رسالة من كاميليا (قصة قصيرة)

ملفات متنوعة

إخوانى فى الإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أولاً جزاكم
الله عنى خير الجزاء وأحسن الله إليكم على وقفتكم معى ودعاءكم لى
وتبنيكم لقضيتى ، كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منكم القيام والصيام
..

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

إخواني في الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً جزاكم الله عنى خير الجزاء وأحسن الله إليكم على وقفتكم معي ودعاءكم لي وتبنيكم لقضيتي، كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منكم القيام والصيام، للأسف أنا ممنوعة في محبسي من الصيام ومن القيام ومن القرآن بل ممنوعة من تغطية وجهي أمام الرجال، أخذوا نقابي فغطيت وجهي بيدي فمنعوني حتى من ذلك فالله المستعان.

معذرة، فقد نسيت أنا أعرفكم بنفسي، اسمي كاميليا شحاتة، أنا امرأة كنت نصرانية حتى وقت قريب بل وزوجة لكاهن حتى ألقى الله عز وجل في قلبي نور الهداية ومحبة الإيمان فاعتنقت هذا الدين بعد أن تيقنت أنه لا دين بحق سواه وظللت فترة أخفى إسلامي حتى استخرت الله وتوكلت عليه وقررت أن أشهر هذا الإسلام وأن أفارق زوجي النصراني وأبدأ حياة أستطيع أن أذوق فيها حلاوة الصيام والقيام والقرآن دون أن أتخفى ودون أن أخشى أن يراني أحد.

لم يكون يدور بخلدي قط أن قرار إشهار إسلامي سيجعلني قصة يسير بها الركبان وتصل حيث تصل الشمس، لم أتصور وأنا أشهر إسلامي في بلد الأزهر أن يحدث لي ما حدث، نعم توقعت بعض المتاعب ولكن ما خطر ببالي أن تكون من مسلمين ولا من مؤسسات الدولة، كذلك ما خطر ببالي قط ما لاقيته وما زلت ألاقيه من أهوال.

لم أتصور أن إشهار إسلامي في مصر يمكن أن يذيقني كل هذا العذاب، أنا يا إخواني ورب الكعبة لا أشكو بل والله أكاد استعذب العذاب ومهما قلت لكم عن كيف ربط الله على قلبي حتى كاد السجان أن يفقد صوابه -بل فقده مرات- من ثباتي بفضل الله، وأنا والله لا أقول ذلك تزكية لنفسي بل أقوله رحمة لقلوب إخواني التي تتفطر لأجل امرأة مسلمة لا معتصم لها فوامعتصماه.


إخواني أكتب إليكم اليوم لأقول أنه ومع قسوة ما أتعرض له وهول ما أراه في محبسي لكنني لم أندم على إسلامي قط بل ولم اندم على إعلان هذا الإسلام للدنيا، ولم أجد في حلقي أي مرارة، لكن الذي يقهر ويفتت الكبد ويفت في عضدي والذي هد في هداً هو ما حدث معي من مصر الدولة.

لم أكن أتصور قط!قط!قط! أن يحدث معي ما حدث من مصر الدولة!! لم أكن أتصور قط!قط!قط! أن يحدث معي ما حدث من الأزهر!!!! لم أكن أتصور أن يحدث تواطؤ رسمي بهذا الحجم، يسلموني!!! كيف؟ يسلموني بيدهم للكنيسة ويتركوني وينصرفوا؟ كيف وحادثة أختي وفاء مازالت في الأذهان؟

الذي حدث معي من الأزهر ومن الجهات الأمنية عار ليس كمثله عار، وخزي ليس كمثله خزي!!
كون الكنيسة تفعل بي ما تفعله الآن -آه لو تعلمون ما يفعلونه بى لنبشتم قبر المعتصم- أقول كون الكنيسة تفعل بي ما تفعله الآن فهذا مفهوم بعد أن بدا أن النصرانية في مصر في خطر وأنها في طريقها للانقراض، كون الكنيسة تفعل معي ما تفعله فهو مفهوم بعد أن تحولت إلى دولة قمعية داخل الدولة.

كل هذا مفهوم لكن الذي لا يمكن أن يكون مفهوماً ويكاد أن يصيبني بالجنون -الذي لم تنجح حبوب الهلوسة التي يقدموها لي في إحداثه- الذى سيصيبنى بالجنون هو ما حدث معي داخل صحن الأزهر وداخل مباني الدولة المصرية المسلمة، تصوروا أني أخذت من داخل صحن الأزهر ثم سلمت للجهات الأمنية ومنها إلى المجهول حيث أرى ما لا يعلمه إلا الذي هداني لنور الإسلام.
الذي يشغلني عن ألم التعذيب في محبسي أسئلة لا أجد لها إجابة، أسئلة تزيد من الشعور بالمرار والفزع.


أكثر ما يؤلمنى فى هذه الأحداث هو أن أخوات كثيرات مثلى كانوا فى طريقهم للإسلام نعم كثيرون وكثيرات كانوا في الطريق، الآن وبعد ما كان هل يجرؤ أحد منهم على الاقتراب أو التفكير؟

إخواني هذه بعض أسئلة تقض مضجعي -في الحقيقة هم لا يتركوني لأضجع أصلاً- أسئلة أكتبها لكم عسى أن أجد إجابة شافية أو مسكنة لألم الإحباط لا ألم العذاب.

في الحقيقة هو سؤال واحد، نعم، أنا أسأل سؤالاً واحداً بلغة عربية مبينة وبكلام لا لبس فيه: ما هي جنايتي؟ بالله عليك أيها العالم الحر، يا من صارت الحرية فيك وثناً يعبد أحياناً من دون الله، يا من تتدخل قصراً في هايتي والصومال والعراق وأفغانستان لضمان الحرية، وتنشر التقارير السنوية عن حالة الحرية في كل بقاع الأرض، أيها العالم الحر أجبني.


أجيبوني لو كان فيكم رجل حر منصف، ما هي جنايتي؟ ما هي جريمتي؟ ألست امرأة من التي تحاربون لأجل حريتها في الزنا وحريتها في العرى وحريتها في الإجهاض؟
أنا واحدة من الخلق الذين تحاربون لأجل حريتهم في الاعتقاد سمعت عن دين الإسلام فأعجبني فاعتنقته فأين الجريمة التي أحبس لأجلها؟
أنتم تصرخون من أجل خالد سعيد وتعربون عن قلقكم وتصرون على كشف ما حدث وهذا حسن، فلماذا لا تسألون عنى؟ ولماذا لا يسأل سفرائكم في مصر عنى؟ ولماذا لا ترسلون من يتقصى الحقيقة؟؟؟

تباً لحريتكم الزائفة ونظرتكم العوراء وانحيازكم الفاضح، لهذا تركت دينكم ودخلت الإسلام.
يا نصارى مصر هل دينكم يقبل ما أنا فيه هل دينكم يقبل أن ألاقى كل هذا، أنتم طالما ناديتم بحرية العقيدة واتهمت الإسلاميين في مصر بالإرهاب لأنهم ينادون بقتل من ارتد عن الإسلام وكدتم أن تحدثوا فتنة لأجل إلغاء المادة الثانية وتحويل مصر إلى دولة قانون وضعي، دولة مدنية يصبح الإنسان فيها (حر ما لم يضر)، ألست حرة أن أعتنق أي دين أحب؟


أجيبوني أنا محبوسة لماذا؟ أنا أعذب لماذا؟ أنا ممنوعة من الظهور للناس لماذا؟ أريد أن أفهم كيف تصمت الدولة عن تقديم توضيحات للناس بشأني؟ كيف يُحفظ ملف التحقيق في موضوعي؟

كيف تكال للدولة وللكنيسة هذه التهم دون أن تتحرك الدولة لتدافع عن نفسها كما دافعت عن نفسها بمنتهى الشراسة في حالة خالد سعيد ولفقت تقارير ودفعت بالشهود وفتحت تحقيقات؟
ما الفرق؟ الفرق أن الدولة في حالة خالد سعيد كانت هي الطرف الأقوى أما في حالة كاميليا المسكينة - التي لم تشاهد النور منذ أخذوها ولم تتمكن من الصلاة واقفة بل تصلى بعينيها دون وضوء أو تيمم منذ خطفوها ولم تعانق مصحفها منذ حبسوها- في حالة كاميليا هذه الدولة هي الطرف الأضعف، نعم هذا هو التفسير المنطقي والوحيد لصمت الدولة التام وحفظ التحقيق، الدولة أضعف من الكنيسة والدولة المصرية تعرف أن الذي حدث فضيحة وكارثة وعار لكنها عاجزة لأنها الطرف الأضعف.


يا عالم أليست مصر دولة إسلامية؟ ألسنا على الحق؟ أليسوا على الباطل؟ فلماذا نعط الدنية في ديننا؟
أليست مصر دولة تعظم من قيمة الحرية؟ أين منظمات حقوق المرأة التي سخرت من النقاب والحجاب واللحية؟
أين المنظمات التي أنفقت الملايين لأجل منع ختان المرأة؟
ما هي جنايتي يا عالم؟

أنا أريد أن أخرج، أنا لست مجرمة، أنا مسلمة، في بلد مسلم، اخترت الإسلام بإرادتي واعتنقته برغبتي وسأعيش ما بقى من عمري مسلمة وسأموت إن شاء الله مسلمة.

أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله.
أنا مسلمة رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه نبياً ورسولاً.
{يس . وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ . إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [يس:1-4] ..

خالد الشافعي
[email protected]


المصدر: خالد الشافعي - خاص بموقع طريق الإسلام