وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: التفسير -
من أخلاق الإسلام حتى مع العدو الخائن :
إذا كان بين الأمة المسلمة و غيرها عهد و علم عن الآخر خيانة العهود أو دلت الشواهد على ذلك فهل يبدأ المسلمون بالغدر ؟؟؟
القرآن حدد الطريقة المثلى للتعامل مع أمثال هؤلاء : و هي التصريح بإنهاء العهود و الاتفاقيات و لم يبح للمسلمين الخيانة المباشرة دون إعلام الغير بنبذ الاتفاقيات و إلغائها .
هذه أخلاق الإسلام يرفعها عالية فوق هام ابنائه ليعلم أهل الأرض أنه لا دين و لا أخلاق مثل دين و أخلاق الأمة المسلمة ..و إن ظهر عكس ذلك فهو تقصير من المسلمين في تطبيق منهجهم .
قال تعالى : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ } [الأنفال 58] .
قال السعدي في تفسيره :
أي: وإذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على ترك القتال فخفت منهم خيانة،بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم بالخيانة.
{ فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ } عهدهم، أي: ارمه عليهم، وأخبرهم أنه لا عهد بينك وبينهم. { عَلَى سَوَاءٍ } أي: حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك، ولا يحل لك أن تغدرهم، أو تسعى في شيء مما منعه موجب العهد، حتى تخبرهم بذلك.
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ } بل يبغضهم أشد البغض،فلا بد من أمر بيِّنٍ يبرئكم من الخيانة.
ودلت الآية على أنه إذا وجدت الخيانة المحققة منهم لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم، لأنه لم يخف منهم، بل علم ذلك، ولعدم الفائدة ولقوله: { عَلَى سَوَاءٍ } وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدرهم.
ودل مفهومها أيضا أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة، بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم، بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته.
أبو الهيثم
#مع_القرآن