هل نفهم معادلة الحراك الشعبي قبل فوات الأوان ؟
ملفات متنوعة
عمدت الكنيسة إلى تكريس التعصب الديني منذ تربع شنودة الثالث على
عرشها فيما يزيد عن الثلاثة عقود أنتجت خلالها جيلاً رضع الكراهية
والحقد مع اللبن المر؛ كما تراهن الكنيسة على نسيان المسلمين وتسامحهم
...
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
إن ما يجري في الساحة المصرية اليوم لهو مما يثير العجب
حقاً!!
فالكنيسة المصرية تكاد تستقل بحكم ذاتي وتتمادى إلى أبعد الحدود في الظلم والتكبر وإثارة النعرات الطائفية والانفصالية لدى الأقباط متناسية أنهم أقلية محدودة القوى مهما امتلكوا من أدواتها؛ وأن مصدر ثرواتهم المتعاظمة إنما جاء من جيوب الأكثرية المسلمة؛ وأن أي تصعيد في الأوضاع ليس في صالحهم مادياً ولا مأموناً على أرواحهم ودمائهم عملياً.
فقد عمدت الكنيسة إلى تكريس التعصب الديني منذ تربع شنودة الثالث على عرشها فيما يزيد عن الثلاثة عقود أنتجت خلالها جيلاً رضع الكراهية والحقد مع اللبن المر؛ كما تراهن الكنيسة على نسيان المسلمين وتسامحهم خاصة وأن الحكومة قد أعلنت الانبطاح الكامل أمامها خشية على مصالح فئة محدودة متنفذة في أمر البلاد.
ونسي هؤلاء جميعاً ما يتم تكريسه عبر كل تلك العقود من المهانة والشعور بالاضطهاد لدي أكثرية شعب مصر من المسلمين !!
كما لم يلاحظ الجميع ـ الحكومة والكنيسة ـ التطور الحركي الذي يتضخم تدريجياً ـ وإن كان بطيئاً نوعاً ما ـ في واقع المصريين فما حدث من سخونة وتورم في الواقع المصري أبان مأساة أختنا وفاء قسطنطين تقبلها الله؛ كان احتقاناً نتج عن فورة غضب مكتومة في ضمائر المسلمين؛ لكن أحداً لم يلتفت إليها لأن الأزمة مرت على خير ما يرام كما ترائي لشنودة وزمرته مما زادهم تيهاً وأرقصهم طرباً وخدرهم بشعور موهوم بالنصر المزعوم.
ثم تلتها أحداث محرم بيك بالأسكندرية بعد مسرحية "الأعمى الذي ازداد عمى" السافلة؛ ومع ضخامة الاحتجاجات وعفويتها إلا أن الأحداث مرت تلكم المرة أيضاً مرور الكرام وانكسرت الموجه دون خسائر تذكر في صفوف النصارى؛ بل وكشفت المسلمات الحرائرفي شوارع الإسكندرية وقتل أحد المسلمين دفاعاً عن إحداهن؛ وهو الأخ الشهيد "مصطفى مشعل" رحمه الله تعالى؛ كل ذلك كان مما أغرى النصارى بالمضي قدماً وأشعرهم بأنهم خرجوا منتصرين مرة أخرى في معركة هم افتعلوها وما علموا أنهم سيصطلون بنارها إن شاء الله.
وما يحدث اليوم من حراك في الشارع المصري من خروج آلاف الشباب المسلم في مظاهرات علنية صاخبة تندد بالجميع بدءاً برأس النظام ووزير داخليته وجهاز أمنه ومروراً بشيخ الأزهر والمفتي وتعريجاً على شنودة وبطانته؛ إن هذا الذي يحدث لهو شيء جديد في ظاهره؛ وقديم في حقيقته!! فإن ما يحدث اليوم هو نتيجة تراكمية لما كان بالأمس ..
والجديد في الأمر حقاً؛ هو أن هذا الشباب لا ينتمي لجماعة الإخوان ـ الذين لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً في هذه الفتنة ـ وإنما هم في أغلبهم من السلفيين تربى معظمهم على فتاوى تحريم المظاهرات، ولم يكن هؤلاء وحدهم وإنما تعاطف معهم الكثيرون من عوام المسلمين.
كما اضطر مشايخ وعلماء المسلمين ـ حفظهم الله ـ للخروج عن صمتهم وقول كلمة الحق إلا قليلاً منهم ؛ مما أعاد لأولئك الأفاضل دورهم الحقيقي والريادي في قيادة جموع المسلمين مرة أخرى ولو كان هذا بضغط من القاعدة التحتية.
وشارك في الاحتجاج والدعوة لإنهاء "الانتداب الكنسي على مصر" العديد من الكتاب والمفكرين من الإسلاميين بل والعلمانيين وبعض منصفي النصارى؛ وقليل ما هم..
كل ما ذكرت من مظاهر الحراك وغيرها مما لم أذكر تمثل بداية السيل الذي يوشك أن يبلغ الذبى ؛ وهي إرهاصات وبشائر مرحلة جديدة ؛ بل هي المسحة التي أطلقت المارد من قمقمه؛ وما لم يفقه المتصدرون في سدة الحكم في بلادنا ومن احتمى واتقى بهم في الداخل؛ ومن ضغط عليهم وخوفهم من الخارج؛ ما لم يفكوا رموز هذه الهمهمة أو يترجموا إشارات القلق الإسلامي؛ فليرتقبوا طوفاناً لا قبل لهم به من غضب الله وغضب الناس..
كاميليا شحاتة أصبحت حقاً هي الموقظة وهي الفاضحة والكاشفة ؛ فقد أيقظت المؤمنين وفضحت المجرمين وكشفت المتآمرين؛ كاميليا شحاتة صارت رمزاً لمرحلة جديدة من التصدي للظلم والظالمين ؛ هي حقاً حالة من العصيان المدني والإيماني في وجه فرعون الكنيسة وعمله وفي وجوه من ورائه من الفراعين والمستكبرين.
كاميليا شحاتة صارت تجسيداً حياً للمرأة المصرية المؤمنة التي تجوع ولا تأكل بشرفها وتموت ولا تتخلى عن دينها ؛ هي ليست كاميليا!! وإنما هي آسية بنت المزاحم أم موسى بالتربية؛ وهاجر المصرية أم العرب؛ ومارية القبطية أم المسلمين؛ هي عنوان لصفحة جديدة من الاستعلاء بالإيمان والاعتزاز بالإسلام؛ وامرأة مؤمنة عرفت الحق فاتبعته وآمنت به؛ وأحرجت الرجال ـ كل الرجال ـ حتى صارت بحق رمزاً للصبر والتضحية وفيصلاً في معركة الولاء والبراء وبداية ليقظة ما قبل الحضور.
فالكنيسة المصرية تكاد تستقل بحكم ذاتي وتتمادى إلى أبعد الحدود في الظلم والتكبر وإثارة النعرات الطائفية والانفصالية لدى الأقباط متناسية أنهم أقلية محدودة القوى مهما امتلكوا من أدواتها؛ وأن مصدر ثرواتهم المتعاظمة إنما جاء من جيوب الأكثرية المسلمة؛ وأن أي تصعيد في الأوضاع ليس في صالحهم مادياً ولا مأموناً على أرواحهم ودمائهم عملياً.
فقد عمدت الكنيسة إلى تكريس التعصب الديني منذ تربع شنودة الثالث على عرشها فيما يزيد عن الثلاثة عقود أنتجت خلالها جيلاً رضع الكراهية والحقد مع اللبن المر؛ كما تراهن الكنيسة على نسيان المسلمين وتسامحهم خاصة وأن الحكومة قد أعلنت الانبطاح الكامل أمامها خشية على مصالح فئة محدودة متنفذة في أمر البلاد.
ونسي هؤلاء جميعاً ما يتم تكريسه عبر كل تلك العقود من المهانة والشعور بالاضطهاد لدي أكثرية شعب مصر من المسلمين !!
كما لم يلاحظ الجميع ـ الحكومة والكنيسة ـ التطور الحركي الذي يتضخم تدريجياً ـ وإن كان بطيئاً نوعاً ما ـ في واقع المصريين فما حدث من سخونة وتورم في الواقع المصري أبان مأساة أختنا وفاء قسطنطين تقبلها الله؛ كان احتقاناً نتج عن فورة غضب مكتومة في ضمائر المسلمين؛ لكن أحداً لم يلتفت إليها لأن الأزمة مرت على خير ما يرام كما ترائي لشنودة وزمرته مما زادهم تيهاً وأرقصهم طرباً وخدرهم بشعور موهوم بالنصر المزعوم.
ثم تلتها أحداث محرم بيك بالأسكندرية بعد مسرحية "الأعمى الذي ازداد عمى" السافلة؛ ومع ضخامة الاحتجاجات وعفويتها إلا أن الأحداث مرت تلكم المرة أيضاً مرور الكرام وانكسرت الموجه دون خسائر تذكر في صفوف النصارى؛ بل وكشفت المسلمات الحرائرفي شوارع الإسكندرية وقتل أحد المسلمين دفاعاً عن إحداهن؛ وهو الأخ الشهيد "مصطفى مشعل" رحمه الله تعالى؛ كل ذلك كان مما أغرى النصارى بالمضي قدماً وأشعرهم بأنهم خرجوا منتصرين مرة أخرى في معركة هم افتعلوها وما علموا أنهم سيصطلون بنارها إن شاء الله.
وما يحدث اليوم من حراك في الشارع المصري من خروج آلاف الشباب المسلم في مظاهرات علنية صاخبة تندد بالجميع بدءاً برأس النظام ووزير داخليته وجهاز أمنه ومروراً بشيخ الأزهر والمفتي وتعريجاً على شنودة وبطانته؛ إن هذا الذي يحدث لهو شيء جديد في ظاهره؛ وقديم في حقيقته!! فإن ما يحدث اليوم هو نتيجة تراكمية لما كان بالأمس ..
والجديد في الأمر حقاً؛ هو أن هذا الشباب لا ينتمي لجماعة الإخوان ـ الذين لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً في هذه الفتنة ـ وإنما هم في أغلبهم من السلفيين تربى معظمهم على فتاوى تحريم المظاهرات، ولم يكن هؤلاء وحدهم وإنما تعاطف معهم الكثيرون من عوام المسلمين.
كما اضطر مشايخ وعلماء المسلمين ـ حفظهم الله ـ للخروج عن صمتهم وقول كلمة الحق إلا قليلاً منهم ؛ مما أعاد لأولئك الأفاضل دورهم الحقيقي والريادي في قيادة جموع المسلمين مرة أخرى ولو كان هذا بضغط من القاعدة التحتية.
وشارك في الاحتجاج والدعوة لإنهاء "الانتداب الكنسي على مصر" العديد من الكتاب والمفكرين من الإسلاميين بل والعلمانيين وبعض منصفي النصارى؛ وقليل ما هم..
كل ما ذكرت من مظاهر الحراك وغيرها مما لم أذكر تمثل بداية السيل الذي يوشك أن يبلغ الذبى ؛ وهي إرهاصات وبشائر مرحلة جديدة ؛ بل هي المسحة التي أطلقت المارد من قمقمه؛ وما لم يفقه المتصدرون في سدة الحكم في بلادنا ومن احتمى واتقى بهم في الداخل؛ ومن ضغط عليهم وخوفهم من الخارج؛ ما لم يفكوا رموز هذه الهمهمة أو يترجموا إشارات القلق الإسلامي؛ فليرتقبوا طوفاناً لا قبل لهم به من غضب الله وغضب الناس..
كاميليا شحاتة أصبحت حقاً هي الموقظة وهي الفاضحة والكاشفة ؛ فقد أيقظت المؤمنين وفضحت المجرمين وكشفت المتآمرين؛ كاميليا شحاتة صارت رمزاً لمرحلة جديدة من التصدي للظلم والظالمين ؛ هي حقاً حالة من العصيان المدني والإيماني في وجه فرعون الكنيسة وعمله وفي وجوه من ورائه من الفراعين والمستكبرين.
كاميليا شحاتة صارت تجسيداً حياً للمرأة المصرية المؤمنة التي تجوع ولا تأكل بشرفها وتموت ولا تتخلى عن دينها ؛ هي ليست كاميليا!! وإنما هي آسية بنت المزاحم أم موسى بالتربية؛ وهاجر المصرية أم العرب؛ ومارية القبطية أم المسلمين؛ هي عنوان لصفحة جديدة من الاستعلاء بالإيمان والاعتزاز بالإسلام؛ وامرأة مؤمنة عرفت الحق فاتبعته وآمنت به؛ وأحرجت الرجال ـ كل الرجال ـ حتى صارت بحق رمزاً للصبر والتضحية وفيصلاً في معركة الولاء والبراء وبداية ليقظة ما قبل الحضور.
المصدر: د. خالد سعيد عبد القادر - خاص بموقع طريق الإسلام