اللّهم توبة!
بسمة موسى
واسَوأتاه و إن عَفا، واحسرتاه على ما مَضى، فَما فَرَّط في جَنبِ الجليل إلا الذي ما ذاق حلاوة الاقتراب وما عَرف.
- التصنيفات: تربية النفس - أعمال أدبية -
أُخطُ إلى الخلف قليلاً و راقب نَفسَك، كم كَبرت؟ كم تَقَدَّمت؟ كم تأخرت؟ كم سقطت وكم هَويتَ؟ وكم مِن لحظةٍ أخيرةٍ احتضنتك قبل لحظة الارتطام؟
كَم أقبَلتَ على النُّصُب تَبغي ذبح نفسك، وزَكّاك؟
كم أصابك الوَهَن والرُّكون وما أخذك حال انتكاسك، وعافاك؟
كم اجترأت وكم انتهكت وكم حُمت حول الحِمى، وما وَجلت؟
لإن تَذَرَّعت بأنه الحليم، رَدَّ عليك قوله بأن عذابه هو العذاب الأليم
وهو غافرٌ، غفورُ، غفّارُ لِمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثُم اهتدى
واسَوأتاه وإن عَفا، واحسرتاه على ما مَضى
فَما فَرَّط في جَنبِ الجليل إلا الذي ما ذاق حلاوة الاقتراب وما عَرف
و ما نَهَل من فُيوضات الأُنس به و اغترف
و استغرقته السّاحرة المُزَيَّفة، وما بَصُرَ ما عِزّ المؤمنِ وما الشَّرَف
وليته سعيد!
بل مَحزونٌ، شَقيٌ، مفطورٌ قلبه، و إن ادّعى وادّعى، فإنّا لله نَفخةً من رَوحه، وبه نلتجي ونرتجي ونستعين في المسير على الدرب الذي عليهِ، إليه راجعون!
فاللهم أَوبة، اللهم تَوبة، اللهم للروحِ سَكَناً و سكينةً، حتى نلقاك.