اللاءات العشر للخطبة المكتوبة
إن من الأمور التي تناقض الذوق والحس والواقع فرض ورقة على أكثر من خمسين ألف خطيب ليقولوها بنص دون زياد أو نقصان مع اختلاف بلدانهم وعلى اختلاف مقاماتهم وبيئاتهم ففي هذا وأد للكلمة وقتل للفهم وتجفيف لمنابع العلم لدى الأئمة والدعاة لذا كانت هذه اللاءات العشر
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
الحمد لله القائل على لسان نبيه: «البخاري [5767]).
» (صحيحوأصلي وأسلم على خير خطيب دعا وأعطى كل مقام مقاله وكل حادثة حديثها، فقال عن نفسه: «صحيح مسلم [523])، القائل في كل خطب وحادثة « » (صحيح البخاري [456]).
» (ثم أما بعد:
فإن من الأمور التي تناقض الذوق والحس والواقع فرض ورقة على أكثر من خمسين ألف خطيب ليقولوها بنص دون زياد أو نقصان مع اختلاف بلدانهم وعلى اختلاف مقاماتهم وبيئاتهم ففي هذا وأد للكلمة وقتل للفهم وتجفيف لمنابع العلم لدى الأئمة والدعاة لذا كانت هذه اللاءات العشر:
1- لا للخطبة المكتوبة: لأنها ستكون وسيلة للاستهزاء وسخرية من الجمهور بالداعية الذي أصبح في نظرهم أداة في أيدي غيره.
2-لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: تقتل حرارة التفاعل مع القضية التي هي أصل الموضوع ولا تستوي النائحة الثكلى بالنائحة المستأجرة.
3- لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: تقتل القبول من السامعين لأنها خارجة من اللسان وليست من الوجدان.
4- لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: تقتل النتيجة التي هي ثمرة الخطبة فهي في واد والواقع في واد.
5- لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: تقتل الحرية التي هي سمت العلماء والدعاة والمصلحين.
6- لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: كالدب الذي قتل صاحبه.
فواضع الخطبة المكتوبة يريد مصلحة البلاد وهو يقتلها من يحث لا يدري فأثر الخطبة المكتوبة سلبي لدى الخطيب والمستمع.
7-لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها تجعل الخطيب وفي واد والجمهور في واد أخر فالخطيب ما هو إلا طبيب يعالج الأمراض التي يراها في البيئة التي يعيش فيها وهذا ما اتفق عليه أرباب البلاغة حيث قالوا: لكل مقام مقال، ولكل حادثة حديث.
وهو ما اتفق عليه أرباب القلوب والعارفين: المؤمن ابن وقته.
وما اتفق عليه أرباب الفقه فقالوا: لكل وقت أذان.
8-لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها تدعو إلى الخمول والذوبان في شخصية كاتبها فيظهر الخطيب على المنبر كانه أداء يحركها الغير كما نرى في عالم المسرح كالعرس التي يحركها صاحبة من وراء ستار.
9-لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: تجميد للخطاب الديني لا تجديد وتحكير لا تنوير وفرض للرؤية الواحدة والنظرة القاصرة.
10- لا للخطبة المكتوبة؛ لأنها: وأد للحياة العلمية لدى الخطباء والدعاة، فهي دعوة صريحة لقتل البحث العلمي والقراءة والاطلاع بل هي دعوة لهجر حفظ الآيات والاحاديث والأثار.
وأخيرا يقول الله تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر:44].
السيد مراد سلامة