بسلوان تهجير وتهويد واستيطان
ملفات متنوعة
عُدت إلى سلوان مجددا، وكنت على موعد مع أزقة المدينة وسراديبها،
ودخلت الزقاق وتعمقت أكثر في معاناة السكان الفلسطينيين، في إطار جولة
نظمت الأحد بعنوان "الاستيطان بالقدس الشرقية والمس بحقوق الإنسان"
بادر بها مركز "إعلام" وجمعية "حقوق المواطن" ..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
عُدت إلى سلوان مجددا، وكنت على موعد مع أزقة المدينة وسراديبها،
ودخلت الزقاق وتعمقت أكثر في معاناة السكان الفلسطينيين، في إطار جولة
نظمت الأحد بعنوان "الاستيطان بالقدس الشرقية والمس بحقوق الإنسان"
بادر بها مركز "إعلام" وجمعية "حقوق المواطن" وشبكة أمين
الإعلامية.
العلم الإسرائيلي يرفرف عنوة فوق بعض المنازل الفلسطينية المشيدة منذ
العهد العثماني، والشركات الاستيطانية استولت على عشرات المنازل
العربية لفرض واقع جديد.
تجد بين أزقة سلوان -جوهر ومحور الصراع- توترا ينذر بصدام في حي بطن
الهوى والبستان ووادي حلوة، وكاميراتُ الشرطة في الأحياء توثق تحركات
العرب تحسبا لأي طارئ.
ويواصل المستوطنون اقتحام المنازل تحت حماية الحكومة الإسرائيلية التي
توفر لهم حراسة على مدار الساعة وترصد 15 مليون دولار لحماية كل منزل
يسيطرون عليه.
الحقوق الأساسية
وتحارب بلدية الاحتلال المواطنين العرب، باعتماد الإهمال والتنكيل
الممنهج والتنكر للحقوق الأساسية، حيث تعزز هذه السياسة ضائقة
الفلسطينيين.
تقول المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن "نسعى إلى إحراز
تقدم بحجم الخدمات المستحقة للفلسطينيين بالقدس، وفضح ومنع انتهاك
حقوق الذين ضموا إلى إسرائيل رغما عنهم".
وحسب المحامية عليان يقطن القدس الشرقية 300 ألف فلسطيني، 65% منهم
تحت خط الفقر وطائلة التهجير".
وقالت للجزيرة نت "من بين 92 ألف طالب من مختلف المراحل المدرسية،
هناك قرابة 12 ألف طالب بدون إطار تعليمي، حيث إنهم وعائلاتهم مهددون
بالطرد وسحب إقامتهم بادعاء أنهم لم يثبتوا أن مركز حياتهم
بالقدس".
أبرز مثالين
وشنت إسرائيل حربا على الأحياء العربية، والمثالان الأكثران بروزا
مؤخرا سلوان والشيخ جراح، حيث عانى سكانهما مصادرة أراضيهم وهدمها
وتوظيفها للاستيطان، وحرمانهم من البناء والتوسع.
وما يزيد الطين بلة ويصب الزيت على نار قد تشعل فتيل انتفاضة ثالثة،
تشجيع إسرائيل المتزايد للاستيطان اليهودي بقلب تلك الأحياء.
ويقول عضو اللجنة الشعبية في وادي حلوة جواد صيام "الحي جزء من قرية
سلوان التي استوعبت اللاجئين الفلسطينيين نتيجة النكبة وحرب 1967،
ومنذ قرار الضم لم يرخص أي مخطط سكني في الحي، وبما أن الزيادة
الطبيعة لم تتوقف، اضطر سكان المنطقة لبناء بيوتهم بدون تراخيص، ووجدت
عائلات كثيرة نفسها مشردة".
وأضاف للجزيرة نت "بالمقابل جمعية "ألعاد" الاستيطانية وبتكليف من
مختلف الحكومات الإسرائيلية، أخذت تنشط داخل الأحياء ووضعت يدها على
العديد من عقارات ومنازل الفلسطينيين ممن تم تشريدهم، فعشرات العائلات
اليهودية تقطن في قلب سلوان ويحظون بحماية الوحدات الخاصة
العسكرية".
نقطة التحول
وكانت نقطة التحول، في 1997 حين استولت "ألعاد" على أول منزل فلسطيني
بسلوان، بدعم مما يسمى "دائرة أراضي إسرائيل" وحارس أملاك الغائبين،
وتم توكيلها بحماية وحفظ "مدينة داود" الاستيطانية.
وتضاعف معدل الحفريات بسلوان ثلاث مرات، وأطلق عليها "حفريات إنقاذ"،
دمرت من خلالها الآثار العربية والإسلامية.
وترتبط البيوت العربية التي استولى عليها المستوطنين ارتباطا وثيقا مع
الموقع السياحي الاستيطاني "مدينة داود"، ويدخل السياح إلى المجمعات
الاستيطانية في قلب سلوان كجزء من جولتهم بالمنطقة.
ويبلغ عدد سكان سلوان قرابة 60 ألف نسمة يعيشون في منازل ممتدة على
600 دونم فقط.
القضية ليست هدم منزل، كما يقول عضو لجنة الدفاع عن سلوان مراد شافع،
فالحديث عن "معركة وجود"، فحسب المخططات، تهدف البلدية ليكون
الفلسطينيون بالقدس أقلية لا تتعدى نسبتهم 13%.
وتابع متحدثا للجزيرة نت "هناك أكثر من 12 بؤرة استيطانية داخل سلوان
تقطنها عشرات العائلات اليهودية، نحن في أوج المعركة، وإسرائيل تخطط
لتفريغ القدس الشرقية وتقليص عدد العرب فيها إلى 100 ألف بحلول
2020".