جدل بيزنطي: والله غالبٌ

ممدوح إسماعيل

شاهدت جدلاً بيزنطياً منتشرأً بين شخصين من رافضي الانقلاب، طرفٌ ثائرٌ يربد هدم الدولة الظالمة، وطرف سياسيٌ يريد التصالح مع الدولة الظالمة.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر -

شاهدت جدلاً بيزنطياً منتشرأً بين شخصين من رافضي الانقلاب، طرفٌ ثائرٌ يربد هدم الدولة الظالمة، وطرف سياسيٌ يريد التصالح مع الدولة الظالمة.
وأقول للطرفين أنتم لاتملكون لاهذا ولاذاك، ولكن حتى لو ملكتم الأمر ليس بأيديكم، يوجد سننٌ ربانيةٌ للقرى التي علا فيها الظلم -من قضائها وشرطتها وجيشها وإعلامها ومترَفيها-وانتهكوا حرمات الله وحدوده ولم يُنكَر عليهم كما في قوله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} [الحج: 45]، {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الأنبياء: 11].
أما الفراعنة والطواغيت من الحكام فلهم عقابهم فقد قال الله في كتابه العزيز: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40]. 
فعقاب الله لن يسَرِعه طالبٌ ولن يؤخره رافض، ومانشاهده في مصر من تدهورٍ خير دليلٍ على آيات الله، فقد حكم عسكر الانقلاب الظَلمة وتدفق عليهم المال الخليجي، ولكن تسوء الأحوال بسرعةٍ وبحكمةٍ وقدر العليم الحكيم، أما عن العمل بالأسباب فما عليك إلا الثبات على الحق والاجتهاد المشروع في العمل للحق بدون خروجٍ عن الشرع، حتى تلقى الله عليه بدون نفاقٍ سياسيٍ متلونٍ ولاحماسةٍ مندفعةٍ طائشةٍ.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام