اعتقال شهود الجريمة

ملفات متنوعة

لا أفهم مغزى استدعاء أحد ضباط مباحث أمن الدولة في الجيزة للشيخ "أبو
يحيى" مفتاح محمد فاضل، واحتجازه منذ يوم الخميس الماضي وحتى الآن
بالمخالفة للقانون، حدث هذا رغم أن الشيخ أبو يحيى كان لتوه خارجا من
احتجاز آخر ..

  • التصنيفات: اليهودية والنصرانية -


لا أفهم مغزى استدعاء أحد ضباط مباحث أمن الدولة في الجيزة للشيخ "أبو يحيى" مفتاح محمد فاضل، واحتجازه منذ يوم الخميس الماضي وحتى الآن بالمخالفة للقانون، حدث هذا رغم أن الشيخ أبو يحيى كان لتوه خارجا من احتجاز أو اعتقال آخر سابق منذ لحظة القبض عليه مع السيدة "كاميليا شحاتة" في رحلة إشهار إسلامها بالأزهر، وظل رهن الاحتجاز قرابة أسبوعين قبل أن يفرج عنه، أبو يحيى لم يعد شخصا عاديا الآن، وإنما شخصية لها رمزية خاصة، رآها وسمعها الملايين في تسجيلات حية يتم تداولها على أوسع نطاق، بوصفه الشاهد الرئيسي على واقعة اختطاف كامليا شحاتة، والشاهد الرئيس على واقعة امتناع الإدارة الخاصة بالأزهر عن قبول إشهار كاميليا، أبو يحيى الذي تعرض لعملية عنف بالغ أثناء القبض عليه استدعت خياطة 18 غرزة في رأسه ينبغي أن يكون محميا الآن وليس مطاردا أو واقعا تحت الإكراه، لا يليق بأي قيادة أمنية أن تحتجز هذا الرجل النبيل أو تحاول تعريضه للإكراه والإرهاب من أجل أن يسكت.


وأنا أناشد السادة المحامين أن يبادروا بعمل بلاغات للنائب العام يطالبونه فيها بحماية هذا "الشاهد"، كما أن هذا بلاغ جديد لدكاكين حقوق الإنسان في بلادنا، هذا مواطن وشاهد يتعرض للاحتجاز القهري ومحاولة الإذلال والتخويف من أجل أن يسكت، فماذا أنتم فاعلون، أتصور أن "الأجندة" إياها لا تتعارض مع موقف أخلاقي وإنساني مع هذا "الشاهد"، أبو يحيى رجل صاحب تجارة وهناك تهديدات عديدة وصلته من مسؤولين بتدميره ماليا وجسديا إذا لم يلزم الصمت، وسكت الرجل عدة أيام كان يتعافى فيها بعد إطلاق سراحه، ثم أبى ضميره إلا أن يتكلم ويقول الحقيقة، ويحكي للعالم ما رآه وما عاشه، ويحكي قصة المواطنة الضحية "كاميليا شحاتة" وما جرى لها، وكيف تمت مطاردتها من المنيا إلى شوارع القاهرة حتى تم القبض عليها كإرهابية خطيرة تنتمي إلى تنظيم القاعدة، هناك حالة من الهوس تجري الآن في أوساط سياسية وأمنية ودينية تجاه هذا الملف، جميعهم يشعرون بالعار، كل من شارك في هذه الجريمة يشعر بالعار الآن ويريدون إسكات أي صوت يتكلم في الموضوع، الكنيسة تشعر بالعار وتحاول التجمل بالصمت المخزي، وعندما يضيق الخناق على بعض الكهنة يصرخ بأن صورة كاميليا المنشورة بالنقاب غير صحيحة، فاختزلوا الفضيحة في الصورة دون أن يجرؤ أحدهم على مواجهة الرأي العام بالإجابة على السؤال البديهي : طيب أين صاحبة الصورة يا راعي الكنيسة، لماذا لا تخرجونها إلى الناس والعالم والحرية، واتركوا الناس تعرف الحقيقة الكاملة، لكم أو عليكم، لماذا تحاولون دفنها وهي حية، لماذا تسترون شخصيتها وكيانها عن الناس وكأنها "عار" تهربون منه، والمؤسسة الدينية الإسلامية ممثلة في وزارة الأوقاف تطارد أي خطيب أو داعية وتهدده بالويل والثبور إن تكلم في موضوع "كاميليا" ويرسل محمود حمدي زقزوق مندوبين على عجل إلى مدن الصعيد خاصة يستدعي الخطباء والدعاة ويحذرهم من الدفاع عن حق "كامليا" في الحرية ويطالبهم "بدفن" الموضوع، والنيابة العامة تهرب من الموضوع تماما، ولا تريد فتح أي تحقيق في أي شيء يتصل به من قريب أو بعيد أو يجر خيوط الموضوع، والصحف القومية لديها تعليمات صارمة بتجاهل الواقعة، رغم أنها لا تمل من الحديث المعاد والمكرور ألف مرة عن مطرانية مغاغة والمحافظ والأنبا وتضعه في الصفحة الأولى.

أما ملف "كاميليا" الذي يتابعه الملايين الآن في مصر وخارجها، فصحافة "أزهى عصور الحرية" تغمض أعينها عنها، رغم أن معلوماتنا اليقينية أن رؤساء تحرير صحف قومية يقرأون هذا الملف يوميا في المصريون ويتابعونه باهتمام بالغ، ولكنها التعليمات، والجهاز الأمني ليس أفضل حالا من الصحف الحكومية، فهو ينفذ التعليمات، وملف كاميليا يمثل صداعا في رأس "الشيطان" القابع هناك في وكره لا يجرؤ على مواجهة الرأي العام ويصدر تعليماته وتوجيهاته من وراء ستار، وأما الصحافة الخاصة فهي تعمل وفق تعليمات صاحب دفتر الشيكات ولا تريد أن "تعكر" مزاجه بمثل هذا الموضوع، والإنجليز هم الذين اخترعوا المثل الجميل "من يدفع للزمار يختار اللحن الذي يعجبه" !!
 
جمال سلطان

 
22-08-2010  م
 

المصدر: جمال سلطان - المصريون