(48) معرفة الله، المهلكات الثلاثة، التوحيد
أبو الهيثم محمد درويش
مختارات من كتب ابن القيم، المهلكات الثلاثة للشافعي، محمد بن عبد الوهاب والتوحيد.
- التصنيفات: التوحيد وأنواعه - أعمال القلوب -
مختارات من كتب ابن القيم
أكمل الناس معرفة بالله جل وعلا
"من النَّاس من يعرف الله بالجود والإفضال وَالْإِحْسَان، وَمِنْهُم من يعرفهُ بِالْعَفو والحلم والتجاوز، وَمِنْهُم من يعرفهُ بالبطش والانتقام، وَمِنْهُم من يعرفهُ بِالْعلمِ وَالْحكمَة، وَمِنْهم من يعرفهُ بِالْعِزَّةِ والكبرياء، وَمِنْهُم من يعرفهُ بِالرَّحْمَةِ وَالْبر واللطف، وَمِنْهُم من يعرفهُ بالقهر وَالْملك، وَمِنْهُم من يعرفهُ بإجابة دَعوته وإغاثة لهفته وَقَضَاء حَاجته. وأعم هَؤُلَاءِ معرفَة من عرفه من كَلَامه، فَإِنَّهُ يعرف رَبًّا قد اجْتمعت لَهُ صِفَات الْكَمَال ونعوت الْجلَال، منزّه عَن الْمِثَال، برِئ من النقائص والعيوب، لَهُ كل اسْم حسن، وكل وصف كَمَال، فعّال لما يُرِيد، فَوق كل شَيْء وَمَعَ كل شَيْء وقادر على كل شَيْء ومقيم لكل شَيْء، آمرناه مُتَكَلم بكلماته الدِّينِيَّة والكونية، أكبر من كل شَيْء وأجمل من كل شَيْء، أرْحم الرَّاحِمِينَ، وأقدر القادرين، وَأحكم الْحَاكِمين، فالقرآن أنزل لتعريف عباده بِهِ وبصراطه الْموصل إِلَيْهِ وبحال السالكين بعد الْوُصُول إِلَيْهِ" (الفوائد).
المهلكات الثلاث
ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَةُ الأنامِ *** وداعيةُ الصحيحِ إلى السِّقامِ
دَوامُ مُدَامَةٍ وَدَوَامُ وطءٍ *** وإدخالُ الطَّعامِ على الطعامِ
(الشافعي)
علامات الشقوة
قال الفضيل بن عياض: "خمسٌ مِن علامات الشِّقوة: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول الأمل".
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب:
باب: من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
وقول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120].
وقال: {وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون:59].
عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟
فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لُدِغت.
قال: فما صنعت؟
قلت: ارتقيت.
قال: فما حملك على ذلك؟
قلت: حديث حدثناه الشعبي.
قال: وما حدثكم؟
قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب، أنه قال: لا رقية إلا من عين أو حمة.
قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع.
ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « »، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: « »، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادْعُ الله أن يجعلني منهم. قال: « »، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: « » (صحيح مسلم [220]).
فيه مسائل:
- الأولى: معرفة مراتب الناس في التوحيد.
- الثانية: ما معنى تحقيقه.
- الثالثة: ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يكن من المشركين.
- الرابعة: ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك.
- الخامسة: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
- السادسة: كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل.
- السابعة: عمق علم الصحابة لمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل.
- الثامنة: حرصهم على الخير.
- التاسعة: فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية.
- العاشرة: فضيلة أصحاب موسى.
- الحادية عشرة: عرض الأمم عليه، عليه الصلاة والسلام.
- الثانية عشرة: أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها.
- الثالثة عشرة: قلة من استجاب للأنبياء.
- الرابعة عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
- الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة.
- السادسة عشرة: الرخصة في الرقية من العين والحمة.
- السابعة عشرة: عمق علم السلف لقوله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن كذا وكذا. فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني.
- الثامنة عشرة: بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه.
- التاسعة عشرة: قوله: « » علم من أعلام النبوة.
- العشرون: فضيلة عكاشة.
- الحادية والعشرون: استعمال المعاريض.
- الثانية والعشرون: حسن خلقه صلى الله عليه وسلم.