذا رتب اللّه حصول الرحمة عليهما، فدل ذلك على أن من تُلِيَ عليه الكتاب، فلم يستمع له وينصت، أنه محروم الحظ من الرحمة، قد فاته خير كثير.
ومن أوكد ما يؤمر به مستمع القرآن، أن يستمع له وينصت في الصلاة الجهرية إذا قرأ إمامه، فإنه مأمور بالإنصات، حتى إن أكثر العلماء يقولون: إن اشتغاله بالإنصات، أولى من قراءته الفاتحة، وغيرها.
أبو الهيثم
#مع_القرآن